قصة ايروتيكية ربيكا سيرل - بعد السقوط.. ت : د. محمد عبدالحليم غنيم

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

انقلب عالم زوجتى رأسا على عقب ،عدت الى المنزل فى الاسبوع الماضى لأجد زوجتى تقف فوق السندرة وهى تشرب القهوة ، قلت :
- انزلى فى هذه اللحظة، حالا .
لم تستجب
هناك كانت تأكل وتنام أيضا،أخبرتها أننى لا أستطيع تحمل لى عنقى فى كل حوار معها ، وأن ذلك غير مريح بالمرة ، ومع ذلك بقيت هناك ولم يتغير الوضع . اليوم تجلس إلى الحاسوب وتكتب ، لقد أحضرت مقعدا ومنضدة أيضا، كما يوجد مرتبة و وسائد وملاءات وبطانيات ، وضعت سلما على حائط غرفة النوم لكى تستطيع ان تنزل وتصعد بسهولة . ولأن لدينا سقف عال ، استخدمت زوجتى سلما من ذلك النوع الذى يستخدمه النقاشون عندما يحتاجون إلى طلاء الأسقف . سألتها :
- هل تتناولين الغذاء ؟
أجابت دون أن تنظر إلى أسفل :
- ربما
قلت :
- لن أفعل، لن أفعل ذلك مطلقا .
قالت :
- أفعل .
فى البداية فكرت أن هذه حالة خاصة ، ربما نوع من المرض أو شىء ما ، سألت الدكتور وقال يحدث هذا أحيانا ، وأكد انه طبيعى وينبغى ألا أقلق ، ولكن هذا الأمر استمر لمدة خمسة أسابيع تقريبا حتى الآن ، وفى كل تلك المدة لم تنزل لتستخدم التواليت أو تأخذ حماما ، سألتها بلطف شديد ، وبطريقة ربما تجعلها تستجيب ، قلت لها :
- أتفهم الأمر ، لكن رجاء انزلى .
قالت :
- لا أستطيع
- لم لا ؟
- أصاب بالصداع وأشعر بصفير فى أذنى .
قلت :
- هذا سخيف !!
لم تهتم ، فقط هزت رأسها
مشيتت نحو المطبخ وبدأت فى إعداد سندوتشات ،وبعد دقائق سمعتها من فوق تقول وهى تضرب بقدميها :
- من الأفضل أن يكون بدون مايونيز .
- إذن انزلى إلى هنا وأعديه بنفسك .
انتهيت من اعداد السندوتشات ، وقدمتها لها ، كان لابد أن أقف فوق المنضدة حتى أستطيع الوصول إليها ، أخذته وعادت متثاقلة مرة أخرى الى غرفة النوم .
- اغسلى قدميك .
صرخت فيها من تحت . ثمة غبار كثير يغطى السقف كله ، كنت قد رأيت ذلك وأنا راقد فى السرير،آثار علامات من الزيت والوسخ .
عند الظهيرة اختفى التلفزيون .
قلت لها :
- لا يمكنك أن تأخذى هذا
- لم لا ؟ أريد ان أشاهد التلفزيون .
- اذن انزلى إلى هنا .
قالت :
- أنت لا تفهم .
- أفهمينى .
- ستظل هناك .
- ماذا أفعل غير هذا ؟
- يمكنك أن تصعد إلى هنا
- كيف ؟
- فقط حاول .
حاولت ولم أستطع ، صعدت إلى السلم لكننى خشيت مواصلة الصعود ، قلت لها :
- سأسقط .
قالت :
- لا ، لن تسقط . انظر إلى .
برهنت لى واهتزت على السلم فوقى ، ثم عادت ثانية إلى مكانها .
قلت :
- ها أنا أصعد .
ولكنى عندما عندما فعلت مثلها سقطت مباشرة على الأرض .
تساءلت وهى تنظر إلى أسفل :
- أأنت بخير ؟
قلت وأنا أنظر إلى أعلى :
- لا .
التوى معصمى وتألمت ساقى ، نظر كل منا إلى الآخر ، تقطبت جبهتانا والتوى وجهانا :
- انزلى .
- قلت لك . أن هذا يصيبنى بالغثيان .
- أنت التى تصيبننى بالغثيان .
- إذن لا تنظر إلى أعلى .
سمعتها وهى تسير إلى غرفة النوم .ثم خرجت وهى تجر شيئا ما ، ربما مرتبتها ، قلت :
- لا يجب أن يكون ذلك كذلك .
لست متأكدا أن كانت سمعتنى أم لا ، كما أننى لست متأكدا إن كانت ماتزال فى الغرفة .
***

