أسامة الخواض - سموك عاهرة المدينة و الضفاف "

ياضفة الفرح المراهق ما جلوك و ما سقوك شرابنا العذب الطهور
انى رايتك فى الهواجس و المنام طفولة مغسولة بالعشق و الصفح المطير
لكن دورات الفصول أناخ فى ايقاعها نغم المدينة ، ذلك المشتول بالحمى و اشجار الهجير
و تبعثر الغفران من ساحاتك انفرطت على المصلاة مسبحة الفجور

* * * * * * * *

النيل ايقظ فى الدماء مواجدى ، و حقولك انفطرت - كما قالوا - على الجدب المريع
أتوك بالنطع الكبير ، رموك بالافك العظيم
سموك عاهرة المدينة و الضفاف و رفعوك الى أمارات الثراء ، و وسدوك نفاية الأطر القميئة و الجحيم
كم كنت أهديك الخطابات الانيقة كم تخذتك طفلتى ، و طفقت أخصف من وراء جمالك العذب المراهق ما يوارى كبوتى ، و ألفّ جيدك بالازاهير
العبيقه و أشتهاءاتى العفيفة و البريق
و لكم وعدتك بالشموع و بالورود و بالخضاب و بالصغار الرائعين ، فرشت أحلامى ، و زيّنت الطريق
لكنهم غسلوك بالمال المكدّس ، صدّروك الى بيوت الاثرياء ، و حنّطوك على المتاحف اعلنوك أميرة القصر الأنيق
صبغوك بالحمى و مكياج المدينة ، صرت راقصة تروّج للمساحيق البذيئة ، صدرها يحكى نجاعة داعمات الثدى و السلع الثمينة و الزبرجد و العقيق
سلبوا بشاشتى الولود ، و عمدونى كاهنآ يطأ العذارى قبل اعلان الزفاف
قلبوا لنا ظهر المجنّ و أطعموا مولودنا شوك الكفاف

يا غبطتى ّ
كيف الهروب و قبل ضعفى كنت أقسم أننى أبدآ أحبك ، أعلن الحارات انى فارس الحب العفيف
لكنهم صلبوا حضورى فى المدينة ما رعوك ، و حين صحت على الدروب " الفارس المصلوب اعياه الوقوف "
قذفوك بالنار الذكيه قيدوك و أرهقوك و أودعوك غياهب الحزن المخيف
يتذاكرونك فى المراقص يحلمون بصدرك الغضّ الدفئ يزين ابواب المخازن ينتشئ طربآ ، فتهتز المداخل و السقوف
و أخوك يرطن فى المساء يضاجع اللغة الغريبة يغمس الأعماق فى خمر المدينة و المخدر ، يمضغ الشعر الركيك ، يدخن التبغ الثمين ، يبيع وجهك فى مزادات العذارى
و أبوك يحلم بالعباءات الانيقة ، يصطفيك مليكة للرقص فوق موائد الوجهاء
لا يصغى الى نغم البراءة و البكارة
دهنوك باللون الكئيب
جبوك فى كيس الخراج و ما دروا ان ائتلاقك داحر اللحن النشاز ، و دافع اللغة الغريبة بالحسارة

* * * * * * *

الآن يا فرحى الغريق انبئ النيل المرصع بالفراشات الحزينة
بانهزام طلائع العشق المصادم
أشهد الامطار انى سوف أشهد كرنفالك فى مواقيت الصفاء


.

صورة مفقودة
 
أعلى