الكيلاني عون

نموذج من كتاباتك
كأُمٍّ تُفسِّر غابةَ المستحيل
...............
الكيلاني عون ـ ليبيا
............

نهرٌ كهذا الجبل
هو ندبةُ صوتٍ على شرفةٍ فارغة
قدمٌ لم يبقَ منها سوى المسافة
نظرةٌ لشخصٍ
مات كأكثر ما يعتصر الهواء من
صورٍ تتحرَّك
ثكناتٌ وحدها تراقب دخانَ السرِّ
سيأخذكَ الأمرُ لحصارٍ باهتٍ تتابع
جنازاتٍ تدفن العراءَ
وتتلوَّى
كذئبٍ فقد عينيه، كجمجمةٍ تحتسي الانفجارَ
ذاتَ غيابٍ كنتَ تستيقظ على مقربةٍ
من حشدٍ آمنَ بذنوبه
كنتَ هناك وهنا مفتوناً بزلّاتِ الأعياد
مغموراً بطفولة زرقاء
قليلاً من ذهب الشواطئ، من رمادِ السفن
قليلاً منكَ يكفي لتبرئة الضوء
وقليلاً من الطاولات لجثث الوداع
تستطيع اللحاق بدورٍ تضع عليه معطفَ الزّفير
تستطيع أن تذهب ببطءٍ إلى زاويةِ المحطة
وتنتظر نزولَ الكلمات التي وقفتْ هزيلةً
في قلب المساء الغائم
حيث التقيتَ البحرَ يسعل كعجوزٍ
وهو يلتقط الأشجارَ الساقطة من السماء
الأشجار ذاتها كانت تنطقُ بلسان الملاجئ
وتهذِّب وصايا الطير النائم كرائحة النسيان
تستطيع ثانيةً أن تُولَد مثل صفيرٍ
يخاتل العابرين ويسمعون ذكرياتهم فيه
تستطيع فقط أن تضمِّد المياهَ
كأُمٍّ تُفسِّر غابةَ المستحيل
البلد
ليبيا
أعلى