أتذكر لقاءنا الأول. كنتُ دخلتُ عامي الرابع عشر بفوضى عارمة، مكدساً بالروايات الكلاسيكية وبالكتابات الدينية مع كم هائل من الملخصات التاريخية التي حصلتُ عليها من والدي، مدرس التاريخ... كنتُ أمام عتبة منزلنا أقرأ بعين وبالأخرى أتابع بائعات الخبز يمازحن البائع السوداني في المحل المقابل. إذ ذاك وقف...
في سنتي الجامعية الأولى، ألفتُ قصيدة رثاء عن شخص من وحي خيالي لم يولد واقعياً بعد. كنتُ أفتقد دوماً عالماً مختلفاً. كانتْ قصيدة رثاء بالغة الحزن والصدق. في إحدى المرات رأيتُ تجمعات طلابية في بقع متفرقة من ممرات الجامعة، يطالعون ما ظننتُها بيانات سياسية معلقة على جدران الممرات. وقفتُ أمام واحدة...