قصة ايروتيكية بيجى دوفى - لا تحضر لى زهورا.. ت: د. محمد عبدالحليم غنيم

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

صدقته عندما أخبرنى أنه سعيد فى زواجه . كنا فى السرير معاً و قد تشابكت أذرعنا و سيقاننا ، على حين هدأت العاطفة التى ساقتنا إلى هنا الآن . أميل إلى الصمت الحميم حتى لا أسمع سوى دقات قلبينا وراء جدار الصدر و هى تسبح فى الدفء الراقد بيننا .
هؤلاء الرجال يفضلون دائماً أن يتحدثوا وهم منقلبون على ظهورهم . و فى ذات الوقت يتحرقون لعبور هذه المساحة بالحديث ، سحب نفسه قليلا و حدق فى السقف :
- لم أفعل هذا من قبل أبدا .
قال لى ذلك وصدقته أيضاً .
كان ذا وجه مربع بأنف طويل رقيق بشكل لافت و شفاه ناعمة . قابلته منذ فترة فى مزاد لبيع المقتنيات الأثرية . كنت أقوم بالشراء لزبون أما فهو فكان يتفحص الأثريات لنفسه . وجدنا أنفسنا جنباً إلى جنب نتأمل فازة فرنسية من البورسلين ، كانت مستقرة على المنضدة أمامنا .
- جميلة !
قال ذلك وهو ينظر نحوى ويبتسم . صافحت عينيه الزرقاوين المتقدتين بصفاء مذهل وابتسمت أيضا. مشينا معاً، نفحص الزجاجيات و الفخاريات المعروضة ، كنت أعلم أنه يمشى فقط من أجل أن يغازلنى . حددنا بعض الأشياء التى يمكن أن نأخذها . عرض على أن نشرب نبيذاً . رأيت وميض خاتم الزواج فى إصبعه الأيسر. بدت عيناه أكثر زرقة و لمعاناً ، أما ضحكته فكانت دافئة وذات تأثير عميق ، فقلت لم أر شيئاً بشدتى فى المزاد ، ثم عرضت عليه أن نأخذ سيارة أجرة و نعود إلى المنزل .
- هل يروق لك أن أتصل بك فيما بعد ؟
سألنى ذلك، ثم أضاف :
- ربما أعود مرة أخرى .
كان يرتدى ملابسه و فى ذات الوقت يحاول أن يجعل صوته طبيعياً ، كما لو كان يحدد موعداً مع طبيب أسنان أو سمسار فى البورصة .
بعد عدة أيام اتصل بى و قال :
- لم أستطع أن أتوقف عن التفكير فيك .
وصل خلال ساعة غذائه وهو يرتدى بدلة سوداء مقلمة و قميصا أبيض منشيا . عمره ثمان وثلاثون سنة وقد مضى على زواجه اثنتا عشرة سنة . لديه ولدان فى سنى الثامنة و السادسة ، أخبرنى بكل هذه التفاصيل لاحقاً وذراعاه ملتفتان حولى وعيناه على السقف ، لم أكن أهتم بأى شىء وراء غرفة النوم .
يسكن على بعد عشرة بنايات فقط من منزلى ، فى بناية عادية وذات بواب مثل بنايتى تماماً.وهذا الأمر يقلقه.أخبرنى بهذا ذات ليلة . بينما زوجته فى اجتماع مدرسى و أطفاله مع المربية . لم يكن يشعر بالذنب، و لكن يريد أن يزيد .أحب مرور شفتيه على من أعلى إلى أسفل قبل أن يسمح لنفسه بالخروج . أجلس وراء النافذة وأنظر عبر طابقين إلى الشارع تحتى . أشاهده عبر الظلمة القريبة وهو يوقف سيارة أجرة ، ولكنه بدلا من ذلك يمشى قاطعاً الشارع و يدخل محل الزهور، ثم يخرج و معه باقة زهور حمراء ملفوفة فى ورق سيلوفان أخضر ، هؤلاء الرجال دائماً ما يشترون الأزهار للبيت .
يرانى كلما أراد . على حين لا يفسر لى أسباب غيابه . أسرع إلى التنزه فى أوقات الصباح لكى أقوم بأعمال التنسيق نهارا وأقضى احتياجاتى فى الليل . لكننى دائماً هنا عندما يريدنى لأنه الشىء الوحيد الذى يسأل عنه . إنه عاشق قنوع . متشوق للسعادة و من السهل إرضائه و أنا لا أريد أكثر من هذا .
قال لى ذات ليلة :
- عندى مفاجأة لك ؟
استندت على إحدى مرفقى و منعته من رؤية للسقف . رقصت عيناه مثل تلميذ شقى . رفع سترته من فوق الأرض و أدخل يده داخل الجيب ثم أخرج دليل نزل ريفى وقدمه إلى. قبلت ذلك فى تردد. فأوضح لى :
- أخذت دوريس الأطفال لزيارة والديها فى عطلة نهاية الأسبوع .
كانت هذه هى المرة الأولى خلال سته أشهر التى أسمع فيها اسم زوجته .
