التأريخ: حينما جف البحر وهاجرت طيور الماء
كان يجتاحكِ في أمسيةٍ أجتاز فيها وطني
ضجر الطير الذي يقبع في عشه ساعات المطرْ
وشبابيككِ كانت مشرعةْ
لبكاء المدن القفراء مني
ولما يحمله الليل من الوحشة والجدب وأصوات المزامير. وإن الذاكرةْ
بِرْكة بالحزن كانت مترعةْ
. . . . . . . . . .
المساء الأن...
إمنحيني، رغم خيباتي القديمةْ
مرة أخرى جناحيكِ لأجتازَ وقوفي
بين بابينِ، غزاتي والهزيمةْ
فأنا لستُ مع الغازي وما كنتُ بمهزومٍ
وإنْ كنتُ انهزمتُ
إنني الثالثُ ما بين جدارينِ وقفْتُ
طوّحتْ بي مُهْرةُ الريحِ
وأنستْني الخفافيشُ التي تأوي سقوفي
لحظةً ألقيتُ فيها حَجَراً في بِرْكةٍ راكدةِ الماءِ فدارتْ...
(1)
حيَّرتْه الأغاني
كلُّ صوتٍ صدى
ضائعٌ في المدى
لا قرارْ
حيَّرتْه الأغاني
هو يُطلقها جمرةً
تتنقل ما بين ذاكرة الصخر والناس،
ما بين ذاكرة الناس والصخر
والمنشدينْ
وهي تلقيه فوق الرصيفْ
وتؤجّر منزله لرياح الخريفْ
حيرته الأغاني
ما له والأغاني
وما للأغاني وما لَهْ
ينحني ممسكاً بجذور الأغاني فتطرح...
لما خسر الزنج الفقراء المعركة الأولى ،
انتزعَ البحارة من جسدي أيقونةَ مَنْ أهواهُ ورائحة البحر
.. البرية ، صرتُ غريباً في البحر
والبحرُ غريباً صار ، حنى عينيهِ الماءُ حزيناً ، مثلي كان الماء
في البحر ، المحنة أن لا ساحل للنوتيّ المطرود
فكتبتُ لمحبوبي في صدر قميصي ما قد كان وما سيكون
وكتبتُ : يا...
يرتدي معطفاً ويغادر ، ملتفتاً ، منزلاً معتماً في المدينة ،
مبتعداً في الممرات يمضي ،
وفي شارع جانبي خطى تتسارع لاهثة خلف خطوته ،
وهو متجه في الممرات للساحة ،
اعترضته على كتف المدني ،
المرابط في طرف الشارع النجمة المعدنية ،
أطفأها بانعاطفته لليسار وخطوته الثابتة .
أشعل المدني المرابط...