أذكر المرة الأولى التي غادرت فيها هذه المدينة ، أذكرها بتفاصيلها الدقيقة رغم مرور عدة سنوات على ذلك الصباح الشتنبري الغائم.
عندما غادرت البيت لم أشأ أن أستقل سيارة أجرة ، حملت حقيبتي و و فضلت المشي في الشارع الطويل مارا بالعديد من الأماكن، متنذرا أحيانا و متذكرا أحايين أخرى .
أذكر أنني ابتعت...
رغم كثرة المقاهي بمدينة خريبكة و رغم تناسلها المستمر، باعتبارها متنفسا لتمضية الوقت في مدينة داخلية لا تتعدد فيها البنيات الترفيهية و لا تقع في متناول كل العائلات بالمدينة و باعتبارها أيضا مشاريع استثمارية تستقطب المستثمرين ،-رغم ذلك- لا يوجد و لا مقهى ثقافي رسمي واحد بالمدينة ، مقهى يبرمج...
من الذي جن ؟
أنا أم النافذة العاصية التي لم تتوقف منذ أول الليل و الدقيقة الثامنة عن الصرير ؟ و هاهي العقارب المزعجة تكاد تخبر بالخامسة صباحا دون أن يكل الصوت المزعج أو يمل ، بل هاهو يخاطبني بنبرة واضحة،حتى أنني خلته يسأل :
-هل نمت أيها الأرعن؟
-....
-لا ؟ لما تنم ؟
-.....
-أكيد أنت مستيقظ ، رغم...
حلم الليلة الماضية حلما جميلا ، رأى فيه في ما يرى النائم كل هوامش أفكاره الماضية تتوحد في النص الشارد و تلمع تحت الضوء الساطع و قد تبخر كل ما كان يغمه و يقض مضجعه وصارت كل العوالق المتبقيات على ما يرام. باختصار ، رأى أن حياته قد صارت مكانا مثيرا و جميلا و يصلح فعلا للعيش ، عندما استيقظ قرر أن...
لم يكن أحد ليحفل بنهاية حياة تلك النبتة التي كانت لحدود اليومين الماضيين تبدو بحالة لا بأس بها تقريبا و هي في ذلك الأصيص المهمش في ذلك الركن القصي من البيت و الذي لم يكن ينتبه غالبا لوجوده احد.
مع انها ظلت حريصة منذ أن تم انتدابها عصر ذلك اليوم الخريفي من ذلك المشتل الصغير الذي يقع في ذلك...