كانت الحارة غارقة في الظلام والزمهرير يكنس جثالة ازقتها الضيقة المرصعة بالحجارة السوداء الملساء والباهته واوي الناس الي مخادعهم باكراً وبدت بيوت الحارة العطشي المجدبة التي غابت عنها الفرحة والابتسامة اشبه بشواهد قبور ا لموتي.
مضي وقتا طويلا منذ ان زارهم ذاك الضيف الكريم المأمل الجانب والذي...
ألف النوم، طوال النهار يقضيه متقلباً في فراشه الطيني القاحل في غرفته المظلمة العطنة ذات الجدران الباهتة أو بالأحرى سردابه المعتم الطويل الذي اتخذ منه مأوي يأوي إليه ليقيه من لسعات البرد القارص في ليالي الشتاء الباردة الطويلة ومن حرارة الشمس اللاهبة في النهار الذي عافه ولم يعد يعرفه قط منذ أعوام...