توقفنا عن الكلام ، تقريبا نهائيا ، صار السقف مزبلة ، جوارب قديمة وأطباق وصحف وكسرات خبز، وأوراق فى كل مكان ، منذ عدة أسابيع طارت واحدة من تلك الأوراق ، أخذتها وقلبت فيها ، كان الاسم مكتوبا فى الركن الأعلى من جهة اليسار . فى تلك الليلة أخبرتها:
- لقد بدأت انسى
وكانت فى غرفة المعيشة ترقد فوق مرتبتها ، تطلعت إلى أعلى واستطعت أن أرى حدود جزعها عبر البطانية وكذلك تقوس ثدييها ،وشكل إليتيها.كان غريبا لى أن يبدو جسدها بهذا الشكل، حيث لم يتغير فيه شىء هناك ، فهى كما هى .
- ماذا ؟
- كل شىء .
- أوه
سألت :
- أمن الأفضل أن تبقي هناك ؟
قالت :
- لا أعرف .
- نعم. أنت تعرفين .
- كيف يمكن أن يكون ذلك ؟
انتقلتُ من غرفة المعيشة الى غرفة النوم ، تركت الباب مفتوحا ، تبعتنى إلى الداخل . أنا ارقد فوق السرير وهى ترقد فوق السقف . نحن بالضبط متناقضان ، يمكننى أن أرى ملامح وجهها بوضوح ، على العكس من جسدها ، يبدو وجهها أكبر سنا ،أردت ان ألحق بها وألمسها. وأضع كفى على جانبى وجهها وأمسك برأسها بين يدى .
قلت :
- أتوق إلى لمسه ، لكننى أتوق إليك أيضا .
مدت يدها ، وفعلت الشىء نفسه . فلم تتلامس أصابعنا ، كانت المسافة بيننا كبيرة جدا ، لكن كان عزائى فى قوة العزيمة .عند ذلك أسقطت يدها ، أخذت نفسا عميقا ، وقامت من السرير ، واتجهت مباشرة الى السلم وتسلقت نازلة . قالت ذلك:
- حسنا .
وعندما لمست قدماها الأرض .دلفت الى السرير بجوارى .سألتها :
- ما شعورك ؟
- بخير .
- حقا؟
قالت :
- دعنا ننام .
تكورت فى وضع جنينى . ضمت ركبتيها بشدة فى صدرها . وضعت إحدى يدى على خدها ومررت بها على عنقها ، دفعتنى بعيدا ، أخذت الوسادة من تحت رأسها وقالت وهى تستدير بعيدا عنى :
- ليلة سعيدة .
عندما استيقظت فى صباح اليوم التالى لم أجدها بجوارى فى السرير ، على الفور أدرت عينى إلى السقف ، لكنها لم تكن هناك ، وضعت يدى خلف عنقى وسرت مباشرة نحو غرفة المعيشة .ركزت بقوة على السقف - على بطاطينها الملقاة، نفس الشكل الذى رأيته ليلة أمس –وإذا بى اصطدم بها فجأة ، كانت تقف فى المطبخ تعد بيضا للطهى .
قالت :
- صباح الخير .
قلت:
- أنت هنا .
ابتسمت وهى تمسح جبهتها ، ثم أشارت إلى أن آخذ مقعدا بجوار المنضدة ، وسألتنى :
- هل تريد خبزا محمصا ؟
- أوكيه .
جلسنا نتاول الطعام فى صمت . أخذت وقتا طويلا حتى انتهت من طعامها، ثم أخذت تسعل وتدعك عنقها .
سألت :
- ماذا يجب أن نفعل اليوم ؟
أخذت الأطباق وألقيت بها الى ماكينة غسل الصحون ، لا أستطيع أن أتذكر إذا كانت الأطباق الأخرى قذرة أم لا ، بيد أنى ألقيت بها على أية حال .
قالت :
- أنا مرهقة قليلاا ، ربما ينبغى أن أذهب الى النوم .
لاحظت احمرار وجهها، كان يبدو وارما،وممتلئا يكاد أن ينفجر دما .
