يقول المتنبي: أعز مكان فى الدنى سرجُ سابحٍ = وخير جليسٍ فى الزمانِ كتابُ.
ومن المؤكد أن هذا الشاعر عرف كلتا المتعتين. فشعره يدل على أنه كان فارسا؛ كما يدل على أنه كان يجالس الكتب، ولا سيما كتب الفلاسفة. ومن ثم كان وصفه بأنه شاعر حكيم. أما أنا فإنى لم أعرف متعة السباحة مع الخيل إلا مرة واحدة...
فى زمن غير بعيد كان يطوف بالقرى فنان يسمى الأديب الأدباتى. وكان هذا الأديب يرتدى طربوشا تخرج منه فتلة فى طرفها خرزة، وكان يدور برأسه فتدور فتلة الطربوش، بينما ينشد أشعارا بالعامية بعضها محفوظ وبعضها مرتجل فى التو واللحظة على إيقاع طبلة صغيرة. وكان يبدأ إنشاده دائما بالإعلان عن نفسه: أنا الأديب...