ثائر يوسف عودة

الميلاد
Feb 15, 1966 (العمر: 58)
نموذج من كتاباتك
عن مخيم اليرموك وجواره
أذكر أني عندما نشرت أولى مراجعاتي النقدية في مجلة إلى الأمام أواخر الثمانينات لم يطلب مني رئيس تحريرها آنذاك (الأستاذ أنور رجا) أن ألتزم خطهم أو توجههم (القيادة العامة) وكذلك الحال وفِي نفس الفترة لم يطلب مني رئيس تحرير مجلة فتح (الأستاذ عبد اللطيف مهنا) أي التزام بالموقف السياسي للمجلة وكنت قد قدمت لنائبه الرائع شوقي أبو شعيرة كان قد جمعني معه وفِي المخيم صديق كاتب وصحفي موهوب هو نافذ أبو حسنة قدمت له قراءة نقدية لمجموعة قصصية صادرة حديثاً وقتها بعنوان (النحنحات) وهي لقاص وأديب سوري دمث اسمه (إبراهيم صموئيل) كان قد خرج لتوه من السجن في سورية وكانت مجموعته تسجيلاً يومياً لما جرى لذلك المعتقل في الزنزانة.. والحال نفسها مع مجلة الحرية ومع رئيس تحريرها آنذاك (الأستاذ داود تلحمي) حين قدمت له دراسة عن القاص الكبير يوسف إدريس لتنشر ضمن ملف كبير أعدته الحرية ساعة وفاته مطلع التسعينات وقد حرّر ذلك الملف نخبة من الكتاب الفلسطينيين والسوريين وقال لي رئيس التحرير وقتها: لقد قرأت لك شيئاً في إلى الأمام وفتح ولم يبدِ أي اعتراض أو مساومة.. وكذلك الحال عندما نشرت لأول مرة في مجلة الهدف قراءة نقدية لمجموعة قصصية للقاص الغزاوي (غريب عسقلاني) أهداني إياها كاتب غزاوي كان يقيم في المخيم (رجب أبو سرية التقيته في بيت صديقي الشاعر المثقف ماهر رجا) وقال لي خذ اقرأ لكاتب من غزة وقد فوجئت بالكاتب والمجموعة واحتفلت وفرحت حيث كان لقائي الأول مطلع التسعينات مع نتاج أدبي قادم من فلسطين/ غزة فكتبت عنها بفرح شديد ولم أقسُ عليها بالأحكام وعندما تحدثت عنها مع القاص الأديب الأنيق أحمد سعيد نجم (وكان نائب رئيس تحرير مجلة الهدف) أشار عليّ أن أنشرها في الهدف (التي استقرت مكاتبها في المخيم آنذاك) وقدّمها لرئيس التحرير أو المشرف على القسم الثقافي وقتها الدكتور فيصل درّاج فوافق فوراً على نشرها.
وطلب لقائي بعد ذلك ونصحني بأن أقدّم قراءات ومراجعات نقدية أخرى عن ذلك الأدب القادم من فلسطين تحديداً وذكّرني بالجهد المبكر الذي قدّمه الشهيد غسان كنفاني حيث كان أول مَن عرّف بمحمود درويش وسميح القاسم وإميل حبيبي وتوفيق فياض وراشد حسين وغيرهم وقد راق لي ما قاله بل دفعني لالتهام كتاب كنفاني أولاً (الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948-1968) وجعلني أبحث وأتقصّى عن كل ما ينتج في فلسطين قطاعها وضفتها وجليلها.. وقد أعدت مجلة الهدف عدداً سنوياً خاصاً في الذكرى السنوية الثالثة للانتفاضة الأولى (1991) حرّره نخبة من الكتّاب الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والعرب وطلب مني د.فيصل مادة نقدية شاملة بعنوان (القصة القصيرة الفلسطينية والانتفاضة) وللطرافة كانت المكافأة المالية مجزية جداً وقتها (2000 ليرة سورية) وهو مبلغ احترت ماذا أصنع به فنصحني الرائع أحمد سعيد نجم بشراء النسخة الجديدة الكاملة من الموسوعة الفلسطينية التي طبعت حديثاً في بيروت في ستة أجزاء وهي غير الإصدار الأول وثمنها حوالي خمسين دولار فوافقت فأوصى لي على نسخة وكانت أهم كتاب أفرح لشرائه في حياتي كلها..
أعود لأقول لقد كان د.فيصل دراج يعلم أنني أكتب في مجلات ربما لا تتوافق مع خط الجبهة الشعبية الفكري لكنها تلتقي جميعاً على فلسطين وتحريرها وضرورة إبراز دور الثقافة والمثقف العضوي (حسب تعبيره وتعبير غرامشي الذي أفاض في الحديث عنه في جل كتبه ومقالاته).. وكذلك كانت الحال مع المفكر الكبير والكاتب ناجي علوش والشاعر المحب خالد أبو خالد والأستاذ اللطيف حمزة برقاوي الذي كان رئيس أو أمين تحرير مجلة (الكاتب الفلسطيني) التي تصدر عن الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين فرع سورية حين قدمت له (سنة 1991) دراسة نقدية مطولة عن الروائي والأديب غالب هلسا في الذكرى السنوية الأولى لوفاته فوافق على نشرها فوراً ضمن ملف خاص عن الراحل هلسا..
حالة ثقافية متنوعة ومتدفقة ومشهد صحي معافى من العقد الفصائلية المقيتة شعاره ما فرقته السياسة تجمعه الثقافة والمخيم
البلد
فلسطين
أعلى