اليوم أكملتُ سنيني ..؟!
هكذا قال لي ملاك الموت :
اليوم دقّ ناقوس النهاية.. اثنان وخمسون عاماً .. بعدد أوراق اللعب ... فهل أحسنت اللعب على مسرح الحياة؟
فلا يقاسُ العمر بعدد السّنين ولكنْ بنوعيتها... هكذا أردف ملاك الموت:
( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ... )
إذا كان تمام العمر تسعين عاماً فأنت تجاوزتَ نصفه وبدأ مخططك البياني بالانحدار .. وحسب علم الإحصاء فقد تموت بذبحة قلبية أو بالسرطان أو بحادث سير أو بكارثة بيئية أو تموت مقتولاً على يد مسلّحٍ مقاتل أو لصٍّ سارق ... فإذا كانت البداية واحدةً لجميع الناس بشهقة الحياة فإن النهاية متنوّعة بزفرة الموت..
إذن قد تموت وتُدفن وتبقى هذه المقالة .. وقد لا تحظى بمن يقرأها ... وقد يسخر منها قارئ ما قبل أن تموت أصلا.ً..
- هل شبعتَ من الدّنيا؟
يسألُني ملاكُ الموت... ويضيف:
هل سافرتَ إلى كلّ البلدان؟ وأكلتَ وشربتَ كلّ ما اشتهتْ نفسك؟..وحققت كلّ ما حلُمت به من علمٍ و جاه وأموال ونساء وبنين وبيوت...؟ هل أخذت جائزة نوبل.. أو نزل اسمك في موسوعة غينيس؟.. هل سيكتب عنك التاريخ بأحرفٍ من نور.. أم يُكتب اسمك فقط على اللوح بالطبشور؟!
إذا كان جوابك لا فأنا أقول لك :
- لن تلحقَ فيما تبقى لك من الوقت أن تطال كلّ ذلك ...
لقد مرّت أيامك سريعة يا إنسان كلمحِ البصر.. وأضعتَ الكثير من الوقت في التأمل والتفكير وأحلام اليقظة.... وهذا هو أجلك يلوح مقترباً وقد يباغتك في أية لحظة .. فيتوقف كلّ شيء ويشطبون اسمك من سجلّ الأحياء ويتلفون هويّتك الشّخصية .... ولن تدفعَ بعد ذلك فاتورة هاتفك الخليوي ويُصبح محظوراَ عليك أن تتصل بأحد ... لأنك ببساطة لن تكون موجوداً.
لن توقظكَ ساعة المنبّه المزعجة بعد ذلك .. ولن تقول – صباح الخير- ولن تشرب القهوة ... وهناك خبرٌ سعيد أتعرف ما هو؟
- ستقلع عن التدخين نهائياً وبدون معاناة ...
لن تحلقَ بعد ذلك ذقنك صباحاً بالماء البارد ولا حتى بالسّاخن.. لن تبرد شتاءً ولن تقف بالطابور لشراء المازوت... لن تجوع أو تعطش ... تخيّل ذلك؟
لن تتعب في النهار وتشقى لتحصل على قوتك وقوت أطفالك... ولن تنتظرَ أول الشهر لتقبض راتبك .. أصلاً لا حاجة بعد الحياة الدنيا للنقود لذلك اعتادوا ألا يضعوها في الكفن... تخيّل لذة ذلك
لن تحتاج إلى سيارتك العتيقة بعد ذلك.. وسيكون جميع رفاقك عندنا بدون سيارات لذلك لن يتفاخر أحد عليك بسيارته الحديثة .. والأحلى من ذلك كله أنك لن تشتري البنزين..
سوف تصبح غير مجبرٍ على العودة إلى البيت مساءً ... ليطالعك وجه زوجتك العابس فيبدأ النقاش العبثيّ المريض الذي غالباً ماينتهي بالشقاق والخناق والنقيق والنهيق... وانا أبشّرك منذ الآن بأن زوجتك لن تذهبَ معك...
لن تمرضْ ..ولن تعطس ... ولن تصابَ بالزكام أو الاسهال...
لن تسمع نشرة الأخبار عن وطنك المريض فتحزن وتنفعل ... ففي العالم الآخر لاتوجد أوطان ودويلات واستعمار وامبريالية... ولا يوجد عُربان وأمريكان بل يُعامَل الجميع على أنهم بني الانسان ...
هذا غيضٌ من فيض سعادتك الكاذبة في هذه الحياة الدنيا .... فإن رغبت بالمزيد ما عليك إلا أن تشرب من إكسير الحياة هذا فتبقى في الدنيا إلى الأبد .... واذا رغبت عن ذلك فدعني أستلُّ روحك من بين جنبيك كما تُسحب الشعرة من العجين... وأعدك بألا تشعر بالألم...
