" العادية السرّية " عبارة متناقضة، إذ كيف تكون عادة وهي سرّية، لأن التسمية إضاءة المعتم، وهناك تناقض ألد، ويعنيها في أحادية التجنيس: ذكوريتها" جلْد عميرة ". هل المرأة مستثناة؟
ذلك إحكام لطوق سلسلة من العادات فينا، وليس ما توضَّح منذ القديم، ودون إمكان تأريخه، كما لو أننا في تفريد " السرّية " هذه نضفي عليها قيمة ليس في مستطاع المرأة تمثّلها، أو لأن الفتنة الطاغية لذكورتنا تحول بيننا وبين منح المرأة" امرأتنا- أرأيتم الصفة التملكية المريعة هنا؟" مثل هذا الاعتبار وهو موجود ليس لأننا وجدنا أو أوجدنا وإنما وجِدنا به توأمياً، سوى أننا أودعنا " لغتنا " عاداتنا الذكورية، لنكون " التقليد " الذي يصلنا بالعادة: العادات، ويبقينا مأهولين بنشوتها ونحن في وضعية نسيان النسيان: أننا نحن وليس سوانا بأحادية الذكوري فينا حتى بالنسبة لمن هم لامرئيون، بوصفهم امتداداً لنا وليس العكس، لتبقى المرأة ميكانيزم ما نشتهي: مادتنا، أولنقل على جرْي العادة: موضوعنا، ونحن نتخيلها وقد داخلت حسابات أيدينا في " جلْد عميرة " وليس لها من موقع أمامنا، خلفنا، أو في أي موقع ولو هامشي، تأكيداً على جبروت عاداتنا المتواصلة.
فكرة/ كلمة/ عبارة/ شهوة العادة تفتح علينا أبوابنا ونحن في وهم التفكير أنها مسدودة بإحكام دونها، وهي تمسرح فينا أجسادنا، أفكارنا، أو ما يندرج في خانة الأفكار، استهواءاتنا، قيمنا المختلفة، فليس من تصرف نظري أو عملي بقادر على زعم " خرق " المألوف، ونحن نعيش من خلال اللغة التي نتباهى بها لأنها " بدعتنا، ونحن صنعتها بأكثر من معنى/ عادة .
صحيح أننا نستأنس بما يتردد في أوساطنا أحياناً، ونحن نتحدث عن الجديد، المبدع، ولكن تدقيقاً عرَضياً فيه سرعان ما يقلب بنا ظهر المجن، ما يكشف سوأتنا التي لا تتغطى أبداً:
كأننا نكرر لازمة جان جاك روسو" إن لم تخنّي الذاكرة ": أفضل عادة ألا تمارس أي عادة! سوى أنها في اللحظة التي قيلت أفصح عن اللامفصح فيها: فألا تمارس، تعني: لزوم أن تعتاد اللامعتاد، وتلك عادة.
ونحن نتكلم على جري العادة، ونعمل على جري العادة، ونتبادل التهم على جري العادة، ونتراشق بالكلمات على جري العادة، ونمارس العنف في بعضنا بعضاً على جري العادة، أو هواها... ويظهر في الحالة هذه أن جموع الآلهة صنَّف نفسها أو صنّفت خارج سلطتي الزمان والمكان، في المفهوم المطلق لوجودها المغاير، لئلا تُرى، تسمَع، بالرغم من أن كل ما ينسَب إليها يصلها بنا كبشر، أي لكي تعيش عاداتها الخاصة وهي في عليائها " ماذا تعني مفردة: العلياء، هنا بمفهومها الزمكاني في النطاق المجرّاتي ونحن ندور في الفضاء لصْق كوكبنا، وكوكبنا لصق مجموعته الشمسية، ونحن قص ولصق إجمالاً...؟".
ونحن إذ نتحدث عن المختلف، فلأن لدينا تصوراً مستقراً/ ثابتاً عنه، لنحسن تدبيره وتفكيره وتأمين مفهومه، أي ما نحتكم إليه جهة التقييم عادة.
ونحن إن تحدثنا عن الثورات الفكرية والعلمية، فلأن ثمة مقاييس معينة مرفقة بنا، لا مجال لتفهمها أو استيعابها إلا من خلالها، وهذا يرجِعها كمفاهيم إلى " بيت الطاعة : العادة ".
وإن مددنا بخيالاتنا، بسلطان ألسنتنا في كيل المديح للجديد واللامألوف، فلأننا فور تهجئتنا للعبارة نستدعي/ نستحضر جملة تصورات أو استحكامات قيمية، بلاغية، مفصلية لتأكيد ما استوقفنا أو توقفنا عنده: أي حكم العادة الذي لا راد لسلطانه.
