ناصيف اليازجي - ألوى علي فضمني وضممته

ألوى علي فضمني وضممته = وصدورنا بصدورنا لم تعلم
أهوي عليه وفي عفة يوسف = حتى يميل وفيه عفة مريم
فيروح بين صبابتي وحنينه = وأروح بين حديثه وتبسمي
خضنا ملياً في الحديث كما جرى = وكأننا للشوق لم نتكلم
عاتبتها فاستضحكت وعتابها = ظلم وكيف عتاب من لم يأثم
ما كنت أختار العتاب وإنما = قد كان ذلك حيلة المتكلم
حتى رنت وكأن هدب جفونها = وسواد قلبي قطعة لم تقسم
حوراء تدمي بالسيوف جفونها = ولحاظها ترمي القلوب بأسهم
قطرت دماً من فوق وجنتها فما = كذبت علينا إنه لون الدم
عين الغزالة عينها وجبينها = لا ذاتها من رقة وتبسم
ولطالما نفر الغزال وما درت = كيف النفار وعرضها لم يكلم
يا ليلة سمح الزمان ببعضها = بعض السماح وليته لم يندم
قد كنت أرجو مثلها فبلغته = والحادثات تقول طرفك فاسلم
حتى دخلت الدار ساعة غفلة = وعرفت ربع الدار بعد توهم
فكأن كل الدهر مدة لحظة = وكأن كل الأرض دارة درهم
ولقد جلست إلى الفتاة مسامراً = ووشاتنا من غافلين ونوم
ولطالما جلست إلينا قبلها = طيفاً وكان الطيف غير مسلم
حتى رجعت كما رجعت وأخمصي = متأخر في نية المتقدم
يا هل ترى علمت بنات عشيرتي = أني لقيت الشمس بعد الأنجم
إن كان بعدي ساءهن فسرني = يا غربتي طولي ولا تتصرمي
بالله يا ريح الصبا قبل الضحى = إن جزت هاتيك الديار فسلمي
قسماً بها إلا وقعت بصدرها = بين النهود ولا أقول لك الثمي
وضممت معطفها وقلت له ترى = كم فيك غمزة حمرة من مغرم
هيهات أسلوها وقد ختمت على = قلبي بخاتم ثغرها المتبسم
لو لم يكن للشوق من سبب كفى = ذاك الوداع ومد ذاك المعصم
إن كان قتل النفس غير محلل = قولوا لها فالوصل غير محرم


.

d984d988d8add8a9-d8a7d984d985d8b1d8a3d8a9-d988d8a7d984d8b2d987d988d8b1.jpg
 
أعلى