عدنان الصائغ - ما لمْ يردْ في “الإمتاع والمؤانسة (1)”

إلى العليّين(2): الرماحي، والدميني..
تلك الفجيعة،.. وما تلاها!

وضعوا الشاعرَ..
في زنزانَةْ
حرقوا..
ديوانَهْ

فنمتْ للأحرفِ أجنحةٌ
طارتْ بقصائده للناس
على مرأى من عينيّ سجّانِهْ

فاغتاظ السلطان
وصاح بأعوانِهْ:
– من منكم يوقفُ هذي الأجراسْ؟
كي لا تصلَ الناسْ

فاحتار القوّادُ
وضجَّ الحرّاسْ

لكن حكيماً أعمى من بين الجلاّسْ
قال له:
يا مولاي
الساعةَ؛ تقدر أن تذبحَ
آلافَ الأشجار،
الشعراء،
الجند،
الأفراسْ…
وتفصّلهم – ما شئتَ –
على المقياسْ

لكنكَ..!!
لن تمحو بيتاً
من صدرِ الأرضِ..
وحنجرةِ الريحِ..
ونبضِ الإنسانْ

فالكِلْمَةُ
– ضوءٌ،
ريحٌ
روحٌ –
لا تمنعها الأسلاكُ، ولا يوقفها سجانْ

لكن؛ يا ربَّ العصمةِ والطاعةْ
تقدرُ
أن تقتلَهُ
منذُ الساعة
حين تدسُّ – بطيّاتِ ملابسهِ
وقصائدهِ –
خيطَ إشاعةْ
سيطولُ…
يطولُ،
ويلتفُّ
…. على تلك العنقِ الملتاعةْ

فانتعشَ السلطانْ
وانطلقتْ تلك الجرذانْ
تتقافزُ
– غامزةً، لامزةً –
تقرضُ خيطَ الحقِ الفاصلَ:
بين الألسنِ
و الأعينِ
والآذانْ


2/7/2005
Colombia-Medelli




1- كتاب لأبي حيان التوحيدي.
2- صديقان للشاعر: [علي الرماحي: شاعر عراقي من مدينة الكوفة، أعدمهُ النظام العراقي عام 1979، لقصائده التحريضية. ولم يعثر له على قبر حتى اليوم.
وعلي الدميني: شاعر سعودي، اعتقلته سلطات بلده، عام 2004 لأحلامه التنويرية، والمطالب بحرية الرأي والاصلاح المدني، وحكمت عليه بالسجن تسع سنوات، ثم أطلقت سراحه عام 2005.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...