ينساب الزورق على صفحة المياه الرمادية، المتوهِّجة تحت أشعة الشمس المتعامدة. تشدُّها أنفاسها إلى الساحل الصخري المتصاعد. تابعتْ خطوط الظلال التي تتمحور، تتعرج ثم تمضي، والأفق عارٍ إلا من عناق السموات، ولا نهائية الرماد المتوهِّج. اتسقتْ مع ظلِّها المنساب على إيقاع المجاديف، يتململ بين مسامها هدير...
«الـقشَّاش»، صاحت امرأةٌ مبهورة الأنفاس، مشيرةً بسبابتها إلى عرض النهر. انداحت الحروف مع الموج الهيِّن، وانطلقت الدهشة من بؤرة الترقّب وسط أهالي البلدة المنتشرين على الضفاف. فهل ظهر القشَّاش حقيقةً أم لعلها أوهام الانتظارِ والشمس تدنو للمغيب.
القشَّاش: قدمان حافيتان وغبار ترحالٍ عنيد. يجوب...