قصة ايروتيكية محمد الأعصر - الحسناء

هكذا الليلُ لها لا تعرِف أهو هوَ أم ما هِيَ عِند سدولِه وهِى تترقَّب دقاتِ الثانية عَشرة فِى نبضاتِ عاشِقَه تتلو آياتِ الهوَى الساحِرة التِى لا يُعشَق مِحرابُها إلا بِعقارِب الساعة التِي يترقَبُها الجميع مِن طَرفِ خَفِي فِى أواخِر الليل البَهِي غير أنَّ تِلك الحسناء تتهَلَل لها الساعات فَرِحَة تُضَمِد جِراح الهوَى فيها وتُبَدِد ظلام ليلِها لِسحر شَغفِها.
اعتادت رَسم الخيال ويوهَب لها واقِعًا جميلًا فِى سِحرِه تهيم ويُهامُ لها الكون والدلال يهواها كما الفارِس فِى انتظار المحبوبَة الشغوفَة بين أحضانِ الهوى حيثُ الجوَى يتمايلُ على الخَد كما الشَهد.
ما كانت تعبَثُ أبدًا بِـحروفِها ورِقة إحساسِها فِى مِداد مِن قلبِها الشغوف تُسَطِّر كلمات العِشق لِـلمحبوب كـعُمر ثانٍ لها بين العهود وتلابيبُ القلب المعقودة لها تُلهِبُ الوجود وسطَ غيمات الشتاء الدعوب فِى قطرات الندَى الممزوج اصطفاءً لها ولِـلمحبوب.
ما كانت إلا أن تبيت وَسط حروفِها فِى آمال وأحلام ما تتوسَّدها كثيرًا عَلَّها يومًا تجِدُ تِلك الملامِح كـ ليلة صيف ناسِمة ودفء ليالِي الشتاءِ الباردة هائمة مُمتَلِكَة ومملوكَة فِى قلبِهِ معقودة.
ما بالُ تِلك القطرات الشهية مِن شِفاها تُحيي أُمَّه وهيَ بين تلابيبُ قلبِها عَطْشَى وهيَ تروِى بِـ صوتِها المبحوح فِر رِقَتِه وجمالِه يعقِدُ الحُب بين العاشقين كما النسيم فِى ربيع السنين باحِثًا عَن مَن يتغَزلُ فيه كأنَّها ريحانة قلبِه وهوَ عنها لا يميل.
ارتوت بِـما كتبت غير أنّها لم تعرِفُ الماء وباتت تكتُب حَد السماء تعزِفُ قيثارة تبحثُ عَن لحنِها وَسَطَ العُشاق غير أنَّ شمسها تُداعِب السماء فـ هيَ تشتهِى اللقاء وتبحثُ عَن يوم ميلادِها وسط الأعياد.
ألم تعهد ذاك الوجد فِى مُقلتِي حين يُصيبُها العِشق ولا أجدُنِى إلا باحِثةً عَن قلبِك الوفِي كأنَّها الحياة الأبدية والحُب اللافَنِي يُرتِلان ملامِح الربيعِ الأزهَرِي فلِما تكوِي قلبِي وتُشغِلُنِي وأنت تعلمُ أنَّ الهوى يقتُلُنِي.
أما تدرِي حبيبِى أنِى كما الندَى يشتاقُك كَي تبعثُ فِى روحِي مِن رحيقَك فأحيا ويغارُ مِني الزَهْر والهوَي ويشكو مِني الصيف والجوى فأقتَرِب وأقتَرِب وأقرأك على تَمَهُل وأشكو تَلَعثُم كَي يبقَى حُضنك مُعَلمِي.
هل تبدو سماءِ العِشق هائمة تروحُ لها الروح عاشِقة وتسألُها عما يُخالِج قلبها فِى ذاك الذي يِشبِه سحابة صيفٍ ظليل وندَى شِتاءٍ حميم ويقتَرِب كـالقمر ليلةَ البَدرِ العظيم هيمان يَسُرُ قلبها العليل ويشغَل فراغ السنين فِى ثمالة ورِقة الحُب البريء.
التقى البَدرُ حبيبًا بِالتمامِ حميمًا وبات العِشقُ قريبًا مِن تِلك الحسناءُ سائلًا وردًا وياسمينًا عازِفًا تغاريد وأناشيد أسعدت ليالي السنينَ وأقرت لهُ حنينًا هامَ فيهِ عُمرًا مديدا.
 
أعلى