أخذنى فى السيارة المرسيدس الكريمى . وأومأ إلى البواب بالتحية . حمل حقيبتى و أسرع بى إلى السيارة . احمر وجهه ، إما من البرد فى الخارج أو من الطاقة الكامنة فيه، لا أستطيع أن أقول ذلك . كان يقود السيارة كما لو كان صبيا مراهقا يقوم بأول موعد غرامى . أخذت الرحلة ثلاثة ساعات حتى وصلنا إلى هناك . أطول مدة قضيناها فى صحبة بعضها البعض . ارتفعت حرارة السيارة حيث كنا فى منتصف النهار ، خلعت معطفى ورميته فوق المقعد . امتدت يده اليمنى و ربت على فخذى بإلحاح كما لو كنا لن نفعل ذلك فى الفندق .
مكان مريح بمدفئة ضخمة فى الداخل و مائدة طعام عامة ، نغادر حجرتنا فقط من اجل تناول وجبات الطعام : لمالكى الفندق شعر أبيض و وجه لطيف حيث تزوجا منذ خمسة وثلاثين عاما ، وقد افتخرا بذلك ذات ليلة على العشاء . تبادلا نطرات متفق عليها عندما عدنا إلى غرفتنا و بعد العشاء . قالا لزوجين آخرين كانا على السفرة معنا لابد أننا متزوجان حديثاً .
قال :
- لقد كانت هذه أفضل إجازة فى حياتى . ليس هناك من أحد مثلك .
نظر إلى كما لو كان لم ينظر إلى أبداً من قبل . ثمة شىء كالسحب الداكنة فى عينيه .
- أتشعرين بالبرد ؟
سألنى ثم سحبنى إليه بارتجاف ، كانت عيناه هادئتين ومشبعتين ببخار رجل غرق فى الحب
- لم تفعل درويس هذا معى أبداً.
اشتكى من عدة أسابيع و هونائم عارياً فى سريرى ، بينما أدعك أنا قدميه و أطقطق أصابعه بلطف. و أضاف :
- مشعولة دائماً بأنشطة مدرستها الداخلية ، ولجنة البناء فهى مسئولة هذه اللجنة أيضاً .
نقلت يدى ببطء من قدميه إلى سمانتى ساقيه ثم إلى فخذيه ، فتأوه فى رفق ، ثم قال فيما بعد أن درويس تتحدث عن إنجاب طفل آخر .
- قالت أننا نزداد تباعدا و تعتقد أن الطفل سيجعلنا أقرب
اعترف لى من أسبوع و هو يلف نفسه حولى :
- لا أستطيع أن أنام معها على أى نحو .
شعرت بأننى صغيرة و ضائعة بين ذراعيه الواسعتين ، همس :
- أحبك .
ثمة جزء منى رغب أن يصدقه ، قبلت شفتيه لكى أسكتهما ، فأساء الفهم .
مارسنا الجنس مرة ثانية كنوع من الاستماتة بالحب ، بدون أن ينطق بكلمة ، ارتدى ملابسه ، كانت سترته مجعدة ، و انتشرت فى شعره خطوط بيضاء ، قال :
- أنا ذاهب لأقول لها .
اقترحت عليه :
- لماذا لا تشترى لها زهوراً . سوف يجعلك ذلك تشعر بالتحسن .
بعد بضعة أيام رن جرس التليفون . قوبلت بالصمت عندما أجبت . فكررت :
- مرحباً !
كنت على وشك أن أغلق الخط :
- كنت فقط أريد سماع صوتك .
كانت كلماتها متلعثمة ، ومرتجفة قليلا ، صوت امرأة سكرانة أو كانت تبكي لعدة ايام .
- هل تعلمين أن له زوجة وطفلتان ؟
جاءت الكلمات هذه المرة أسرع و كانت على وشك أن تفقد السيطرة على نفسها إلا أنها أضافت :
- أنا لا أستجديك كما تعلمين ؟ أمنحك حرية الاختيار . إما أنت و إما أنا ؟
صفعت السماعة كما لو كانت قد قدمت إنذارها الأخير . ظل صدى صوتها فى أذنى لفترة طويلة بعد أن أغلقت الخط . قبضت على السماعة بقوة قبل أن أضعها فى مكانها .
من نافذة غرفة نومى ، يمر منعكساً فى الزجاج المتموج تيار لا ينتهى من سيارات الأجرة و الحافلات بين محل الزهور و مكانى حيث أقف فى الدور الثانى أعلى الشارع . يخرج رجل أنيق فى بدلة سوداء ورابطة عنق وباقة زهور ضخمة فى يده ، أغلق عينى و أتخيل للحظة لو أمكن أن يهدينى وردة واحدة . وعندما فتحتهما ، كان قد ذهب .



- المؤلفة : بيجى دوفى ، كاتبة أمريكية; تعيش في ولاية فرجينيا، خارج واشنطن العاصمة. نشرت أول قصة قصيرة لها في ربيع عام 2000، تكاد تقتصر فى إبداعها على كتابة القصة القصيرة ، نشرت قصصها فى العديد من الدوريات الاكترونية والمطبوعة. وهذه القصة التى نترجمها اليوم منشورة فى مجلة Able Muse، ربيع عام 2000.
 
أعلى