4- الابن أباً :
أتحدث هنا عن الخصاء النفسي لدى الباحث مسعد، وهو في وضعية التابع" الابن " لمتبوع قاهر هو الأب. والأب هنا هو أب سياسي، اجتماعي وديني، جامع بين السلطان الديني والسلطة الدهرية، وهو فيما انتواه وانتهى إليه يجسد التمثيل الأمثل لرغبة الأب الحِكمانية عربياً .
ربما أكون فيما ابتدأت منه، حال نقاط سالفة، متعسفاً في النظرة إلى " اشتهاء العرب " ومؤلّفه، وكيف أنه اتخذ من الكاتب، الباحث، المفكر العربي هدفاً له، وهو يترصده في دقائق كتاباته، في محاولة للقبض على ما " يدينه " باعتباره " ذيلاً " للمؤسسة الغربية: الامبريالية، سوى أنني وانطلاقاً من طريقة التناول لموضوعه بالذات، وهو " خارجي: يعيش في أميركا، أو يتابع حياته المهنية وسواها هنا " ويشدد على " الداخلي: بالنسبة للشرق، والعالم العربي ضمناً " جهة كتابه في تنوع مواقعهم وفي مسار زمني طويل، كما تقدَّم، كما لو أنه يردد بلسان نيتشه: أما الحقيقة، فأنتم لا تعرفونها، ومن هنا يكون " الإجهاز " عليكم . إذ يكون قالباً المعادلة الجارية في الواقع الاجتماعي العربي خصوصاً، والعالم الإسلامي عموماً، وهي فيروس السياسة الرعائية الذي يتهدد كل شيء، وتحديداً ما ينتمي إلى المضمار الثقافي: الفكري، حيث الفكر يشكّل العدو الألد لولي أمر السلطة على مدار تاريخه، ودون استثناء، لحظة الأخذ في الحسبان، بأن المثقف، وفي أعلى درجاته، كان في كل ما يكتبه يتجنب غضب سلطانه، وأن وتيرة العنف السلطوي في العصر الحديث، ومع ما يُسمى بـ " ظهور الأنظمة الوطنية "، وكلما تقدما صعداً قد تنامت واستفحلت، حال المشهد الكارثي الذي يحمل بصمته بامتياز، والذي أفرز، كما يفرز الآن الكثير من تلك المآسي البنيوية في طول العالم العربي وعرضه إجمالاً، ليجد في الطرف المقابل تلك الاستماتة من قبل جمهورة كتاب بوصفهم مثقفين ومفكرين، في تجريم " العدوان " الغربي، والتشديد على " محاسن " النظام السياسي العربي: الأب الشمولي.
مسعد، وبصفته الابن لا يأتي على ذكر الأب السياسي هذا في المنطقة، وله تاريخ مشئوم، حافل بقائمة كبرى من الخروقات ذات الصلة بأبسط الحقوق الإنسانية، وليس الجنس، باعتباره موضوعاً حيوياً ويشكل أحد أهم ثواليث ممنوع التفكير فيها بصفة رسمية، على مستوى جامعي، و" مؤسساتي عام ": الدين- الجنس- السياسة، لأن أي عنصر ثالوثي يقود إلى الآخريْن، ويُسمّيهما. في الدين جماع الأرض- السماوي، حيث يتربع الخالق في علاه، وفي الجنس، حيث تتجوهر الحياة ويكون الموت، وله بصمة سلطانية، وفي السياسة تتأكد قوة السلطان الرئيسة، موقعه في المجتمع، وطغيانه على الجميع دون استثناء كخالق " أرضي " !
مسوّغ هذا التجاهل، أو الصمت والتصميت، هو أنه الأب بالوكالة، صورة الأب الرادعة، كما يوحى له بذلك، ولكنه الأب الصغير، معدوم الشأن، لأن الأب الفعل متجذر برهبته داخله، وربما تكون هنا إشكاليته الكبرى، مأزقه المنهجي، واشتداده على من هم نظراؤه ثقافة وحياة !
