الشاحنات متراصة خلف بعضها , السائقون بانتظار أدوار سياراتهم , خبراء مكتب الحبوب يتنقلون برشاقة بين السيارة والأخرى , أقلام التجريم في أيديهم تثقب الأكياس , يتسرب القمح عبر القلم , يحمل احدهم كيسا فارغاً ليملئ ما تسرب من القلم , العتالة في ضجيج , أشعة الشمس تلهب الوجوه , العرق متصبب من الجسد ...
القرية نامت يا حمد... كما تنام بقرتك المعلفة... أضوائها ضوت في مصابيح هرمة... كلب جارتك العجوز والتي راودتها أكثر من مرة، تكوم منزوياً بعد معركة غير متكافئة مع البراغيث... وعجل الحاجة خديجة... استسلم للنوم بعد مراوغة مع النعاس وأنت مازلت تتحصن بالعرق وتتشبث بالسهر... ما بك يا حمد؟ ثيابك نظيفة...