راجح الحلي - لمن رسوم ما كدت أعرفها

لمن رسوم ما كدت أعرفها ... أوحش محتلها ومألفها
قضت علينا آثار ساكنها ... أن المطايا يطول موقفها
أنفقت فيها الدموع عن ثقةٍ ... أن دواعي الحنين تخلفها
أعباء شوقٍ أعبا تحملها ... فابتدرت أدمعي تخففها
سقياً لها والظباء سانحة ... بجوها والرماح تكنفها
حيث القدود الرشاق أقتلها ... لأنفس العاشقين أهيفها
منعمات الأعطاف ميدها ... مختصرات الخصور نحفها
تلك خصور ما زال مختطفاً ... لب فؤاد الحليم مخطفها
فمن معيني على غريم هوى ... يلوي ديوني ولا يسوفها
نهيت قلبي عن حبه فأبت ... أن ترعوي صبوة أعنفها
يظما إلى خمر عذب ريقته ... فمي وعود الأراك يرشفها
فآه من زفرةٍ أرددها ... فيه ومن عبرةٍ أكفكفها
مرهف قضب العيون أكحلها ... مضعف نبل الجفون أوطفها
يا مشرقي بالدموع بل صدى ... حشاشة لا يبل مدنفها
دمي على وجنتيك تثبته ... شهود دمعٍ ما زلت أقذفها
فكيف ترجى النجاة من مقلٍ ... أفتكها بالقلوب أضعفها
والنفس مذ كابدت هواك أبت ... عنه انحرافاً فكبف أصرفها
فهات قل لي يا من لواحظه ... تشقي قلوباً منا وتشغفها
أهذه قامة يرنحها ... تيهك أم صعدة يثقفها
وأعين أم قواضب الملك الظ؟ ... اهر يوم الهياج يرهفها

e24004d07619bf06fa6f273493c67cff.jpg
 
أعلى