حين لم يكن العراق حتى الثلث الأول من القرن الفائت، ينطوي على حياة اكاديمية معاصرة ولا مؤسسات ثقافية حقيقية، كان كتابه ومثقفوه وادباؤه يجدون في المقاهي فضلا عن مباني الصحف منابر اللقاء والبحث والمراجعة والفحص والتداول، حتى ان اساليب في الكتابة واتجاهات ولدت من بين لقاءات ادباء ومثقفين في المقاهي...
مثلما مات الشاعر بدر شاكر السياب غريباً في بلاده، اذ سار في تشييع نعشه ستة فقط من الاصدقاء والاهل ليدفن في مقبرة الحسن البصري عشية عيد الميلاد في العام 1964، بدا صاحب قصيدة «انشودة المطر» التي يراها كثيرون، أبلغ بيان فني وجمالي عن الحداثة الشعرية العربية، وكأنه يموت غريباً مرة أخرى في وطنه، بل...