سفيان رجب - الأشياء الغامضة التي تحدث لي .. شعر

تحدث لي أشياء غامضة هذه الأيّام،
أفسّرها أحيانا بأنها حجّة الخيال على ملكيّته لرأسي
وأفسّرها أحيانًا أخرى بأنها خيانة الواقع لمداركي العقليّة.
البارحة مثلاً،
أردت النّوم على الرصيف،
فطرقت بابًا مرسومًا على جدار
لكنهم فتحوا لي
وحين سألتهم: كيف؟
أجابوني: لأنّ..
فلم أشأ أن ألحّ في السّؤال حتى لا أُتّهم بالغباء،
ونمت بكامل حيرتي
وفي الصّباح، حين تمشيت في شارعٍ
فتَنتْني امرأةٌ عابرة
ناديتها في سرّي، فالتفتت
ودون أن أتكلَّم، قالت:
ـ ماذا يفعل اسمي في فمك؟
ثم إنّها حاولت أن تقتلع اسمَها من فمي بأسنانها،
فظنَّ أبوها أنّني أقبِّلها،
وكان أعرابيًّا من أصول صعيديّة
فأطلق عيارين من بندقيّته على صدري
والغريب أنه هو الذي سقط يتخبّط في دمه،
وأنا الذي تزوّجت ابنته، وورثت بستانَه
وحين سألتهم: كيف؟
قالوا: يحدث هذا دائمًا.
وكان جوابُهم هذا كافيًا
حتّى أصْمت،
ولا أسأل عن كلِّ الأشياء الغامضة التي تحدث لي هذه الأيام.

سفيان رجب
تونس.
التفاعلات: حيدر عاشور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...