تمتمتُ:
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور...
وتابعت قولي :
-أشاطركَ الرأي بأنّ المُضيّ من هذه الحياة قد يكون مصيباً وليس مصيبة... وأعرف أن هذه الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء... وأعلم أن كلّ من عليها فان .... وأن كل نفسٍ ذائقة الموت ... ولكن فيمَ العجلة؟
ألم تقرّ قبل قليل بأني لم أحقق جُلّ أمنياتي .... فدعني أحقق بعضها على الأقل...
أجاب ملاك الموت:
-مسكينٌ يا إنسان .. سوف يأكلك الدّود ... ويملأ التراب شدقك وخشمك وجفنيك ... ومع ذلك تحاول أن تمدّ ذراعك من غياهب القبر لتمسك بأذيال ثوبي متوسّلاً أن أمهلك قليلاً لتملأ قربتك أوتسقي تربتك أو ترعى بقرتك....
-طيّبْ أمهلني لكي أدير وجهي صوب ربّي فأستغفره عمّا بدر منّي وهو الغفور الرحيم..
- فات الوقت على الاستغفار فقد أُغلقت دفاترك في السماء... ووُضِع ملفّك الشخصي بين يدي الديّان... ولكنْ يمكنك أن تحفظ هذا البيت لتقوله في بداية محاكمتك:
إلهي لا تؤاخذني فإني = مقرّ بالذي قد كان مني
- إذن ما دُمتَ قد عزمت على أخذي تحت جناحيك فدعني أعقد وإيّاك اتفاقاً.
يتبسّمُ ملاك الموت ويرفرف بجناحيه وقد مال للإنصات إلى توسّلي .
وتابعت حديثي قائلاً:
-تشغلُ بالي الكثير من التساؤلات قبل موتي..أولها ماذا سيكون مصيري في العالم الآخر ؟.. وهل سأعضّ أصابعي من النّدم فقد فشلتُ في حياتي الدنيا ولم أربح الآخرة..
وثانيها كيف سيتابعونَ الحياة من بعدي؟
-لاتقلقْ ستبقى الكرة الأرضية تدورُ بنفس السرعة من بعدك.. والأنهار تجري في أوديتها.. والسماء تمطر و...
- لا تؤاخذني على المقاطعة..ماقصدته يخصُّ عائلتي وأهلي ومحيطي ... هل سيبكونَ لفقدي ؟ ومن سيخرجُ في جنازتي؟ .. هل سيصلّون عليّ ويطلبون ليَ الرّحمة؟!
كيف سيتقاسمون تركتي ؟ وكم سيجمّع ابني من العلامات في الشهادة الثانوية؟.. ومن سيتزوّج بناتي؟.. وهل ستتزوج زوجتي من بعدي ومتى ومن سيكون بديلي في الفراش؟.. وهناك أسئلة أخرى...
- فهمتُ عليك .. أنت ترجوني أن تفارق حياتك المتعبة لفترة مؤقتة ثم تعود؟
- نعم كاستراحة المحارب ثم أعود إلى معترك الحياة لأصلح ما أفسده الدهر.
- هذا يدلّ على أنك مازلت طامعاً في حُطام الدّنيا الزّائل.. ولم ترقَ بعدُ إلى الزّهدِ الكامل الذي سيشفع لك بين يدي الخالق.. يجب أن تفرح لذهابك معي قبل تمام العمر وقبل وصولك الى أرذل العمر..وقد تسأل لماذا؟.. والجواب لن يطول مسلسل أخطائك اليومية وكفاك ما ارتكبته بحقّ الخلق والخالق... وأما عائلتك وأهلك ومحيطك فسوف تراهمْ من هناك وترثي لأخطائهم وعثراتهم.. وأنت ستصلّي لهم وتطلب لهم الهداية وتسخر منهم وهم يتكالبون ويتحاربون ويتألمون على مسرح الحياة الدنيا.
ستحضر من عليائك جلساتهم المقيتة وهم يتقاسمون تركتك البسيطة ... وتسمع بأمّ أذنيك سبابهم وشتائمهم عليك... وتحزن لجهلهم وجشعهم..وتراهم يأكلون ويشربون ويفرحون ويتزوجون ويعيثون فساداً في الأرض... وسوف تراهم يكبرون أمام ناظريك .. ولن تتمنى لهم مديد السنوات لكي لا تطول أخطاؤهم... وسوف أزورهم أنا وأستلّ أرواحهم تباعاً... لكنْ قبلها سيقولون لي نفس كلامك هذا ... ويطالبون باستراحة المحارب الذي أنهكته معركة الحياة.
