جاريةٌ مرهفةُ القدِّ - تميم الفاطمي

جاريةٌ مرهفةُ القدِّ
ظالمةٌ مظلومةُ الخَدِّ
كالقمر الطالع لكنّها
في حسنها كالرَّشأ الفَرْد
في ليلها البدرُ وفي دِعْصها
غصنٌ به رُمَّانَتا نهد
تَبْسم عن بَرْق وعن لؤلؤ
مُنَظَّم أحلى من الشَّهد
بتنا معاً تحت ظلال الدّجى
من مَفْرَش الوَرْد على مهد
أَجْنِي ثمارَ الخمر من مَضْحك
شفاهُه من ورق الوردِ
كأنّني ليثُ وغىً خادِ
رٌ مَعْ شادن أحورَ في بُرْد
تُكتُمني ما عندها من جوىً
منّي كما أكتمُ ما عندي
تُخْفِي وتُبدي بيّ وجداً كما
أُخفِي من الحبّ وما أُبدي
أَصُدّ عنها ظالماً كلَّما
زادتْ من الوصل على الصَّدّ
لا نِدَّ في الحسن لها مثل ما
أّنّيّ في الحبِّ بلا نِدّ
لا زالت الجيزة معمورة = بكل مخطوف الحشا نهد
إني ألذُّ العيشُ فيها بما = أولى عزيز الدين من رِفد
المجد بسّامٌ إلى ماجدٍ = أروعَ بسّامٍ إلى المجد
كأنما راحتُه مُزْنَة = تبْدا بلا بَرْق ولا رعد
كأنّما في الحزم آراؤه
مشتقّة من قُضُب الهند
المُلكْ ذو عِقْد ولكنَّه
في عصره واسطةُ العِقْد
ما السيف أمضى منه في عزمه
في غِمده إذ سُلَّ من غِمد
يا أيها البدر الذي جَدّه
محمدٌ أُكْرِمَ من جَدّ
قصّرتُ في مدحك لكنّني
أُواصِل المدح كما أُبدِي
فإن تُسامِحْني فيا نعم
ة يَقْصُر عن حمدي لها جَهْدي
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى