حمدون بن الحاج السلمي - بكت حمامة أيكات بأنات

بَكَت حَمَامَةُ أيكَاتٍ بِأنَّاتِ = مُغَرِّدَاتٍ بِأصوَاتٍ وَرَنَّاتِ
فَأوقَدَت نَارَ أشواقٍ تُؤَجِّجُهَا = يَدُ التَذكُّرِ فِي مَعنًى وَفِي ذَاتِ
وَأذكُرَتنِي الحِمَى وَسَاكِنِيه ذَوِي = زُهدٍ وَنُسكٍ وعِرفَانٍ وَعِفَّاتِ
تَعَفَّفُوا عَن جَميعِ مَا يَشِينُ وَمَا = تَعَفَّفُوا عَن قَبُولٍ لِلهَدِيَّاتِ
إذ كَانَ فِيهِ تَوَاصُلٌ وَمَرحَمَةٌ = تَهدِي الحَقُودَ إِلَى أوفَى مَوَدَّاتِ
كَمَا أتَى فِي أسَانِيدٍ مُصَحَّحَةٍ = إِنَّ الهَدِيَّةَ تُورِثُ المَحَبَّاتِ
إن كَانَ فِي رَدِّهَا دَرَءٌ لِمَفسَدَةٍ = فَفِيهِ تَركُ مَصَالحٍ كَثِيرَاتِ
وَلَم يَكُن فِي هَدِيَّتِي لَكُم أرَبٌ = إِلاَّ حِيَاكَةُ أثوَابِ الصَّدَاقَاتِ
وَهَذِهِ نِيةٌ واللهِ صَالِحَةٌ = وَإِنَّمَا عَمَلُ الفَتَى بِنِيَّاتِ
رُدَّت عَلَيَّ فَذَابَ الجِسمُ مِن خَجَلٍ = وَمَا عَهِدتُ تَجَرُّعَ المُصِيبَاتِ
لَو كَانَ لِي نَفَقٌ فِي الأرضِ غِبتُ بِهَا = أو كَانَ لِي سُلَّمٌ إِلَى السَّمَاوَاتِ
وَاللهِ لَم يَبقَ لِي طَرفٌ أرَاكَ بِهِ = مِنَ الحَيَاءِ وَمِن عَظِيمِ هَيبَاتِ
لَولاَ اعتِذَارٌ قَد بَثَّهُ لَمَا بَقِيَت = نَفسِي وَذابَت بِحُرُقَاتٍ وَزفرَاتِ
مِن أنَّهَا شَابَهَا فِي وَقتِهَا طَمَعٌ = وَلَم تَصِر غَيرَ سُلَّمٍ لِحَاجَاتِ
فَكَانَ كُلُّ لَبِيبٍ غَيرَ قَابِلِهَا = وإن بَرَت مِن مَفَاسِدٍ نَقِيَّاتِ
إنَّ السَّلاَمَةَ مِن سَلمَى وَجَارَتِهَا = أن لاَ تَحُومَ بِحَالٍ حَولَ سَاحَاتِ
وَقِيلَ تَحدُثُ لِلأَنَامِ أقضِيَةٌ = بِقَدرِ مَا أحدَثُوا مِنَ الإسَاءَاتِ
 
أعلى