د. جورج سلوم
*****************************
هكذا قال لي ملاك الموت :
اليوم دقّ ناقوس النهاية.. اثنان وخمسون عاماً .. بعدد أوراق اللعب ... فهل أحسنت اللعب على مسرح الحياة؟
فلا يقاسُ العمر بعدد السّنين ولكنْ بنوعيتها... هكذا أردف ملاك الموت:
( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ... )
إذا كان تمام العمر تسعين عاماً فأنت تجاوزتَ نصفه وبدأ مخططك البياني بالانحدار .. وحسب علم الإحصاء فقد تموت بذبحة قلبية أو بالسرطان أو بحادث سير أو بكارثة بيئية أو تموت مقتولاً على يد مسلّحٍ مقاتل أو لصٍّ سارق ... فإذا كانت البداية واحدةً لجميع الناس بشهقة الحياة فإن النهاية متنوّعة بزفرة الموت..
إذن قد تموت وتُدفن وتبقى هذه المقالة .. وقد لا تحظى بمن يقرأها ... وقد يسخر منها قارئ ما قبل أن تموت أصلا.ً..
- هل شبعتَ من الدّنيا؟
يسألُني ملاكُ الموت... ويضيف:
هل سافرتَ إلى كلّ البلدان؟ وأكلتَ وشربتَ كلّ ما اشتهتْ نفسك؟..وحققت كلّ ما حلُمت به من علمٍ و جاه وأموال ونساء وبنين وبيوت...؟ هل أخذت جائزة نوبل.. أو نزل اسمك في موسوعة غينيس؟.. هل سيكتب عنك التاريخ بأحرفٍ من نور.. أم يُكتب اسمك فقط على اللوح بالطبشور؟!
إذا كان جوابك لا فأنا أقول لك :
- لن تلحقَ فيما تبقى لك من الوقت أن تطال كلّ ذلك ...
لقد مرّت أيامك سريعة يا إنسان كلمحِ البصر.. وأضعتَ الكثير من الوقت في التأمل والتفكير وأحلام اليقظة.... وهذا هو أجلك يلوح مقترباً وقد يباغتك في أية لحظة .. فيتوقف كلّ شيء ويشطبون اسمك من سجلّ الأحياء ويتلفون هويّتك الشّخصية .... ولن تدفعَ بعد ذلك فاتورة هاتفك الخليوي ويُصبح محظوراَ عليك أن تتصل بأحد ... لأنك ببساطة لن تكون موجوداً.
لن توقظكَ ساعة المنبّه المزعجة بعد ذلك .. ولن تقول – صباح الخير- ولن تشرب القهوة ... وهناك خبرٌ سعيد أتعرف ما هو؟
- ستقلع عن التدخين نهائياً وبدون معاناة ...
لن تحلقَ بعد ذلك ذقنك صباحاً بالماء البارد ولا حتى بالسّاخن.. لن تبرد شتاءً ولن تقف بالطابور لشراء المازوت... لن تجوع أو تعطش ... تخيّل ذلك؟
لن تتعب في النهار وتشقى لتحصل على قوتك وقوت أطفالك... ولن تنتظرَ أول الشهر لتقبض راتبك .. أصلاً لا حاجة بعد الحياة الدنيا للنقود لذلك اعتادوا ألا يضعوها في الكفن... تخيّل لذة ذلك
لن تحتاج إلى سيارتك العتيقة بعد ذلك.. وسيكون جميع رفاقك عندنا بدون سيارات لذلك لن يتفاخر أحد عليك بسيارته الحديثة .. والأحلى من ذلك كله أنك لن تشتري البنزين..
سوف تصبح غير مجبرٍ على العودة إلى البيت مساءً ... ليطالعك وجه زوجتك العابس فيبدأ النقاش العبثيّ المريض الذي غالباً ماينتهي بالشقاق والخناق والنقيق والنهيق... وانا أبشّرك منذ الآن بأن زوجتك لن تذهبَ معك...
لن تمرضْ ..ولن تعطس ... ولن تصابَ بالزكام أو الاسهال...
لن تسمع نشرة الأخبار عن وطنك المريض فتحزن وتنفعل ... ففي العالم الآخر لاتوجد أوطان ودويلات واستعمار وامبريالية... ولا يوجد عُربان وأمريكان بل يُعامَل الجميع على أنهم بني الانسان ...
هذا غيضٌ من فيض سعادتك الكاذبة في هذه الحياة الدنيا .... فإن رغبت بالمزيد ما عليك إلا أن تشرب من إكسير الحياة هذا فتبقى في الدنيا إلى الأبد .... واذا رغبت عن ذلك فدعني أستلُّ روحك من بين جنبيك كما تُسحب الشعرة من العجين... وأعدك بألا تشعر بالألم...
