نزار عبد الستار

  1. نزار عبد الستار - الكوالا الأزرق

    رفعت اذيال فستانها الأبيض بحذر. التفتت إليه، مركزة بصرها على حنكه، وأمرته ألا يترك ذراعها وهما يدخلان إلى تونهالة دوسلدورف. بدأ مثلها بالقدم اليمنى، وحافظ بظهر مستقيم على تناسق حركته معها. ولكنها خيبت حماسته، ولم تسأله عن بيتهوفن. حين تكشفت لهما القبة العملاقة وهي مشعة بالزرقة اللامعة، وتوضحت...
  2. نزار عبد الستار - قهوة غوته

    سحب من ذراعيها جاكيتها الجلدي، والبسه مسند الكرسي، ثم وقف خلفها، واعتنى باجلاسها. رجع إلى مكانه على الجانب الآخر من المنضدة، وابتسم. لم تنظر إليه، فسألها بتوجس: ـ كيف كان الوضع في ساحة اسبانيا؟. انكمش التموج في شفتيها المطبقتين، واكتسى وجهها بالظل، وهي تقول: ـ لا أجيد التعامل مع الإيطاليين.. أنا...
  3. نزار عبد الستار - معنى الصورة وبراهينها

    قد يعمل التصوير الفوتوغرافي على تجريد علاقتنا مع العالم من سماتها الإنسانية والشخصية، كما تقول سوزان سونتاغ، إلا انه بكل تأكيد يمنحنا الكثير من المشاعر الجديدة والسريعة، سواء كان الأمر يتعلّق بالدهشة، أو الشعور بالألم، أو حتى السخرية.تنظر سوزان سونتاغ في كتابها "حول الفوتوغراف" بكثير من الجهد...
  4. نزار عبد الستار - مخلوق الكاتوبليباس

    في كتابه "رسائل الى روائي شاب يشير ماريو بارغاس يوسا الى حيوان الكاتوبليباس الخرافي الذي يظهر في رواية فلوبير"اغواء القديس انطوان", والذي لسبب ما يقوم بأكل نفسه بدءا من القدمين. وهي الوظيفة نفسها الذي يقوم بها الروائي حين ينبش في تجربته الحياتية الخاصة بحثا عن دعائم يبتكر منها قصصا. يرى يوسا ان...
  5. نزار عبد الستار - إصبعها والقرنفلة ولوفتهانزا

    إصبع قدمها الكبير حافظ على استرخاء قدمها اليمنى، وهو ينقل ثقلها إلى كفّه. تربّع على الأرض، وارتدى نظّارة القراءة، وقرّب قدمها من عينيه متفحصا الإصبع الكبير. بدا لها، وهو يحرّك ساقها مثل ساحر يتخلى عن خفته ويقدم عرضا مميتا. قالت بأنها لا تريده أن ينغمس بخياله التعبدي إلى درجة الخجل، فالأمر لا...
  6. نـزار عبد الستــار - صندوق الأماني

    عندما فتحت له الباب ووجدته معلق القامة بين عكازه الخشبي والصندوق الأحمر ، بدا لها أشد إصراراً علي أن تكون هذه المجازفة هي الأكثر جنوناً في تاريخ محاولاته الفاشلة ، كأن الصندوق قياساً بسمعته العريقة أصغر مما قد يتخيله المرء ، وليس في شكله ما يثير سوي صعوبة التكهن باستعمالاته غير العجيبة مقارنة...
  7. نزار عبد الستار - أزميرالدا والقرنفلة الذهبيّة

    القرنفلة الذهبيّة ضحكت، وهي تنزل حقيبة يدها على القاعدة البيضاء للمظلة الحمراء المقفلة. خلعت نظّارتها، وقالت إن عليه ألا يجهد نفسه مع كل الأشياء، فمقهى الفوكيت لا يمكن التعامل معه بحساسية عاطفية، لأنه، في النهاية، مكان لا خيار لنا سواه في باريس. تهرّب من عينيها قائلاً بأنه لا بد من وضع اعتبار...
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...