كان على مسعد أن يكتب " اشتهاء العرب " من قبل العرب أنفسهم، من قبل زعاماتهم، أو من يعرَّف بهم بشكل ما بـ" الذكوريات المطلقة " والتي تمتد إلى حقل الماورائي، مهما كان جرم ذلك الغازي الأجنبي كبيراً، سوى أنه حين يصبح مشجباً تعلَّق عليه أخطاء الساسة ومن هم في نطاقهم، تكون السياسة المصنَّعة أو المبتدعة سوطاً على أدمغة " الرعية ". حيث يتربع العرش على كرسيه السياسي، الاجتماعي، الثقافي، والنفسي، وهو ليس عادياً ( فالأب، أو الذكر الكامل، لا يلبث أن يبدو مطلقاً وبلا زمن. فلئن كانت الأبوة نسبية في آخر المطاف، إلا أن هذه الأبوَّة تغدو لاتاريخية كلياً، لتجد نفسها على تخوم السخرية )، بتعبير حازم صاغية " ينظَر كتاب: الرجولة المتخيَّلة : الهويّة الذكرية والثقافة في الشرق الأوسط الحديث، إعداد : مي غصوب وإيما سنكلير ويب، دار الساقي، بيروت،2002، ص262 ".
ذلك من شأنه تنمية الخوف المستمر من الخصاء، وهو السلاح الأمضى في يد أب كهذا !
بالطريقة هذه يكون محوّل كبته جرّاء طغيان الأب الشمولي على كل ما يراه هذا الأب معادياً له، ليكون الكاتب الفعلي، المثقف الفعلي، والمفكر الفعلي في رأس القائمة المهدّدة لكرسيه، وهو لا يكتفي باعتباره المدافع عنه، إنما يقوم بخدمة كبرى، لا بد أن " أباه " السياسي يغفل عن كثير من الأمور، حتى وهي في خطوطها العريضة ذات صلة مباشرة بالبنية الذهنية لأي من هؤلاء، الأمر الذي يوحي للابن لاشعورياً، وفي الصميم، بأنه قد نال الرضا الكامل لأبيه هذا.
ولا بد أن الفطين " الثقافي " يكون على بيّنة هنا، وهي أن من أولى أولويات تحصين عرش الأب السياسي، الإجهاز على أولئك " من ينتمي إليهم ثقافياً، والنيل منهم الواحد إثر الآخر.
وقارىء " اشتهاء العرب " يتلمس بجلاء هذه الحمى التعبيرية في إيلاء الطاغية اهتماماً مركَّزاً بالنسبة للائحة القضايا/ الأمور التي تعكّر عليه مزاجه، أو تنغّص عليه حياته، وبالتالي، فإن محتوى كتابه لا يعدو أن يكون لحظة إماطة رونقه عنه ذا طابع تكفيري في المحصّلة.
مسعد يكرّر هنا درس معلمه سعيد، عندما كتب " الاستشراق " سنة 1978، على خلفية من إفلاس النظام العربي وتتالي هزائمه، لأن الأسلوب الفخم والمترف بالاستعارات والزخرفة القولية، لم يكن يخفي الدور " البطولي " الخاص للابن ودفاعه المستميت عن الأب السياسي، وإن كان في عالم ماوراء البحار، إشعاراً بانتقام ممن يتملكه شعور بالضآله إزاءه غربياً.
ومسعد في مؤلَّفه المسطور بمقاس كبير على وزن السالف ذكره، يتجاهل الإفلاس المريع والمفجع بنتائجه للنظام العربي ومنذ مطلع القرن الحادي والعشرين" الألفية الثالثة "، مسلّطاً عنف مكبوته على الذين يشكّلون – ربما – الطابور الخامس والهائل الضخامة، على مدى قرنين من الزمان، وربما من ينتمون إلى خانة المعاصرة تاريخياً، لتعرية مزعومة لتلك الطريقة الاستتباعية في التفكير، حيث الانضواء تحت راية الخطاب الغربي الامبريالي، وعبر بوابة خطيرة، غير مستوعَبة من قبل هؤلاء جرّاء جهلهم الفعلي للثقافة الفعلية، هي: الجنس .
وكما نوّهنا سابقاً، فإن الإطار التاريخي الذي ولِد فيه " اشتهاب العرب " كان شاهداً على مأساة مضاعفة، حيث إن نظيره السالف كان مشفوعاً ببعض الأمل، مهما كان وهمياً، بينما الحال مع مؤلَّف مسعد، فليس سوى هناك الرعب من القادم: من جهة النظام " أبيه السياسي " ومجمل التنظيمات السياسية القائمة على العنف الدموي، أكثر من ذلك، يكون " اشتهاء العرب " وليد هذا " الخارج " الأميركي، ويُسجَّل تاريخاً قيموماً في سجل مفاخرة القومي – الديني العربي.
