شَفتان على شَفتيْن مطبَقة كأنها على زجاج. خمسة أصابع وخمسة أخرى متشابكة تنغرس في كفَّينا الغائصيْن في بياض قطني. يدكِ الأخرى على امتداد الشرشف. أظفُرك منغرسة في ثناياه. تدقّين ندباته. مدمّاة كأن للأظفُر طلاء تقشّر عليه. تشنّجٌ في يديْك، كفَّيك، أصابعك العشرة. أشدّ على واحدة. الأخرى تمعن في...
سلمى يا سلمى،
يا حبيبتي أنت.
لو تعلمين ما يقترفه غيابك، منذ رحلت إلى لندن الكئيبة وأنا معتكر المزاج، لا أحتمل نفسي ولا يحتملني أحد. أساساً، ما كان يحتملني أحد سواك.
في الأسبوع الماضي تشاجرت مع الدكنجي وناطور العمارة. أهلي لم أزرهم منذ فترة، وأصدقائي كالغرباء. لا يهم، لم يعد شيء يهمني يا سلمى،...
لا أذكر في أي مكتبة، ولا تحديداً أي ملحق ذلك الذي تصفحته إلى أن ارتطمتُ بالصورة، فقط أني كنت في مكتبة أتردد عليها، هذا ما أذكره، إضافة إلى أن الملحق كان لإحدى الصحف الإنجليزية. إلا أن كل ذلك تفاصيل بائسة بالنظر إلى الصورة، إلى الطريقة التي عوملت بها، وفُهمت على أساسها، وأُوصلت بها إلى القراء،...
لم أجد من الكتاب سوى نسختين، سألت العاملة الفلبّينية في المكتبة عن نسخات أخرى قد تتوفّر عندهم من الكتاب ذاته. نظرتْ إليّ بعينيها الحياديتين الباردتين الغريبتين عن أي إغواء قد يوجد في عيني امرأة، وجاوبتني بإنجليزيتها ذات اللكنة الآسيوية المخفَّفة، والصحيحة لغوياً، وبفتور يلائم “الشادو” الأزرق...
فلتكن هذه الكتابة محاولة شكر لعاهرات الأزمنة الماضية اللواتي شكّلن بأجسادهنّ المعايير الجمالية لأجساد النساء، وَسَمن بأجسادهن لوحات ومنحوتات ما كانت لتكون دونهنّ. ما كان لكل هذا الفن والجمال أن يكون دون عاهراته.
سأشكرهن على الجمال الذي سبّبنه بأجسادهن لأعمال مانيه وديغا ورينوا وموديلياني وآخرين...
تدخل المرأة إلى بيتها متعبة، تجرّ حقيبة السفر، لا تجد شريكها، تتصل به، تتعرّى، تَسرح قليلاً في البيت وحدها، تجد جهاز عرض سينمائي، تشغّله، يبدأ العرض: رجل وامرأة يمارسان الجنس في لقطات مشوّشة سرعان ما تتضّح لتدخل إليهما، فإلى عوالم خيالية من ممارسات جنسية جماعية تمتدّ وتتنوّع على طول الرواية...
– بتعرفي؟ بدي أحكيلك شغلة
– احكي!
أخبرتها بعد مضي أشهر على لقائنا الأول، وكانت بضعة أيام أكثر من كافية لي كي أتيقّن من مدى العمق الذي وصلَته في أحشائي، وكنّا كلانا نعرف ذلك تماماً، ولم نعترف به بعد، ولو لنفسينا.
قيل لي بخبث: تلك الصبية لن تتعبك قبل وصولك إلى فراشها بقدر ما ستتعبك على فراشها.
–...
قد تكون المهمة أسهل لو أن سؤال هذه الأسطر أتى عن القصّات المتنوّعة لشعر العانة عند النساء وطرق نزعها، أو عن وجوب/إباحة/حرمة ذلك في الحضارات المختلفة عبر التاريخ. لن يخيّب غوغلُ أمل باحثٍ في ذلك، إلا أني لم أجد ضالتي عنده.
السؤال بكل بساطة هو عن شَعر العانة مصوَّراً في الفن الأوروبي ما بعد عصر...