زياد محمد حسن - الفاتنة التي أحبتني ..

أريد قهوة
انتظريني عند الباب
شامتك ِ على النافذة
تراقبني
صدري في الشارع
يستعجل الطريق
ماذا طبخت ِ لي؟
وأناملي على ناركِ
دون أدني خوف
وسامتي ليست عاطلة عن العمل
ولست مستهتراً فظا ً
ستجدين شوقي يلتهم أطراف معطفي
عبر البحور أمشي
وأسبح في أعماقي
سأقتل الوقت المتبقي
وأتقدم نحو النافذة
تحت الشرفة
بجواري
بجوار وجهي الغارق
فوق ركبتي
أدخن شرار الليل
وهو
يبتلعني من الشارع
أريد قهوة
ماذا ستقدمين لي غير القهوة ؟
يداك ِ!
لا
أنا لا أجيد تناول الأيدي
و لا يعني
أنني سأقطع الوصال
شفتاك !
قبلة خفيفة على العشاء
أكثر وزنا ً من حياتي
أجل يا حياتي
لن يتسع الوقت كثيراً
أن أكون البيت الوحيد
الذي يختبئ بي
فأهرب مني
وأنا داخلك
أن تكوني السماء
كلما رفعت ُ عيني لأعلى
أجل أريد قهوة
كي أستطيع السهر
هذه الليلة
وأي ليلة
إذن هيا نغلق الباب بالمفتاح
كي ينبش الليل مخالبه في الملاءة
لماذا تراقبين خصومكِ هذه الليلة أيتها الستائر؟
الحب ليس أحدث فضيحة في الحي
الحب ليس فضيحة
إن وعيكِ يتسرب أيتها الشبابيك
لماذا تنجبين سفاحاً يحتل عقلكِ مثلي؟
يغلق كل شيء
عن كل شيء


أريد قهوة
اقتربي مني
كي أعثر عليّ
هات ِ قبلة
لا أستطيع الحياة دون دم ٍ
هات ِ لسانك
لا أستطيع الصمت
دون أن أتكلم
إن محلول شفتيك ِ
جُرحك ِ يا حبيبتي
فهات ِ قبلة تشفيك ِ
اقتربي خطوة
اقتربي أكثر .. أكثر
قبل أن أختفي
إن طفلا ً في مثل سني
يفعل ولا يتحدث
قلبي كان واقفاً في الصالة
يداي علامة توحي بسماع
ما لم أقل
أنفي يشير إلى غرفتي
عيناي التصقتا برأسي
ورأسي الخاوية تجبرك ِ
على المذاكرة
هنا على كتفي
أريد قهوة
أريد نصل سكين في وريدي
حتى أحيا
هيا نجري
أنا أجيد اللعب
وإن كنت ُ جالسا ًعلى الأريكة
لكنك ِ تراوغين نصفي
وأنا بكامل أطرافي
تمتلكين كلي
وأنا المبعثر الذي أكل أجزاءك
مِن أين تأتين بكل هذا النمل الذي يزحف نحوي؟
إنني أتكاثر ممزقاً في غل ٍ
جسدي تصادم بابتسامة
إلى المطبخ قادتني
وأشارتْ إلى الموقد
تقول : يا لنـَارك
تعالَ إلى هنا
رويدك ِ يا حياتي
لا تؤخذ الحقول دفعة واحدة
اتركي لي الأمر
بعض الفتيات أقل خبرة في عزق الأرض
سأقيدك ِ بالحبال
حتى أعثر على عنقي
ماذا تعني كلمة موصدة؟
ما لم تنامي على صدري
لم يكن منطقياً أن نبلغ الشرطة هذه الليلة
كي تقبض علينا متلبسين
ولا أن نلتقط صورة في هذه الحالة
ثم نعود لنرى ماذا سيحدث؟
لم يكن منطقياً
أن نراهن على نشاطنا بعدها
سأنام ويدي مفتوحة الأصابع
تصوّر وجهك
وأنتِ تترنحين أمام العدسة
أرى النعاس قد فر من عيون الكثيرين
فارتمت الصورة على الشاشة
لا
أنا لا أريد أن يرانا أحدا ً
ساعة بعد ساعة
لا أتمالك أعصابي
أقرع أجراس التنفس
أشم ُ تبغا ً
يمط شفته السفلى
"هل يستطيع الدخان أن يأكل مثلنا الأرز والبطاطس؟
لااااا
إنه يصعد إلى أعلى
إلى أعلى
حتى لا نختنق .. أليس كذلك !"
إذن اقتربي
حتى لا نحتاج إلى مواعيد ٍ مكررة
هات ِ قبلة
لا أحفظها عن ظهر قلب
لا .. هذه تشبه الحقنة
أنا أبغض الإبر التي تعمل بكفاءة
وأحب اللحظات الفاصلة
إذن تقدمي
هات ِ أخرى تشبه العناد
إنني أفور كمياه ٍ غازية
أريد أخرى
تجتاز الأقفال الممغنطة
تـُغطي كل الوجه
لا تترك مساحة للمشاهدين
ولا للكبار فقط
أريد قبلة
أتهاوى بعدها
كقطع القرميد فوق بعضي
قبلة على جبيني
لا .. إنها تشبه عربون الصداقة
قبلة على خدي
إنها مرتبكة في رعونة
قبلة على شفتي
لا .. إنها تشبه ختم موظفي البريد
أريد قبلة كبيرة
رغم أني لا أمقت الأطفال
أريد أن أصنع لك ِ حدوداً على جسدي
فأنا أبغض النهايات المفتوحة
 
أعلى