شيخ الشيوخ عبد العزيز - خذ في وقارك واتركني ووسواسي

خُــذْ فــي وَقـارِكَ واتْـرُكْـنـي وَوسْـواسـي
فــليــسَ فــي وَلَهــي بــالحُــبِّ مِـنْ بـاسِ
أَسْـمَـعْـتَ عَـذْلي ومـا أَجْـدَى فـحَـسْبُكَ قد
عَــذَبْــتَ نَــفْـسـي وقـد ضَـيَّقـْتَ أَنـفـاسـي
إِنْ أنتَ لم تَقْفُ إِثْري في الغرامِ فَقِفْ
عــنِّيــ لأُجْــري إِلى اللَّذاتِ أَفْــراســي
ولا تَـقِـسْـنِـي عـلى مَـنْ لا يُـشـاكـلُنـي
فـــإنَّ أَمْـــريَ شــيءٌ غَــيْــرُ مُــنْــقــاسِ
دَعْــنــي لكـاسـيـةٍ بـالحُـسْـنِ فـي غَـزَلي
فَــريــقُهــا غُــنْــيَــةٌ عــن لَذَةِ الْكــاسِ
تَــخْــطــو فــتَــلْعـبُ بـالأَرواحِ خـاطِـرَةً
بـــغُـــصْـــنِ قَـــدٍّ مَــعَ الأَرواحِ مَــيَّاــسِ
قَــضــيــبِ آسٍ تَــبَــدَّى مُــثْــمِــراً قَـمَـراً
وجْــدي القــديــمُ بِهِ أَطْــرَى مِــنَ الآسِ
لهــا مــعــاطِــف تُــغْــريــنـي بـرِقَّتـِهـا
ولِيْـنِهـا إِذْ أُقـاسـي قَـلْبَهـا القـاسـي
فَهَــيْ الدَّواءُ لِقَــلْبـي مِـنْ أَسـاهُ ومِـنْ
أَلحــاظِهــا فــيــهِ داءٌ يُـعـجِـزُ الآسـي
يـا نَـظْـرةً كـمْ أَبـاحـتْ مِـنْ حِـمَـى أَسَـدٍ
كـــأَنَّهـــا طَـــعْـــنَــةٌ مِــنْ كــفِّ جَــسّــاسِ
زارَتْ وجُــنْــحُ الدُّجــا مُــلْقٍ ذؤائبَهــا
عَــليــهِ فـابْـتَـسَـمَـتْ عـن ضَـوءِ مِـقْـبـاسِ
وواصَــلَتْــنــي تـعـلى هَـجْـرٍ فـأَنـقَـذَنـي
أُنْــسُ الرّجــاء بِهــا مــن وَحْـشََ اليَـاسِ
بـــاتَـــتْ مُــوَسَّدَةً رأْســي عــلى يَــدِهــا
عَـطْـفـاً وكـانـتْ يَـدي مِـنْهـا على راسي
وبِــتُّ مُــسْــتَــغْــرِقــاً فــيـهـا أُعـوِّذُهـا
بـــاللهِ مِـــنْ شـــرِّ وَسْـــواسٍ وخـــنّـــاسِ
وكــيــفَ أَلْوي عــلى شَــيءٍ إِذا حَـضَـرَتْ
مَــنْ فـي البِـعـادِ أِراهـا دُونَ جُـلاّسـي
وإنْ يُــخــالِفْ عَــذولي فــي مَــحَــبَّتـِهَـا
تَـقْـبـيـحَ صَـبْـري بِهـا أَو حُـسْنَ وَسْواسي
فـليـسَ فـي النَّاس إِلا مَـنْ يُـوافِـقُـني
بـــأَنَّ يُـــوسُــفَ خَــيْــرُ النَّاسِ للنَّاسِ
المــالكُ النّــصــرُ المُــمْــضـي أَوامِـرَهُ
عــلى المُـلوكِ بِـحُـكْـمِ الجـودِ والبـاسِ
إِذا بَــنَــو سُــؤْدُداً يَــومــاً عـلى شَـرَفٍ
هـــارٍ بـــنــاهُ عــلى تَــوثــيــقِ آســاسِ
وإِنْ تَــطــايــرَ مِــنْهــمْ ريــشُ حِــلمـهـمُ
عِـنـدَ العـواصـفِ فـهْـوَ الشَّامخُ الرَّاسي
مِــنْ أُسْــرَةٍ غَــرَسَــتْ مِــنْهُــمْ أَوائلُهــمْ
فــي خَــيْــرِ مَــغْــرِسِ مُـلْكٍ خَـيْـرَ أَغْـراسِ
ذو فَــطْــنـةٍ أَعْـجَـزَتْ أَدْنـى بَـديـهـتِهـا
مَــنْ بــاتَ يَــضْــرِبُ أخْــمــاسـاً لأَسـداسِ
يُــرْدي الخَــوارجَ بَــسَّاــمــاً لخُــلْفِهــمُ
عَهْــدَ الخــلائفِ مِــنْ أَبــنــاءِ عــبّــاسِ
طَـــغَـــوا فَــعَــقُّهــمُ لمَّاــ دَلَفْــتَ لَهُــمْ
طَــعْــنٌ ذَكَــرْنــا بِهِ طــاعــونَ عَــمْــواسِ
سَــقــاهُـمُ جَـيـشُـكَ المـنـصـورُ كَـأسَ رَدىً
يَــحْــظــى بِـلَذَتِهِ سـاقـيـهِ لا الحـاسـي
فــبــالقَــواضـبِ يَـثْـنـي عَـبْـدَ كـلِّ هَـوَىً
وبـــالمَـــواهـــبِ يُـــغــنــي رَبَّ إِفــلاسِ
مُـــحـــبَّســاتٌ عــلى الإطــلاقُ أَنْــعُــمُهُ
مُـــمـــدَّحـــاتٌ بـــأَشْـــعـــارٍ كــأَحْــبــاسِ
جَــمَــعْــتُ شَــمْـلَ سُـعـودي حِـيـنَ قـرَّبَـنـي
مِــنْهُ وأَبْــعــدْتُ أَقْــتــابــي وأَحْـلاسـي
وقــدْ عَــمــرْتُ ومَــدْحــي فــيــهِ يَــدْرسُهُ
أَعــــداؤهُ ورُبــــوعــــي غَـــيْـــرُ أَدْراسِ
يَــجْــنــي مَــعــادِنَ أَفْـكـاري فـتَـنْـفَـحُهُ
بـالسِّحـْرِ مـنْ بـابـلٍ والخَـمْـرِ مِـنْ حاسِ
فَـــحِـــيـــنَ أَذْكُـــرُهُ يَــصْــفَــرُ حــاسِــدُهُ
وحِــيــنَ أَكْــتُــبُهُ بَــبْــيَــضُّ أَنــقــاســي
فَــيَــسْــتَــبــيــنُ لِمَــنْ يـبـغـي قِـراءتَهُ
مــا زادَ مِــنْ نــورِهِ عـن نـور قِـرْطـاسِ
 
أعلى