عباس علي عبود

ينساب الزورق على صفحة المياه الرمادية، المتوهِّجة تحت أشعة الشمس المتعامدة. تشدُّها أنفاسها إلى الساحل الصخري المتصاعد. تابعتْ خطوط الظلال التي تتمحور، تتعرج ثم تمضي، والأفق عارٍ إلا من عناق السموات، ولا نهائية الرماد المتوهِّج. اتسقتْ مع ظلِّها المنساب على إيقاع المجاديف، يتململ بين مسامها هدير...
أي مجزرة، وأي سيل دماء يتقاطر من لحى رسمتها أنامل ماكرة بزيّ كهنوتي يضاجع الراهبات وهنّ ناعسات بجحر الدير غلبتهنّ خدر مشقة خدمة المتعبدين والزائرين الراجين بركة الرسل والأولياء، علي رصيف المقبلين من زقاق ساحة العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي. تتساقط الأقنعة، الجموع تنزع كبريائها ويبقى الضعف...
إلى الفنان: حسـين شـريف ■ تيم ترا را رم.. خافتاً يتواتر إيقاع الطبول. أبقارٌ ترعى العشب الأخضر فوق الجبل. معيزٌ قصيرة الآذان تتقافز فوق الكتل الصخرية. صبيانٌ يغتسلون في بركة ينساب إليها الماء من الأعالي، ثم يسيل إلى السفوح. ضبٌّ نحيل، قلق، مستطلع؛ متوثب. سحليةٌ بذيلٍ أزرق تتأود فوق الحصى...
«الـقشَّاش»، صاحت امرأةٌ مبهورة الأنفاس، مشيرةً بسبابتها إلى عرض النهر. انداحت الحروف مع الموج الهيِّن، وانطلقت الدهشة من بؤرة الترقّب وسط أهالي البلدة المنتشرين على الضفاف. فهل ظهر القشَّاش حقيقةً أم لعلها أوهام الانتظارِ والشمس تدنو للمغيب. القشَّاش: قدمان حافيتان وغبار ترحالٍ عنيد. يجوب...

هذا الملف

نصوص
4
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى