تتعثر القدم في أشياء كثيرة عن تعمد أو تغافل.. تقترب من المنزل وكلما اقتربت تبحث في داخلك عن أعذار تختلقها للمرأة التي رفضت كل المعاذير التي سقتها إليها.
تخبرك أنها تريدك في أمر هام ولا يدعو للتأجيل الذي تدعو أنت إليه, تجذبك من اليد.. وبالأخرى المفتاح في الباب.
صرير المفتاح يعلن أن ما كنت تريد...
تتوغل في الضباب مثل كل شيء في القرية، محطة القطار، داركما البعيدة.. يقتحم أذنيك قادما من البعيد صوت نباح مستمر، كلما تقدمت خطوة.. تأخذ حذرك.. تمضي في طريقك.. تداهمك نخلة عجوز رابضة وحدها سنين طويلة لتعلن عن قرب وصولك المحطة.. تنتظر قطار الخامسة بدبيب عجلاته، وضوئه الشاحب حين يقدم من بعيد.
تصطدم...
تمارس دائما نفس الطقوس خلال العودة من الاسكندرية حيث تعمل الي حيث تسكن في احدي القري القريبة من مدينة طنطا
تخرج من عملك حاملا حقيبة يد صغيرةتحوي كتبا وجرائد واشتراك القطار السنوي
تصعد القطار ..تلقي بالحقيبة الي اقرب مقعد لتحجز بها مكانا ..تستاذن من احد الجالسين في الذهاب لعدة دقائق..تمضي لتفرغ...
أفرغ ما في رأسه على الورق الرابض على مكتبه, يخط أحداثا متصاعدة, لملمها لاهثا, انتقى لها عدة أسماء.. لم يستقر على واحد نها, كان يعلن العصيان على النوم, رغم جفونه المثقلة, احمرارها التي زادها توهجا, مشجعة إياه على رفض إغرائه, وخيوط الشمس تتسلل من بين فراغات الشيش طالة عليه متغلبة على ضوء المصباح...