سامح كعوش - عيناكِ نجمتا الميلاد

سماءٌ للفرحِ زرعتُها بالزّهرِ
لتسقطَ عليكِ بالوردِ والضحكِ
كأنها الشتاء في أقصى ما يمكنه من بردٍ
لاحتراق يدي في تلمّس دربها
إلى نشوتك القدسيّة
كسادنٍ لمعبدِ الآلهةِ
يقدّمُ قلبهُ قرباناً للنهرِ
في انسيابهِ وأنتِ أنثاهُ
قدّيسةُ كلّ الخطايا
خطيئةُ أطفال الملائكةِ
وأنتِ استعاراتُ اللغةِ المجاز
جنّازُ الكلمات المريضةِ بفقدانها القدرة على النطقِ
صدى صوتيْنا في سماءٍ لأقدامنا في الفراغ
تحتكِ الكونُ وفوقنا المدى
باقةُ الزهرِ التي تحوّلت حين لمستها يداكِ فراشاتٍ وعصافيرَ
تطيرين بي كطفلِ خطيئتكِ
في مغارةٍ امتدادها الكونُ
و عيناكِ نجمتا الميلاد
أغنيتي اليتيمة للرعاعِ و الجياعِ و القتلةِ
يردّدونَ اسمَكِ
يتهجّؤونَهُ كأنه الأناشيد القديمةِ
كالأطفالِ في حبوهم واتساعِ الدهشةِ في أعينهم
دا
دا
دعيني أحبّكِ خارجَ اللغةِ
في اشتداد الشوقِ واختناقي بما أنتظرُ من وقتٍ
لألتحفَ بصوتكِ
و أنامَ في تنفّس صدركِ
أشبع من حصادِ حقولِ يديكِ
كأقصى ما يحتاجهُ جائعُ القلبِ
كما في جفاف حلقي
و ارتعاشي
حين قبُلتكِ

تعيدني قيدَ الحياةِ


* عن الف لحرية الكشف
 
أعلى