فليس من جديد إلا لأنه موصول بشبكة لامرئية قارة في بنياننا العصبي، مهما تمتَّع بالفرادة، هي شبكة: العادة/ العادات اللاسرية التي نتمادى في الحديث ومن ثم الكتابة عنها، دون التفاتة إلى الكارثي في المؤتى على ذكره أو مباحثته، أي بوصفه من مآثر جملة عاداتنا اللاسرية .
ذلك ما يمكن التوسع فيه بما لا يقاس، جهة اشتهاء الحرام المكين: نشتهي الآخر ليكون جواباً على سؤالنا، ما يكون في نطاق ممتلكاتنا، نشتهي الآخر في كل ما يملك وما ليس وارداً في هذا السياق، كما يُظَن أيضاً: زوجته، في التلصص أو التخيل أو كل ما يبقي الحدود مفتوحة، ونعتبر كل مكاسبنا حلالاً تبعاً لمقاييسنا، لأن " الشرع " أباح لنا بذلك، وهي عادة أخرى ما عاداتنا اللاسرية، أي ما يخرجنا حتى الآن من سياق المغيَّب، وهو بدوره مخاتلة أخرى للنفس .
وفي الجمهرة الكبرى لأعرافنا " عاداتنا " نعتبر الفردي عصياناً " ربما لأنه شرْك بما اعتبِر متعالياً، أو يعلونا بمفهومه الإلهي، في الوقت الذي نرى، وبالعين المجردة، أن الذي تحكَّموا بالبشرية، ويتبثون بالسلطة، ويسفكون دماء شعوبهم وسواها، داخلون في نطاق " الفردي"، وفي الوقت الذي ننكشف سلسلة اختلاقات وتزييفات، فالخارج عن الجماعة ميت ميتة جاهلية، وهذا القول مساءلة لأول من ينادي به، حين يعتبَر خارجاً على قانون " الجاهلية "، ولأن ليس من تجاوز إلا بهذه " الميتة " إيذاناً لدخول عهد جديد، أي ما اعتدنا توصيفه بالجديد .
ما الذي بقي أو اُستبقي خارج الحصن المنيع لهذه العادات اللاسرية، مذ كنّا، ونحن نشهد في كل ما نتلمسه ونقرأه كيف أنها بقواها النافذة المفعول لا تفارقنا، والصحيح: أننا بحكم رغبة غامرة نريدها كذلك، وفي اليوم الذي تجب البشرية ما قبلها: في أفعالها الرهيبة قتلاً وتدميراً بينياً وذاتياً، يمكن لأحدنا أن يتحدث عن انتهاء حكم عاداتنا " السرية "، والمؤسف أنه حينها لن يكون موجوداً.
إبراهيم محمود
ذلك إحكام لطوق سلسلة من العادات فينا، وليس ما توضَّح منذ القديم، ودون إمكان تأريخه، كما لو أننا في تفريد " السرّية " هذه نضفي عليها قيمة ليس في مستطاع المرأة تمثّلها، أو لأن الفتنة الطاغية لذكورتنا تحول بيننا وبين منح المرأة" امرأتنا- أرأيتم الصفة التملكية المريعة هنا؟" مثل هذا الاعتبار وهو موجود ليس لأننا وجدنا أو أوجدنا وإنما وجِدنا به توأمياً، سوى أننا أودعنا " لغتنا " عاداتنا الذكورية، لنكون " التقليد " الذي يصلنا بالعادة: العادات، ويبقينا مأهولين بنشوتها ونحن في وضعية نسيان النسيان: أننا نحن وليس سوانا بأحادية الذكوري فينا حتى بالنسبة لمن هم لامرئيون، بوصفهم امتداداً لنا وليس العكس، لتبقى المرأة ميكانيزم ما نشتهي: مادتنا، أولنقل على جرْي العادة: موضوعنا، ونحن نتخيلها وقد داخلت حسابات أيدينا في " جلْد عميرة " وليس لها من موقع أمامنا، خلفنا، أو في أي موقع ولو هامشي، تأكيداً على جبروت عاداتنا المتواصلة.
فكرة/ كلمة/ عبارة/ شهوة العادة تفتح علينا أبوابنا ونحن في وهم التفكير أنها مسدودة بإحكام دونها، وهي تمسرح فينا أجسادنا، أفكارنا، أو ما يندرج في خانة الأفكار، استهواءاتنا، قيمنا المختلفة، فليس من تصرف نظري أو عملي بقادر على زعم " خرق " المألوف، ونحن نعيش من خلال اللغة التي نتباهى بها لأنها " بدعتنا، ونحن صنعتها بأكثر من معنى/ عادة .
صحيح أننا نستأنس بما يتردد في أوساطنا أحياناً، ونحن نتحدث عن الجديد، المبدع، ولكن تدقيقاً عرَضياً فيه سرعان ما يقلب بنا ظهر المجن، ما يكشف سوأتنا التي لا تتغطى أبداً:
كأننا نكرر لازمة جان جاك روسو" إن لم تخنّي الذاكرة ": أفضل عادة ألا تمارس أي عادة! سوى أنها في اللحظة التي قيلت أفصح عن اللامفصح فيها: فألا تمارس، تعني: لزوم أن تعتاد اللامعتاد، وتلك عادة.