تمتمتُ:
تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور...
وتابعت قولي :
-أشاطركَ الرأي بأنّ المُضيّ من هذه الحياة قد يكون مصيباً وليس مصيبة... وأعرف أن هذه الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء... وأعلم أن كلّ من عليها فان .... وأن كل نفسٍ ذائقة الموت ... ولكن فيمَ العجلة؟
ألم تقرّ قبل قليل بأني لم أحقق جُلّ أمنياتي .... فدعني أحقق بعضها على الأقل...
أجاب ملاك الموت:
-مسكينٌ يا إنسان .. سوف يأكلك الدّود ... ويملأ التراب شدقك وخشمك وجفنيك ... ومع ذلك تحاول أن تمدّ ذراعك من غياهب القبر لتمسك بأذيال ثوبي متوسّلاً أن أمهلك قليلاً لتملأ قربتك أوتسقي تربتك أو ترعى بقرتك....
-طيّبْ أمهلني لكي أدير وجهي صوب ربّي فأستغفره عمّا بدر منّي وهو الغفور الرحيم..
- فات الوقت على الاستغفار فقد أُغلقت دفاترك في السماء... ووُضِع ملفّك الشخصي بين يدي الديّان... ولكنْ يمكنك أن تحفظ هذا البيت لتقوله في بداية محاكمتك:
إلهي لا تؤاخذني فإني = مقرّ بالذي قد كان مني
- إذن ما دُمتَ قد عزمت على أخذي تحت جناحيك فدعني أعقد وإيّاك اتفاقاً.
يتبسّمُ ملاك الموت ويرفرف بجناحيه وقد مال للإنصات إلى توسّلي .
وتابعت حديثي قائلاً:
-تشغلُ بالي الكثير من التساؤلات قبل موتي..أولها ماذا سيكون مصيري في العالم الآخر ؟.. وهل سأعضّ أصابعي من النّدم فقد فشلتُ في حياتي الدنيا ولم أربح الآخرة..
وثانيها كيف سيتابعونَ الحياة من بعدي؟
-لاتقلقْ ستبقى الكرة الأرضية تدورُ بنفس السرعة من بعدك.. والأنهار تجري في أوديتها.. والسماء تمطر و...
- لا تؤاخذني على المقاطعة..ماقصدته يخصُّ عائلتي وأهلي ومحيطي ... هل سيبكونَ لفقدي ؟ ومن سيخرجُ في جنازتي؟ .. هل سيصلّون عليّ ويطلبون ليَ الرّحمة؟!
كيف سيتقاسمون تركتي ؟ وكم سيجمّع ابني من العلامات في الشهادة الثانوية؟.. ومن سيتزوّج بناتي؟.. وهل ستتزوج زوجتي من بعدي ومتى ومن سيكون بديلي في الفراش؟.. وهناك أسئلة أخرى...
- فهمتُ عليك .. أنت ترجوني أن تفارق حياتك المتعبة لفترة مؤقتة ثم تعود؟
- نعم كاستراحة المحارب ثم أعود إلى معترك الحياة لأصلح ما أفسده الدهر.
- هذا يدلّ على أنك مازلت طامعاً في حُطام الدّنيا الزّائل.. ولم ترقَ بعدُ إلى الزّهدِ الكامل الذي سيشفع لك بين يدي الخالق.. يجب أن تفرح لذهابك معي قبل تمام العمر وقبل وصولك الى أرذل العمر..وقد تسأل لماذا؟.. والجواب لن يطول مسلسل أخطائك اليومية وكفاك ما ارتكبته بحقّ الخلق والخالق... وأما عائلتك وأهلك ومحيطك فسوف تراهمْ من هناك وترثي لأخطائهم وعثراتهم.. وأنت ستصلّي لهم وتطلب لهم الهداية وتسخر منهم وهم يتكالبون ويتحاربون ويتألمون على مسرح الحياة الدنيا.
ستحضر من عليائك جلساتهم المقيتة وهم يتقاسمون تركتك البسيطة ... وتسمع بأمّ أذنيك سبابهم وشتائمهم عليك... وتحزن لجهلهم وجشعهم..وتراهم يأكلون ويشربون ويفرحون ويتزوجون ويعيثون فساداً في الأرض... وسوف تراهم يكبرون أمام ناظريك .. ولن تتمنى لهم مديد السنوات لكي لا تطول أخطاؤهم... وسوف أزورهم أنا وأستلّ أرواحهم تباعاً... لكنْ قبلها سيقولون لي نفس كلامك هذا ... ويطالبون باستراحة المحارب الذي أنهكته معركة الحياة.
د. جورج سلوم
*****************************