حين تندلع حمى الأخيلة في ثقوب الليل، أنصِتْ للهسيس المنبعث من أعشاب عقلك الذي ينتظر إشارة المرور إلى ضفة مأهولة بالدوار. تسمع هينمةً في هذا الرّواق؟ إنّه المجنون يقلد عظاءة روحه. لسانُهُ فلاة يرقص فيها الحجر. شرايينه تجْأَرُ بالشتائم والهديل. يفكّر أنه نبتة قرّاص، أنّه غيمة... حين تعبر فراشات السهر أمام عينيك اللتين تتجاذبان لغزا قادما من جزر أحلامك، تحسس صدرك الذي ترتع فيه فلول الكلمات. رفيف أجنحة يُلْهِبُ حقولاً، في مكان ما من هذه المتاهة، والمجنون، هنالك، يتمدد تحت شمس من صنع أسلافه... حين تومض في قلبك موسيقى البراري الموحِشة، ستقطف فاكهةَ نومه من جنائن مُضاءة بالهَذيان.
--------------
من: على درج المياه العميقة
--------------
من: على درج المياه العميقة