أذكّر هنا، بكتاب أثار، وما زال يثير سخط المتماهين مع إرادة الأب الطاغية، وهو لكنعان مكية العراقي، وأعني به " القسوة والصمت: " الحرب والطغيان والانتفاضة في العالم العربي"، منشورات الجمل، كولونيا، ألمانيا،2005 "، وتركيزه على المثقفين الذين تواطؤوا مع نظام صدام بزعم مقاومته للامبريالية، وكونهم أعداء العروبة والإسلام. إنهم الجمهرة الكبرى من المثقفين العرب وذوي تيارات فكرية شتى، وضمناً كان ادوارد سعيد الذي كان له حضور كبير في مجال النقد ونقد النقد- ينظَر صفحة 229 وما بعد، وكذلك صفحة 276- 280....الخ ".
لا بد أن مسعد حين يقرأ هذه السطور الأخيرة، أن تتملكه ابتسامة السخرية، وربما السخط من مكاشفة سافرة كهذه، من وجهة نظره، لأن معلمه لا يخطىء، وربيب معلمه لا يخطىء، لهذا كان الخطأ القاتل والمتجدد لمعلمه وله من بعده إلى هذه اللحظة، حيث فتح نيران حقده على من كان يجب عليه التأني في الحوار النقدي معهم، وليس اعتماد طريقة فضائحية تاريخياً !!
أتحدث هنا عن الخصاء النفسي لدى الباحث مسعد، وهو في وضعية التابع" الابن " لمتبوع قاهر هو الأب. والأب هنا هو أب سياسي، اجتماعي وديني، جامع بين السلطان الديني والسلطة الدهرية، وهو فيما انتواه وانتهى إليه يجسد التمثيل الأمثل لرغبة الأب الحِكمانية عربياً .
ربما أكون فيما ابتدأت منه، حال نقاط سالفة، متعسفاً في النظرة إلى " اشتهاء العرب " ومؤلّفه، وكيف أنه اتخذ من الكاتب، الباحث، المفكر العربي هدفاً له، وهو يترصده في دقائق كتاباته، في محاولة للقبض على ما " يدينه " باعتباره " ذيلاً " للمؤسسة الغربية: الامبريالية، سوى أنني وانطلاقاً من طريقة التناول لموضوعه بالذات، وهو " خارجي: يعيش في أميركا، أو يتابع حياته المهنية وسواها هنا " ويشدد على " الداخلي: بالنسبة للشرق، والعالم العربي ضمناً " جهة كتابه في تنوع مواقعهم وفي مسار زمني طويل، كما تقدَّم، كما لو أنه يردد بلسان نيتشه: أما الحقيقة، فأنتم لا تعرفونها، ومن هنا يكون " الإجهاز " عليكم . إذ يكون قالباً المعادلة الجارية في الواقع الاجتماعي العربي خصوصاً، والعالم الإسلامي عموماً، وهي فيروس السياسة الرعائية الذي يتهدد كل شيء، وتحديداً ما ينتمي إلى المضمار الثقافي: الفكري، حيث الفكر يشكّل العدو الألد لولي أمر السلطة على مدار تاريخه، ودون استثناء، لحظة الأخذ في الحسبان، بأن المثقف، وفي أعلى درجاته، كان في كل ما يكتبه يتجنب غضب سلطانه، وأن وتيرة العنف السلطوي في العصر الحديث، ومع ما يُسمى بـ " ظهور الأنظمة الوطنية "، وكلما تقدما صعداً قد تنامت واستفحلت، حال المشهد الكارثي الذي يحمل بصمته بامتياز، والذي أفرز، كما يفرز الآن الكثير من تلك المآسي البنيوية في طول العالم العربي وعرضه إجمالاً، ليجد في الطرف المقابل تلك الاستماتة من قبل جمهورة كتاب بوصفهم مثقفين ومفكرين، في تجريم " العدوان " الغربي، والتشديد على " محاسن " النظام السياسي العربي: الأب الشمولي.
