احتدم في الأشهر الأخيرة ببلدنا، صنف من الاختلاج الاجتماعي ينادي ببعض الحريات التي تسعى للانقلاب بأحوالنا الشخصية، وهي في جوهرها لا تمتُّ بفتيل إلى لغم ما يسمى ب «الحراك الإجتماعي»، والأحرى أن لا نسمي هذا الانفلات للأحزمة، اختلاجاً بل «خْمَاجاً» تفكيرياً تقيأ لوثته المُدِّوخة للأدمغة، من يعشقون بلوغ «الأوُفَرْدُوزْ» في كل شيء، حتى لو كان الثمن هو تعهير المجتمع؛ لست ممن يحوّطون أنفسهم بقبة من الأخلاق الضيقة، ليحصوا على الناس الخطايا، كما أن المواطن المغربي، عاشق للحياة، وليس غرِّيرا في فنون الجسد؛ رآها سينمائياً، واختبرها عاطفياً، وقرأها أدباً قبل حتى أن يصدر هذا الجسد خبزاً حافياً مع «محمد شكري»؛ ولا أعجب إلا ممن يستبلد الإنسان المغربي، بالعودة للنداء إلى حرية الجنس، ولكن هذه المرة بنمط فاسد للذوق العام!.
الأجدر بمن ركبوا هذه الموجة الرعناء التي من زبد ولا تفضي لشاطئ، أن يزعقوا بتحرير الكبت الذي يعشش بِرُتيلائه الوسخة في العقول، وليس تحويل المجتمع إلى «مزرعة للحيوانات» كالتي كتب روايتها ببلاغة فاضحة ودالّة «جورج أورويل»، وذلك بالمطالبة بشرعنة العلاقة الجنسية وإباحيتها خارج إطار الزواج؛ أليس هذا يعني أن ينظر أو يعلم الأب المغربي، أن ابنته تمارس الجنس كما لو تمضغ »الشوينغوم» أو ترش تلك الرائحة، و ولا يستطيع إلا خرساً؛ وليعتبرني من يشاء رجلا قديماً ما دام هذا الطراز من الحرية سيكشف عوراتنا جميعاً كالقرود!.
هذا حال المغرب الذي لايزال فيه من يتوق إلى تجربة العُقد المستعملة، التي تجاوزت خردتها النفسية، الكثير من البلدان المتقدمة؛ أما في فرنسا، فتشاء السخرية اللاذعة، أن تنبري في الأيام الأخيرة، امرأة مغربية من تخوم الريف، تبوأت منصب وزيرة لحقوق المرأة وناطقة رسمية باسم حكومة «فرانسوا هولاند»، وهي «نجاة بلقاسم»، لتنصب بجامّ نقدها على التفشي العلني المشين للدعارة في فرنسا، مستنفرة الحكومة للانخراط في بتر أذيال هذه الظاهرة المستشرية في المجتمع، وتحت غطاء قانوني يحمي متعاطيها من الرجال والنساء؛ صحيح أن نجاة ما كادت تطلق أول رصاصة في هذه الحرب، حتى احتشد في الشارع كل عاملي وعاملات الجنس مطالبين بحماية المهنة؛ ولكن يكفي أن الحكومة الفرنسية أولت مشروع نجاة كثيراً من الاهتمام، حين وضعته في جدول أعمالها حتى لا يبقى معلقاً على الرفوف طويلا..!
حقا تكاد المفارقة الصارخة تمزقني، حين أنظر لمغربية (من عيار وزيرة) تحارب الدعارة في فرنسا، وأخرى تنادي بفك أحزمة السراويل في المغرب..!
* جريدة العلم / 31 - 07 - 2012
الأجدر بمن ركبوا هذه الموجة الرعناء التي من زبد ولا تفضي لشاطئ، أن يزعقوا بتحرير الكبت الذي يعشش بِرُتيلائه الوسخة في العقول، وليس تحويل المجتمع إلى «مزرعة للحيوانات» كالتي كتب روايتها ببلاغة فاضحة ودالّة «جورج أورويل»، وذلك بالمطالبة بشرعنة العلاقة الجنسية وإباحيتها خارج إطار الزواج؛ أليس هذا يعني أن ينظر أو يعلم الأب المغربي، أن ابنته تمارس الجنس كما لو تمضغ »الشوينغوم» أو ترش تلك الرائحة، و ولا يستطيع إلا خرساً؛ وليعتبرني من يشاء رجلا قديماً ما دام هذا الطراز من الحرية سيكشف عوراتنا جميعاً كالقرود!.
هذا حال المغرب الذي لايزال فيه من يتوق إلى تجربة العُقد المستعملة، التي تجاوزت خردتها النفسية، الكثير من البلدان المتقدمة؛ أما في فرنسا، فتشاء السخرية اللاذعة، أن تنبري في الأيام الأخيرة، امرأة مغربية من تخوم الريف، تبوأت منصب وزيرة لحقوق المرأة وناطقة رسمية باسم حكومة «فرانسوا هولاند»، وهي «نجاة بلقاسم»، لتنصب بجامّ نقدها على التفشي العلني المشين للدعارة في فرنسا، مستنفرة الحكومة للانخراط في بتر أذيال هذه الظاهرة المستشرية في المجتمع، وتحت غطاء قانوني يحمي متعاطيها من الرجال والنساء؛ صحيح أن نجاة ما كادت تطلق أول رصاصة في هذه الحرب، حتى احتشد في الشارع كل عاملي وعاملات الجنس مطالبين بحماية المهنة؛ ولكن يكفي أن الحكومة الفرنسية أولت مشروع نجاة كثيراً من الاهتمام، حين وضعته في جدول أعمالها حتى لا يبقى معلقاً على الرفوف طويلا..!
حقا تكاد المفارقة الصارخة تمزقني، حين أنظر لمغربية (من عيار وزيرة) تحارب الدعارة في فرنسا، وأخرى تنادي بفك أحزمة السراويل في المغرب..!
* جريدة العلم / 31 - 07 - 2012