( ماءٌ وحنَّاء .. ) شعر / مؤمن سمير - مصر


( ماءٌ وحنَّاء .. ) شعر / مؤمن سمير - مصر
كنتُ يومها أنتظرُكِ بالأسفل .. وعندما هبطوا وأنتِ تعبثينَ على ظهورهم رسمتُ ثدياً وعدوتُ في الطريقِ القديمةِ وأنا أحملُهُ وألهث .. اقتنصتُ عضوكِ بعنفِ الواثقِ المسكينِ و تركتُ الباقي للمقامرين أحبائي وللعِواء وكذا لخوفي ... كانت الفأسُ مركونةً على الحائط وجوارَها ظلَّها .. احترتُ بينهما قليلاً لكني حسمتُ أمري وقلتُ اعطني الشدةَ ياربَّها .. نزلتُ على الأرض فانفلَقَت أسرعَ من دورانِها القديمِ ، وبان مِلْحُها وظهرت زفراتها في أوقاتِ الحصادِ .. مسحتُ عَرَقي ووضعتُ الثدي ورششتُ ماءً وحِنَّاءَ .. وضعتُ الفَرْجَ وأنمتُ الظِلَّ عليهِ ... أزرعُكِ وأدندنُ .. شجرتانِ تطلُعَانِ غداً والأنبياءُ سوف لا يمرون من هنا وأنا أنحَتُ الأريجَ الذي يغطي شهقةَ المكانِ على ألواحهم ... سأدلُّ العُصَاةَ على ميعاد الغيمات لمَّا تتوهجُ كلَ عيدٍ وقتلٍ ... تركتُ الأهلَ تائهينَ منذُ الطوفانِ والآن أسيبُ أصحابَ النور يرتعدونَ وينهرونَ صبيانهم ويُطرقعونَ السَوْطَ للحوذيِّ ويكسون الخبزاتِِ بالألم .. هنا الصبيُّ الذي ينامُ نوماً ثقيلاً ولا يحلُمُ أبداً ولن تتربى عيونُهُ على ألعابِ الخيالِ بل سينمو جسمُهُ أسرعَ وأسرعْ والذئبةُ التي تبني عشها ستكون بلا هالةٍ أو سماء .. ستدُقُّ في العظام جلوداً للشتاء وساحراتٍ لكل خريف ... أنا خائفٌ يا حبيبتي .. خائفٌ ومفاصلي تاهت وراءَ عيوني .. ساقيكِ أكثر نعومةً من لساني وثعبانَكِ بعدما عاشرَ ديدانَ الأرضِ صار لَفَّافاً ودَوَّاراً .. مَرَّ حولي بسرعة اللصوص وأنا لم أعد لصاً .. تُبتُ إليكِ بعدما رجموني في السوقِ وكان المطر يُغَذِّي الكراهيةَ ويعدو .. لمسَ أجزاءَ حساسةً من ذاكرتي فانكفأتُ من جرأته وأسندتُ جبهتي ويقيني على حَلَمَةٍ كادت تطير وراء قنفذٍ أشواكُهُ تطيعُكِ كلَ قمر .. شعرُكِ بين الأوديةِ يعيدُ رسم الكوخ والشواء الذي أخبرونا بهِ ذات رؤيا .. لا ينسى الملعونُ كيف امتلأَت كلماتي بزيتوناتكِ وكيف وصلتُ من أعلى الجبل إلى إليتَيْكِ وقطعتُ اللحمَ بالخِنجرِ الذي قلتِ إنه مرصودٌ لحالاتكِ العليا ....
دخانٌ يسقطُ
وسماءٌ ترتعش ...
 
أعلى