قلت :
- أنت مريضة ؟
قالت :
- ربما .
قلت :
- لا بأس .
دلفت الى السرير ، وضعت كمادة باردة على رأسها ، ثم أخذت وسادتين ووضعتهما تحت قدميها قالت فى خفوت :
- شكرا .
عند الظهيرة ،صار الوضع أسوأ ، وجهها غارق فى العرق ، بينما كل من يديها و قدميها شاحبتان .
قلت :
- عودى إلى هناك .
فقالت وهى تغلق عينيها :
- لا بأس .
قلت :
- يجب أن تعودى الى هناك، وإلا ستموتين هنا .
هزت رأسها موافقة ، فقلت :
- أنا آسف .
سألت :
- لأجل ماذا ؟
قلت :
- أن يبدو ذلك كذلك .يجب أن ننهى هذا الأمر هنا
قالت وهى تمسك بيدى وتأخذها الى خدها الذى كان ساخنا جدا، لدرجة أننى ظننت أنه سيحرق جلدى :
- ليست غلطتك .
قلت :
- كان ينبغى لنا أن نتصرف على نحو مختلف .
قالت هامسة :
- و ما العمل ؟
ساعدتها على الخروج من السرير والوصول إلى السلم ، رفعتها الى السقف ، رأيت الدم يسيل من رأسها وينزل على عنقها ، رأيت اهتزاز أصابعها، وشد ذراعيها . قلت :
- سأخرج .
أومأت برأسها موافقة ، فتحت ولكن لم تخرج منها كلمة واحدة .
شرعت على الفور فى حزم أمتعتى ،أخذت حقيبتى سفر من الدولاب وملأتهما بالأمتعة ، بدا الأمر سخيفا ، لم يكن هناك داع لفعل ذلك أبدا ، كما لو كنا لم نعش معا فى هذا البيت ، تمنيت لو استطاعت هى أن تعيش هناك فوق، وأستطيع أنا أن أعيش هنا تحت .أتذكر ما كانت تحبه هنا ، أن تشاهد حمل ألعابها وإطفاء الأضواء . الذكريات كثيرة جدا ، لكن لهذا السبب بالتحدبد لن ترحل أبدا .
أغلقت الحقيبتين فى غرفة المعيشة ثم عدت مرة أخرى إلى غرفة النوم . أستطيع أن أسمعها هناك وهى تكتب ببطء . تتوقف عندما أتوقف ، كلانا صامت ، ومع ذلك كانت أنفاسنا مثل الهارمونى متوافقة تماما .
قلت :
- رجاء.
أبديت هذه الكلمة إليها كما لو كانت صلاة .
نزلت إلى الأرض فى توسل . واضعا رأسى فوق الأرض الخشبية الصلبة . كفاى مفتوحتان لست متأكدا إذا كان تعبيرا عن الحزن أم الأمل . برأسى التى ما زالت ضاغطة على الأرض سمعت حركتها فوق ، عرفت دون أن أنظر أنها منبطحة أيضا ، كلانا يرقد منبطحا هكذا ، أنا على الأرض وهى فوق السقف ، كلانا على الأرض مثل الأطفال .

المؤلفة : ربيكا سيرل ، كاتبة أمريكية، تعيش وتعمل فى مينة نيويورك ، حصلت على الماجستير في الكتابة الإبداعية من المدرسة الجديدة وعلى درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة جنوب كاليفورنيا. وقد نشرت اعمالها فى العديد من الدريات المطبوعة والالكترونية مثل : SLICE Magazine, The Ampersand Review, The Raleigh Quarterly وغيرها . ولبيكا سيرل كتابان فى القصة القصيرة : عندما كنت لى/ When You Were Mine ، وحافة السقوط / The Edge of Falling.


.


صورة مفقودة
 
أعلى