ابن معتوق - خفرت بسيف الغنج ذمّة َ مِغفَري

خفرت بسيف الغنج ذمّة َ مِغفَري = وَفَرَتْ بِرُمْحِ الْقَدِّ دِرْعَ تَصَبُّرِي
وجلت لنامن تحتِ مسكة ِ خالها = كافور فجرٍ شقَّ ليلَ العنبرِ
وغدت تذبُّ عن الرِّ ضابِ لحاظها = فحمت علينا الحورُ وردَ الكوثرِ
وَدَنَتْ إِلَى فَمِهَا أَرَاقِمُ فَرْعِهَا = فَتَكَفَّلَتْ بِحِفَاظِ كَنْزِ الْجَوْهَرِي
يَاحامِلَ السَّيْفِ الصَّحيحِ إِذَا رَنَتْ = إياك ضربة َ جفنها المتكسّرِ
وَتَوَقَّ يَا رَبَّ الْقَنَاة ِ الطَّعْنِ إِنْ = حَمَلَتْ عَلَيْكَ مِنَ الْقَوَامِ بِأَسْمَر
بَرَزَتْ فَشِمْنَا الْبَرْقَ لاَحَ مُلَثَّماً = وَالْبَدْرَ بَيْنَ تَقَرْطُقٍ وَتَخَمُّرٍ
وَسَعَتْ فَمَرَّ بَنَا الْغَزَالُ مُطَوَّقاً = وَالْغُصْنُ بَيْنَ مُوَشَّحٍ وَمُؤَزَّرِ
بِأَبِي مَرَاشِفَهَا الَّتِي قَدْ لُثِّمَتْ = فوق الأقاحي بالشقيقِ الأحمرِ
وَبِمُهْجَتِي الرَّوْضُ الْمُقِيمُ بِمُقْلَة ٍ= ذهب النعاس با ذهابَ تحيّري
تاللهِ ما ذكرَ العقيقُ وأهلهُ = إِلاَّ وَأَجْرَاهُ الْغَرَامُ بِمَحْجِري
لولاهُ ما ذابت فرائدُ عبرتي = بَعْدَ الْجُمُودِ بِحَرِّ نَارِ تَذَكُّرِي
كم قد صحبتُ به من أبناءِ الظّبا = سِرْباً وَمِنْ اُسُدِ الشَّرَى مِنْ مَعْشَرِ
وضللتَ من غسق الشّهورِ بغيهبٍ = وَهُدِيتُ مِنْ تِلْكَ الْوُجُوهِ بِنَيِّرِ
ياللعشيرة ِ من لمهجة ِ ضيغمٍ = كَمَنَتْ مَنِيَّتُهُ بِمُقْلَة ِ جُؤْذَرِ
روحي الفداء لظبية ِ الخدرِ التي = بنيَ الكناسُ لها بغابِ القسورِ
لم أنس زورتها ووجناتِ الدّجى = تنباعُ ذفراها بمسكٍ أذفرِ
أَمَّتْ وَقَدْ هَزَّ السِّمَاكُ قَنَاتَهُ = وسطا الضياءُ على الظّلامِ بخنجرِ
والقوسُ معترضٌ أراشت سهمه = بقوادم النّسرينِ أيدي المشتري
وغدت تشنّف مسمعيَّ بلؤلؤٍ = سكنت فرائدهُ غديرَ السُّكرِ
و تنهدت جزعاً فأثّر كفّها = في صدرها فنظرتُ ما لم أنظرِ
أقلامَ مرجانٍ كتبنَ بعنبرٍ = بصحيفة ِ البلّورِ خمسة أسطرِ
وَمَضَتْ وَحُمْرَة ُ خَدِّهَا مِنْ أَدْمِهَا = لبست رمادَ المسكِ بعدَ تسترِ
للهِ دَرُّ جَمَالِها مِنْ زَائِرٍ = رَسَمَ الْخَيَالُ مِثَالَهَا بِتَصَوُّرِي
لَمْ أَلقَ أَطْيَبَ بَهْجة ً مِنْ نَشْرِهَا = إلاَّ الْبِشَارَة َ في إِيَابِ الْحَيْدَرِي
إبن الهمامِ أخو الغمامِ أبو النّدى = بركاتُ شمسِ نهارنا المولى السّري
أَلخَاطِبُ الْمَعْرُوفِ قَبْلَ فِطَامِهِ = وَالطَّالِبُ الْعَلَيَاءِ غَيْرَ مُقَدِّرِ
مصباح أهلِ الجودِ والصّبح الذي = ما انجاب ليلُ البخلِ لو لم يسفرِ
قِرْنٌ إِذَا سَلَّ الْحُسَامَ حَسِبْتَهُ = نَهْراً جَرَى مِنْ لُجِّ خَمْسَة ِ أَبْحُرِ
