محمود شاهين

الميلاد
Oct 30, 1946 (العمر: 77)
نموذج من كتاباتك
(1) ارهاب ورعب !
كلما وردني تهديد جديد ينذرني بإقامة الحد علي، أي بقتلي، وقفت " لمى " في مواجهتي، راجية أن أتوقف عن كتابة المقالات والروايات والأفكارالتي تبحث في أصل الوجود والغاية منه، وفي إمكانية وجود ألوهة ما أوعدم ذلك، والأهم الغاية من وجود الإنسان، وأنا أرفض بعناد شديد التخلّي عن الأمر، بل وأشرع في كتابة رواية جديدة بعنوان " قصة الخلق " إضافة إلى حوارمعي حول الوجود والغاية منه، قد يمتد إلى حلقات، على محطة تلفزة خاصة، تدعى " أفق المعرفة " غيرآبه بالتهديدات التي تنصب علي من جهات مختلفة، داعشية وغير داعشية ! مؤكدا ل " لمى " حبيبة قلبي" أن هذه رسالتي في الحياة التي نذرت نفسي لها ، مع أنني لست رسولاً لأحد، أو مرسلا من أحد، حتى من إله، رغم أنني لا أستبعد أن يكون هناك خالق أو قائم بالخلق، قد يقبل أن يكون إلها، أو ما هو أكبر من إله، والحق إنه لأمر مؤسف أن لا يقوم بتكليفي برسالة سماوية، ما دفعني إلى تكليف نفسي بالمهمة بل ونذر نفسي لها، إدراكا مني أن للوجود غاية، وأن لوجود الانسان غاية، تتعلق بغاية الخالق من الوجود، وهي تحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال وبناء الحضارة الانسانية. فالخالق لا يشق طرقاً ولا يبني جسوراً ولا يشيّد مدناً، وبالتالي لا يقيم حضارة. والحق إنني لم أجد لنفسي ما هو أجمل من هذه الغاية، فنذرت نفسي للعمل على تحقيقها وهداية الناس إليها، رغم خوف " لمى " عليّ من أن تطالني رصاصات الغدر ذات يوم، بعد أن أخفقت في محاولة سابقة فشلت في النيل مني، وإن ذهب ضحيتها إنسان بريء غيري! فقد صادف مرور رجل من أمامي في اللحظة التي ضغط فيها القاتل على الزناد . كنت جالسا على رصيف مقهى في جبل اللويبده حين أطلق هذا المعتوه النارعلي . حاول القاتل الهرب غير أن الناس ألقوا القبض عليه حتى جاءت الشرطة . ولم يعرف أحد أن المقصود أنا وليس القتيل إلا بعد تحقيق الشرطة! وإن شئتم الحق أنا حزين لتوقع مقتلي، ليس على نفسي، بل على " لمى " فما ذنب هذه الصبية حتى تتجرع مرارة كأس الفجيعة بي ، بعد أن نذرت نفسها لحبي حتى آخر أيام كهولتي . فارق السن بيننا كبير، ولمى محبوبتي وليست زوجتي. وهذه مسألة أخرى تقلقها، فقد يشي أحد ما بنا كزانيين ، ينبغي إقامة الحد علينا، وهو هنا الجلد، أو الرجم بالحجارة حتى الموت، حسب ما يقررالمعاقبون، وآمل أن نموت بسرعة في كلا الحالين حتى لا يطول عذابنا، أو يعلم الخالق بما يجري لنا ويتدخل بطريقة ما لإنقاذنا، رغم أنني أبرر للخالق عدم تدخله في مسائل مصيرية كثيرة تهم البشرية ، رغم علمه بها !
البلد
الأردن
أعلى