سعدي يوسف شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية. غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة...
غبرة ليلية في الشارع العشرين
في مقهى الشبيبة
في عيون الناس
في الأبواب
في لون العباءات الرماد
كانت الأبواب في مقهى الشبيبة
كجناحين حديديين في وجه التآمر
مغلقات
إن شيئا يزحف الليلة من صمت المقابر
فوق وجه الشارع العشرين
أنفاس التآمر
كانت الأحداق فوق الشرفات
زهرا أسود يبكي
ومن البعد، من الريح، نئر...
في فراش البارحةْ
حيث كان الشرشف الكتّانُ مكويّاً
وكان الليل مطويّاً على خضرتِه في الرّكنِ
أو حمرتِه فيما تبقّى من نبيذ الرّيف..
كان الصمت يعلو
:وتموج الأرض مستنجدة بالشرشف الكتّانِ
احملْ جسدينِ
اتَّسِعِ، الليلةَ، شيئاً...
لا تضقْ بالموجِ
بالموجةِ في الذروةِ
وَلْتَنْدَعِكِ الأزهارُ في أطرافكَ...
في النار المثلوجة
في اللهب المتجمِّدِ
ندخل عريانين...
لنطوي الأغنيةَ الأولى
في البرقِ
فندخلَ كهفَ الساحرةِ
الليلُ يمدُّ بساطَ البدوِ
وها نحنُ أولاء على أغصانٍ وطيورٍ نتمرَّغ...
وعلى نهديك ارتسمتْ أغصانٌ وطيورٌ.
.
صورة مفقودة
لا ترضَينَ بما يرضَينَ به
:مثلاً
أنتِ تقولينَ لماذا يخترقُ الرجلُ المرأةَ؟
ولماذا لا تخترق الرجلَ المرأةْ؟
..حسناً
لكنّي أعرفُ أنكِ حتى لو ضاجعتِ كما تهوَين
ستقولين: وماذا؟
كلُّ الأوضاع سواءٌ
.
صورة مفقودة
Abbey Altson
(British, 1866-1949)
بالخمسِ تلتمِّينَ
تلتمسين أول رعشةٍ في تمرةِ الفحلِ
الأصابعُ
كلما لانت تجسَّدَ غصنُ ريحانٍ
تُدغدغه طراوتُها
حليبُ الغصنِ
أولُ قطرةٍ منه استُدِرَّتْ بالأصابعِ
واستدارت
فاحت الأعشابُ في الدلتا التي تتقاسم النهرينِ
والنور الذي في الراحة اليمنى يفوحُ
وثوبُها، متكوِّماً، في الركنِ
كان الغصن ينهض،...
تستمتع إحدى البنتين بشعر الأخرى
تتحسسه
وتمسده
و تطري الخصلات المنعقدات
تمشطها
و تسوي الخيطان الذهبية
خيطاً
خيطاً...
أحياناً تتنهد
و أحياناً تنظر صامتة ، في عيني الأخرى ...
تبتسم الأخرى
تتلع عنقا ... ثم تميل به نحو أنامل ماشطة
كانت تقتسم الليل و إياها
تحت غطاء واحد ...
21 – 7 – 1994 دمشق...
من أين أُمسكُ بكِ؟
لا النهدُ يملأ راحتي
ولا الزند.
وفخذاكِ، فخذا الغزالة، هل تعرفان غير الجري؟
حين أطوِّقُ خصركِ
ترتسم أضلاعٌ على أناملي.
لكنك، حين نفعل الحب، ترفرفين
تطيرين
وتهبطين
ممسكةً جيّدا بالعُود...
.
صورة مفقودة
Henry Guillaume Schlesinger
(1814-1893)
An Egyptian Girl Preparing for a...
أُحبُّ أن أطيلَ عبر العنقِ القُبلةْ
أُزيحُ شَعركِ القصيرَ عن أُذنكِ
أنزعُ القرطَ الذي أمسِ اشتريتُه من حضنِ أفريقيّةٍ
في مدخل المترو..
أذوقُ شحمةَ الأُذنِ
وأمضي هابطاً في العنقِ
أمضي هابطاً في العنقِ
أمضي هابطاً
أمضي..
وفي الهوّةِ
في العمقِ
...تماماً، حينما أوشكُ أن أغرقَ
تأتي...
-I-
أحب هذا العشبَ
هذي الشقرة .. المخمل إذ أفرقه خيطا فخيطا
و أشمُ البن فيه
أولَ العنقود
و القنب منقوعا ، و ورد اللحم ، فيه
عندما أسند رأسي بين ساقيك
يكون العشب لي مستند الكون ،
و إذ يبلغه غصني
يدور الغصنُ في العشبِ ...
طريُ عشبك الآن :
التماعُ البَرَد
الزئبقِ
و المنبعَ ، فيه...
دمشق . 15-7...
هذا الزبَدُ الطافحُ
في سبّابتيَ اليمنى
...في منبِتِ ساقيكِ
الزبَدُ اللامعُ في زغَبِ الدلتا
...هذا الماءُ المتكثف مثل نبيذٍ أبيضَ مكتنزٍ منذ سنينٍ وسنين
سيظل هنا
في هذا الركنِ من الغرفةِ
ملتصقاً بالشرشف
ملتصقاً بهواء الغرفة
...ملتصقا باللحظة حين تغيبين
.
صورة مفقودة
من لوحات الفلكلور المصري