يحيى جابر - طبيبة أرواحي

- 1 -
لا أشكو من قرحة
وانما معدة الليل
....
هي نفسها طبيبة أرواحي
تبنّجني بلمسة
...
يكفيني نكزة ابهام على الخد
وخزة لسان
تحت الأذن.
هي أمهر من خريف
في فن الانعاس...
انا الغيبوبي
على ساعدها.
غطيطة لهاث تغمرني.
تتلاشى الثياب
تتبنّج حتى الحيطان
أتخدّر اهلوس لها بالاسماء
نهداً تلو نهد.
وتبادلني الاستمتاع
بالاستماع
على ذكرياتي
وفخذاها كرسي هزاز.
انا المخدر
انتعش بأوكسيجين قبلة
تقطّبني بكلمة...
اتحسس رأسي النائم
ماذا جرى؟
اين انا؟

-2-
جرّاحة النوم
تحضنني
"يا حبيبي
الحمد لله على السلامة
كان هناك ورم من اسماء نساء
استأصلت ارواحهن
حرفا...
حرفاً..."

يا فضيحتي!
وأرى رأسي مورّداً بالخجل
على غطاء المخدة.

-3-
ذات ليلة ضج رأسي كمتظاهر
صرخ
"بدنا التار
بدنا التار"
سأنتقم...
بنّجتها
نعّستها
دوّختها
يا متلاشية
يا ملغشنة
اخبريني
من مر من هنا.
من مر من هناك.
...
وبكامل رعشتها
راحت تضحك
ولم تلفظ سوى انفاسها.

-4-
كل مخدرات الارض والسماء لا تبنّج امرأة!
... النساء مستيقظات
طوال هذا النوم
كاتمات
مكتومات
يرتعبن من خنجر رجل كاللسان!

مذاق الفانتازم
وشوشتني
"غلغل...
جسدي فاجر الليلة.
تهتّك بي...
وتوغّل..."

وشوشتها
"غلغلي
جسدي أفجر
من تلك اللبوات
على الشاشة
توغلي".
...
لنتحرش بالنائمات من وحوش.
أدوّخك بالكلمات النابية
المقشَّرة.
أرتجّ من ألفاظك المحمّرة
على منقل اللسان.
يا طعم الزنى
يا مذاق الفانتازم
والتلفزيون المتروك
مشتعلاً.
نفتح أذرعنا
للنمور
واللبوات
القافزات من خروم الشاشة
وخلفهم
قطيع من عارضات الأزياء
يثبن من البوديوم
الى بحيرتنا
العارمة
بالأوز...

تراثي
بكى عضوي لما رأى عضوها دونه
قلت لا تبكِ عينك
نحاول...
أو نطبّ فنعذرا.


صورة مفقودة
 
أعلى