سامح كعوش - فمك من البعيد

فمكِ البعيد
في وجهِ طوطمٍ وثنيٍّ
يصرخُ ككاهنِ رقصةِ النارِ الأخيرةِ
لأكتب وصيتي
قبل أن يتناولني الجسدُ
قربانَ عشقه الليلي
حين أنا أقطف عن السرّةِ شكلها الكرزي
تنطفئ المسافة إليكِ لأنكِ أسرع بي
تصفرين كقطار
وتنزلقين كمحارة
لتضيئي نجمةً أتسلقها بالهمسِ
أقطفها بيد الشهوةِ
ترتدينَ الظلَّ
حين النهرُ يجاري
انفراجَ فخذيكِ عن قمرٍ بينهما
وارتفاعَ صدركِ بتنفسكِ الناشب في دمي
وكلانا دافئٌ ليرتجفَ
و خائفٌ ليأمنَ
وآمنٌ لتنفضحَ سكينتُه
و ساكنٌ لينفجرَ ببراكينِ رغبتهِ
وكلانا مسافرٌ في الغيابِ كأنه القريبُ
المنقطعُ كأنه الواصلُ إليكِ
بالجنس المندهشِ للُزوجةٍ بيننا
يفتح صفحاتِ الطينِ
ممزقاً بكارة النهرِ بغناءِ سمكتهِ الوحيدةِ
تصب في فمي ماءها الأبيضَ
وهو في انتصابه
يبدأ سيره الأعرجَ إليكِ
بين شفتيكِ تتبعينَ رعشتَه
تنتشين به ليرويكِ بالملح المحلّى
شظايا الصراخ
رذاذ المسافر عبركِ كأنه السفر الضوئي
أو تشظي النجم حين اقتلاعه من رحم المجرة
طلوعُ الروحِ
أو احتراقُ النيزكِ في يديّ
انسكابُ الحبرِ على البياض
بالماءِ تكتبينني
تزرعين الزهرةَ في الغيمةِ
قطنِكِ الأسودِ
لونِ الرغباتِ الآثمةِ
نتعمدُ تكرارَها باشتهاءِ الخطايا
سيدةُ العسلِ أنتِ
والوقت قاصرٌ
يشبهُ المريض في تعداد ثوانيهِ
أكسرني بلذتي الناقصةِ
واكتشافِ الفراغِ في ما رسمته مخيلتي عنكِ قبلاً
وأنتِ ابنةُ البرّيةِ
لأقطفَ عُنّاباً خبّأته عانتكِ بالأسود ليبيضّ كلما التقينا
ليلاي في الغابة وذئبكِ الهاجمُ عليّ بأسنان الانتظار
سلة الكعكِ زادي
وأنتِ الحكايةُ المسائيةُ لتعبِ عينيّ
وتثاؤبِ فمي عند أبوابكِ الخمسةِ
وُلوجي في الماءِ
واللحمُ آخر التشكّلِ لفيزياءِ الانصهارِ
ذوبانُ الحليب في قهوتكِ الصباحيةِ
وأنتِ اشتعالهُ
تعرقين بي لأنني المطر الاستوائي
وخصركِ انتصاف الأرض
استكشاف لساني خفايا ظلالكِ في الضوء
اتساعكِ في الضيقِ
توهجكِ في العتمةِ
أطويكِ كصفحةٍ لأنقط حبري نقطةً نقطةً ...
وأكتبكِ آخر السطر
كأول اشتهائي النساء قبلكِ

.
 
أعلى