قَرَنَ الْبَرَاعَة َ بِالشَّجَاعَة ِ وَالنَّدَى = والرأيَ في عفوٍ وحسنِ تدبّرِ
آبآؤُهُ الْغُرُّ الْكِرَامُ وَجَدُّهُ = خَيْرُ الأَنَامِ أَبُو شُبَيْرَ وَشَيْبَرِ
لو أنَّ موسى قد أتى فرعونهُ = في آي ذاتِ فقارهِ لم يكفرِ
أو لو دعا إبليسَ آدمُ باسمهِ = عندَ السّجودِ لديهِ لم يستكبرِ
أَوْ كَانَ بِالْبَدْرِ الْمُنِيرِ كَمَالُهُ = ما غارَ أو بالشمسِ لم تتكورِ
أَوْ في السَّمَاءِ تَكُونُ قُوَّة ُ بَأْسِه = في الرّوعِ يومَ البعثِ لم تتفطّرِ
سَمْحٌ أَذَلَّ الدُّرَّ حَتَّى أنَّهُ = خشيت ثغورُ البيضِ فيها يزدري
ومحا سوادَ الجورِ أبيضُ عدلهِ = حتى تخوّفَ كلُّ طرفٍ أحورِ
يجدُ الظباء البيضَ كالبيضِ الظّبا = وصليلها بالكعمِ نغمة مزمرِ
..........................................= لاَ يَسْتَلِذُّ الْغُمْضَ مَنْ لَمْ يَسْهَرِ
قُلْ للَّذِي في الْجُودِ يَطْلُبُ شَأْوَهُ = أربيتَ في الغلواءِ ويحكَ فاقصرِ
........................................= عن غيرِ مصدرِ ذاتهِ لم تصدرِ
فَالنَّاسُ مِنْ مَاءٍ مَهِيْنٍ وَهْوَ مِنْ = مَاءٍ مَعِينٍ طَاهِرٍ وَمُطَهِّرِ
يَامَنْ بِكُنْيِتِهِ تُرِيدُ تَيَمُّناً = وبه يزال تشاؤمُ المتطيِّرِ
إِنْ عُدَّ قَبْلَكَ فِي الْمَكَارِمِ مَاجِدٌ = قد كانَ دونكَ في قديم الأعصرِ
فَكَذَلِكَ الإِبْهَامُ فَهْوَ مُقَدَّمٌ = عندَ الحسابِ يعدُّ بعدَ الخصبرِ
بالفخرِ سادَ أبوكَ ساداتِ الورى = وأبوك لولاكَ ابنهُ لم يفخرِ
كَالْعَيْنِ بِالْبَصَرِ الْمُنِيرِ تَفَضَّلَتْ = مالعينُ لولا نجلها لم تبصرِ
قَسَماً بِبَارِقِ مُرْهِفٍ قُلِّدْتَهُ = وَبِعَارِضٍ مِنْ مُزْنِ جُودِكَ مُمْطِرِ
لَوْلاَ إِيَابُكَ لِلْجَزِيرَة ِ مَا صَفَتْ = مِنْهَا مَشَارِعُ أَمْنِهَا الْمُتَكَدِّرِ
أَسْكَنْتَ أَهْلِيْهَا النَّعِيْمَ وَطَالَمَا = شهدوا الحجيم بها وهولَ المحشرِ
وكسوتها حللَ الأمانِ وإنها = لولاكَ أضحت عورة ً لم تسترِ
بوركتَ كمن شهمٍ قدمتَ مشمّراً = نحو العلى إذ يحجمُ اللّيثُ الشّري
وَقَطَعْتَ أَنْوَارَ الْفَخَارِ بِأَنْمُلَ الْـ = ـفِتْيَانِ مِنْ رَوْضِ الْجَدِيدِ الأَخْضَرِ
فَلْيَهْنِكَ الْمَجْدُ التَّلِيدُ وَعَادَكَ الْـ = ـعِيدُ الْجَدِيدُ بِنَيْلِ سَعْدٍ أَكْبَرِ
وَالْبَسْ قَمِيصَ الْمُلْكِ يَا طَالُوتَهُ = وَاسْحَبْ ذُيُولَ الْفَضْلِ فَخْراً وَأْجْرُرِ
وَاسْتَحلِ بِكْرَ ثَنَا فَصَاحَة ِ لَفْظِهَا = عبثتْ بحكمتها بسحرِ البحتري
لو يعلم الكوفي بها لم يزدري = وَطِرَازَ مَكْرُمَة ٍ وَزِينَة َ مِنْبَرِ

.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى