خولة السعيد

الميلاد
Mar 3, 1988 (العمر: 36)
نموذج من كتاباتك
حين تموت الكلمة

هي سطور كتبتها قبل أيام بحالة يأس/ حزن/ ملل/ ... شيء من هذا القبيل..
كنت أشعر بالخيبة.. فلم أعد أستطيع قراءة ولا كتابة...
أيمكن أن يحدث هذا أحيانا؟
أنشغل بشيء ما؛ غسل الأواني.. تنظيف البيت.. تحضير ما يؤكل.. فلا يكون باستطاعتي تناول أقلامي حينها، أو أخذ هاتفي لتسجيل ما يحدثني به فكري من كلمات تتراقص وتقفز هنا وهنا وهناك..
فتنشغل يداي بشيء، وأنشغل أنا كلي بالحديث معي، وعندما تنهي يداي عملهما، أجدني قد أكثرت الكلام معي فنسيت بداياته، أحمل بعد ذلك ما يمكن أن أكتب به وفيه، وأراني نسيت كل شيء وقد انفردت بحالي، فما عدت أذكر مني إلا جسدا ترى العين بعضه، وتخونني الكلمة، وأصاب بشلل فكري؛ فأحس الحزن يعتريني .. لا أرغب في الكلام، أو هو لا يرغب بي... عقم الكلمة قد حضر من جديد.. لماذا تخون الكلمة عشرتنا وتخون العهد بيننا؟ لماذا حين أنوي رسمها لوحة أمامي.. أغنيها وترددني أجدني لا أقول إلا سفه الكلام، ركاكة الحديث؛ ووضاعة القول..؟! لماذا بين لحظة وثانية تتلوها أضيع بهروب حروفي، تفر مني أبجديتي، فأكتب رسالة تقرأني أبعثها لصاحبها ولا أجد صاحبها إلا أنا؛ بلا نفَس ولا طيب كلام ، ولا حسن قول.. تعود إلي رسالتي دون أن يبعثها المرسول..
كلام مبعثر بين ثنايا العبارات..
ربما يحلو الصمت أحيانا، لكنه قد يصل بنا لفقدان الحس.. للموت.. قد يجعلنا نمل فنهجر ما نحب؛ حتى الكتاب لا يريد قراءتنا في لحظات ملل مملة قاتلة... وأي كتاب هذا الذي سيرضى بأن تحمله يدان لا تستطيعان حمل قلم؟! وأي كتاب هذا يقرأ فكرا لا يقرأ نفسه؟! كتاب طبخ مثلا؟!!! ليس من هواياتي الطبخ.. المهم أن أعرف كيف أحضر شيئا يؤكل... كليني أيتها الكلمة ودعيني ألتهمك أيضا.. خذيني أيتها الأحرف الأبجدية على أجنحتك وحلقي بي بعيدا، ارسميني على كل الخرائط دون حاجة لجواز السفر....
أو دعيك.. ارحلي أنت كما رحل.. فماذا فعلت الكلمة لأصحابها قبلا؟ أ حرر درويش فلسطين؟! .. مات وغصته بقلبه.
أ أيقظ نزار الأمة؟! مات مبعدا عنها بلندن.. أ بعث غسان كنفاني شجر الزيتون والليمون؟! مات شهيدا غسان.
أ لم يمت المتنبي وغيره بكلمة؟!!
وأنا كلمة قتلتني بعدما كانت قد أحيتني..
تراها تعيد إحيائي!!
إذا كان من الحب ما قتل فإن من الكلمة ما قتل؛ وكيف لو اجتمعا على قتلي معا؟! لأكون شهيدة عشق وشهيدة قول..
البلد
المغرب

المتابِعون

أعلى