ونحن نتكلم على جري العادة، ونعمل على جري العادة، ونتبادل التهم على جري العادة، ونتراشق بالكلمات على جري العادة، ونمارس العنف في بعضنا بعضاً على جري العادة، أو هواها... ويظهر في الحالة هذه أن جموع الآلهة صنَّف نفسها أو صنّفت خارج سلطتي الزمان والمكان، في المفهوم المطلق لوجودها المغاير، لئلا تُرى، تسمَع، بالرغم من أن كل ما ينسَب إليها يصلها بنا كبشر، أي لكي تعيش عاداتها الخاصة وهي في عليائها " ماذا تعني مفردة: العلياء، هنا بمفهومها الزمكاني في النطاق المجرّاتي ونحن ندور في الفضاء لصْق كوكبنا، وكوكبنا لصق مجموعته الشمسية، ونحن قص ولصق إجمالاً...؟".
ونحن إذ نتحدث عن المختلف، فلأن لدينا تصوراً مستقراً/ ثابتاً عنه، لنحسن تدبيره وتفكيره وتأمين مفهومه، أي ما نحتكم إليه جهة التقييم عادة.
ونحن إن تحدثنا عن الثورات الفكرية والعلمية، فلأن ثمة مقاييس معينة مرفقة بنا، لا مجال لتفهمها أو استيعابها إلا من خلالها، وهذا يرجِعها كمفاهيم إلى " بيت الطاعة : العادة ".
وإن مددنا بخيالاتنا، بسلطان ألسنتنا في كيل المديح للجديد واللامألوف، فلأننا فور تهجئتنا للعبارة نستدعي/ نستحضر جملة تصورات أو استحكامات قيمية، بلاغية، مفصلية لتأكيد ما استوقفنا أو توقفنا عنده: أي حكم العادة الذي لا راد لسلطانه.
فليس من جديد إلا لأنه موصول بشبكة لامرئية قارة في بنياننا العصبي، مهما تمتَّع بالفرادة، هي شبكة: العادة/ العادات اللاسرية التي نتمادى في الحديث ومن ثم الكتابة عنها، دون التفاتة إلى الكارثي في المؤتى على ذكره أو مباحثته، أي بوصفه من مآثر جملة عاداتنا اللاسرية .
ذلك ما يمكن التوسع فيه بما لا يقاس، جهة اشتهاء الحرام المكين: نشتهي الآخر ليكون جواباً على سؤالنا، ما يكون في نطاق ممتلكاتنا، نشتهي الآخر في كل ما يملك وما ليس وارداً في هذا السياق، كما يُظَن أيضاً: زوجته، في التلصص أو التخيل أو كل ما يبقي الحدود مفتوحة، ونعتبر كل مكاسبنا حلالاً تبعاً لمقاييسنا، لأن " الشرع " أباح لنا بذلك، وهي عادة أخرى ما عاداتنا اللاسرية، أي ما يخرجنا حتى الآن من سياق المغيَّب، وهو بدوره مخاتلة أخرى للنفس .
وفي الجمهرة الكبرى لأعرافنا " عاداتنا " نعتبر الفردي عصياناً " ربما لأنه شرْك بما اعتبِر متعالياً، أو يعلونا بمفهومه الإلهي، في الوقت الذي نرى، وبالعين المجردة، أن الذي تحكَّموا بالبشرية، ويتبثون بالسلطة، ويسفكون دماء شعوبهم وسواها، داخلون في نطاق " الفردي"، وفي الوقت الذي ننكشف سلسلة اختلاقات وتزييفات، فالخارج عن الجماعة ميت ميتة جاهلية، وهذا القول مساءلة لأول من ينادي به، حين يعتبَر خارجاً على قانون " الجاهلية "، ولأن ليس من تجاوز إلا بهذه " الميتة " إيذاناً لدخول عهد جديد، أي ما اعتدنا توصيفه بالجديد .
ما الذي بقي أو اُستبقي خارج الحصن المنيع لهذه العادات اللاسرية، مذ كنّا، ونحن نشهد في كل ما نتلمسه ونقرأه كيف أنها بقواها النافذة المفعول لا تفارقنا، والصحيح: أننا بحكم رغبة غامرة نريدها كذلك، وفي اليوم الذي تجب البشرية ما قبلها: في أفعالها الرهيبة قتلاً وتدميراً بينياً وذاتياً، يمكن لأحدنا أن يتحدث عن انتهاء حكم عاداتنا " السرية "، والمؤسف أنه حينها لن يكون موجوداً.
إبراهيم محمود