د. نضال الصالح

نموذج من كتاباتك
أرهفَ أبو محمود، تُربيّ مقبرة الصالحين وحارسها، أذنيه إلى صوت مُبهم داخل المقبرة، غادر غرفته الصغيرة، حاملاً مصباحه اليدويّ الصغير، ليبدّد بضوئه الناحل ما استطاع من الظلمة الباهظة تلك الليلة، وربّما الخوف الذي سقط على رأسه فجأة، ثم لم يكد يوغل داخل المقبرة، ويقترب من مصدر الصوت، حتى رأى قبراً فاغراً جوفه على سماء فادحة العتم، وحفرةً إلى جواره تكاد تتسع لإنسان ضامر الجسد. استعاذ من الشيطان، بسْملَ، فهو لم يكن أعدّ قبراً لأحد في النهار، كما لم يكن شقّ حفرة في الأرض المتاخمة له، وعندما وجّه ضوء المصباح داخل القبر، بوغت بأنه ما مِن أثر لميت فيه، ثم نحو الحفرة، فلم يجد أثراً لشيء فيها، فعاد يستعيذ من الشيطان، ويبسمل، ويقرأ المعوّذتين وما يتدافع في رأسه من السور القصار.
البلد
سوريا
أعلى