أحمد بغدادي - وسأتركُ لكم فردةَ حذائي عنواناً واضحاً

أنا ابنُ الظهيرة الحارقةْ
وخوصِ النخلِ
وابتساماتِ الأطفالِ مساءً تعبرُ الجسرَ المُعلّق
إلى الحياة
إلى الأغاني الفراتية
من رشفةِ الماءِ بكفِّ العجوزِ الظمأى
على الشواطئِ .. حين يتذكّر الطينُ !
...
دعوا الأبديةَ جانباً
وتعالوا لنتساءل
أو نتحاكم بذريعةِ الأجوبة ...................... لماذا قتلتموني ؟!
لماذا .. تركتم ولدي أمامي جثّةً قبلي
وتركتموني قبلهُ حطبةً تحترق في هذا الظلام الهادئ
كي أراه يتوهّجُ لي ؟!
/
لا ضير لو تأخرتم قليلاً كي أكتبَ المرثاة !
/
أفكّرُ وأنا قتيلٌ الآن ...
كان عليّ أنْ أحلمَ أنني أحيا الآن
كي أتحسّسَ جسدي .. ذراعيّ .. خدَّ ولدي ..
بسمتهُ .. شَعرَهُ .. قلبه الخفيض تحت كفّيْ ...... وأستيقظ فجأةً
لأجدني قتيلاً
وأقول : أنا أحلمُ .. لا أكثر
***
أين سوف ترمونَ جثّتي
أين سوف ترمون جثّة ابني
أين سوف ترمونَ جثةَ الفرات؟!
...
"أقترحُ ... لو أنّكم كما تدّعونَ
تملكونَ هبةَ الحياةِ والموت .. أينما
كنتم"
...
في أي أرضٍ ألقوا بنا .. نحنُ
نعرفُ العناوينَ جيداً .. نعرفها
وقد حفظناها كلونِ دمائنا
.. لا نتيهُ
لا نتيه عنها ..
.........
........................
عشتُ شاعراً
ومتُ شاعراً لا أنظرُ إلى ساعةِ غيابي
.
.
وسأتركُ لكم
فردةَ حذائي عنواناً واضحاً
يوصلكم إلى الله ..


images?q=tbn:ANd9GcQ6IKt-AHguk8aCF21A92czaTMTjCBpZ4jqHGQV_iuoNZSOf7ILNw.jpg
 
أعلى