إبراهيم المصري - نهداكِ يسكران وحدهما

لا تخافي.. لن أفعل شيئاً أكثر من إيقاظ قلبكِ.. قائلاً له: صباح الخير.. سوف يجلس على السرير قائلاً: صباح النور
أبتسمُ لقلبك الذي يرد التحية ثم يفتح الباب لدخول ضوءٍ أزرق يقود البحرَ إلى عينيكِ...
أساعد قلبك على ارتداء ملابسه، ليس لأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك.. وإنما أود أن أراه في قميص صيفي مفتوح من الصدر.. لا تخافي.. فأنا لا أقصد صدرك في أنوثته، وإنما خيالي وما يلمسُ في شروده إليكِ.. وحتى إنْ كنت أقصد صدرك، فأنا أعرفه بنهدين يسكران وحدهما مثل ينبوعين في الصحراء...
هل أنتِ في الصحراءِ أيضاً.. حتى أدعوكِ إلى الخروج منها.. إلى حياةٍ يكفي أن تلمسيها حتى نراها كرةً ملونة تلهو بها النوارس...
ليتنا نلهو مع النوارس.. أو نلهو مع القطط في بئر السلم، مثل مُراهقين يتبادلان القبلات قبل أن يصعدا إلى دروس الحساب والجغرافيا...
إنني أفكر أولا في جغرافيا روحك.. تلك التي تبدو مثل البحر في غموضه على شعابٍ مرجانية...
ثم أفكر في الحساب وأنا أعدُّ أقماراً لا تنتهي في مرورها على وجهك.. كأنها ملائكة بأرغفة الأحلام التي تبدو باردة وتحتاج إلى قلبٍ يسخنها...
افتحي قلبكِ إذن لمرور الضوء، أو لمرور أحلام تعيد تجديدَ فؤادك، وتغرس فيه نباتاتٍ ليست للظل، وإنما لانفلات شعرك الأسود مثل موجةٍ نسيها الليلُ على أصابع الفجر قبل أن يذهب للنوم...
يأخذ الليلُ قلبكِ معه إلى النوم ولا أعرفُ من منهما يحتضنُ الآخر.. أعرفُ فقط أنني أحتضنك.. كما أحتضنُ موسيقى تغفو هادئة على الصدر.. وتنتظر أن توقظيها مثل امرأةٍ توقظ رغبتها.


.
 
أعلى