مسعد، وبصفته الابن لا يأتي على ذكر الأب السياسي هذا في المنطقة، وله تاريخ مشئوم، حافل بقائمة كبرى من الخروقات ذات الصلة بأبسط الحقوق الإنسانية، وليس الجنس، باعتباره موضوعاً حيوياً ويشكل أحد أهم ثواليث ممنوع التفكير فيها بصفة رسمية، على مستوى جامعي، و" مؤسساتي عام ": الدين- الجنس- السياسة، لأن أي عنصر ثالوثي يقود إلى الآخريْن، ويُسمّيهما. في الدين جماع الأرض- السماوي، حيث يتربع الخالق في علاه، وفي الجنس، حيث تتجوهر الحياة ويكون الموت، وله بصمة سلطانية، وفي السياسة تتأكد قوة السلطان الرئيسة، موقعه في المجتمع، وطغيانه على الجميع دون استثناء كخالق " أرضي " !
مسوّغ هذا التجاهل، أو الصمت والتصميت، هو أنه الأب بالوكالة، صورة الأب الرادعة، كما يوحى له بذلك، ولكنه الأب الصغير، معدوم الشأن، لأن الأب الفعل متجذر برهبته داخله، وربما تكون هنا إشكاليته الكبرى، مأزقه المنهجي، واشتداده على من هم نظراؤه ثقافة وحياة !
كان على مسعد أن يكتب " اشتهاء العرب " من قبل العرب أنفسهم، من قبل زعاماتهم، أو من يعرَّف بهم بشكل ما بـ" الذكوريات المطلقة " والتي تمتد إلى حقل الماورائي، مهما كان جرم ذلك الغازي الأجنبي كبيراً، سوى أنه حين يصبح مشجباً تعلَّق عليه أخطاء الساسة ومن هم في نطاقهم، تكون السياسة المصنَّعة أو المبتدعة سوطاً على أدمغة " الرعية ". حيث يتربع العرش على كرسيه السياسي، الاجتماعي، الثقافي، والنفسي، وهو ليس عادياً ( فالأب، أو الذكر الكامل، لا يلبث أن يبدو مطلقاً وبلا زمن. فلئن كانت الأبوة نسبية في آخر المطاف، إلا أن هذه الأبوَّة تغدو لاتاريخية كلياً، لتجد نفسها على تخوم السخرية )، بتعبير حازم صاغية " ينظَر كتاب: الرجولة المتخيَّلة : الهويّة الذكرية والثقافة في الشرق الأوسط الحديث، إعداد : مي غصوب وإيما سنكلير ويب، دار الساقي، بيروت،2002، ص262 ".
ذلك من شأنه تنمية الخوف المستمر من الخصاء، وهو السلاح الأمضى في يد أب كهذا !
بالطريقة هذه يكون محوّل كبته جرّاء طغيان الأب الشمولي على كل ما يراه هذا الأب معادياً له، ليكون الكاتب الفعلي، المثقف الفعلي، والمفكر الفعلي في رأس القائمة المهدّدة لكرسيه، وهو لا يكتفي باعتباره المدافع عنه، إنما يقوم بخدمة كبرى، لا بد أن " أباه " السياسي يغفل عن كثير من الأمور، حتى وهي في خطوطها العريضة ذات صلة مباشرة بالبنية الذهنية لأي من هؤلاء، الأمر الذي يوحي للابن لاشعورياً، وفي الصميم، بأنه قد نال الرضا الكامل لأبيه هذا.
ولا بد أن الفطين " الثقافي " يكون على بيّنة هنا، وهي أن من أولى أولويات تحصين عرش الأب السياسي، الإجهاز على أولئك " من ينتمي إليهم ثقافياً، والنيل منهم الواحد إثر الآخر.
وقارىء " اشتهاء العرب " يتلمس بجلاء هذه الحمى التعبيرية في إيلاء الطاغية اهتماماً مركَّزاً بالنسبة للائحة القضايا/ الأمور التي تعكّر عليه مزاجه، أو تنغّص عليه حياته، وبالتالي، فإن محتوى كتابه لا يعدو أن يكون لحظة إماطة رونقه عنه ذا طابع تكفيري في المحصّلة.
مسعد يكرّر هنا درس معلمه سعيد، عندما كتب " الاستشراق " سنة 1978، على خلفية من إفلاس النظام العربي وتتالي هزائمه، لأن الأسلوب الفخم والمترف بالاستعارات والزخرفة القولية، لم يكن يخفي الدور " البطولي " الخاص للابن ودفاعه المستميت عن الأب السياسي، وإن كان في عالم ماوراء البحار، إشعاراً بانتقام ممن يتملكه شعور بالضآله إزاءه غربياً.
ومسعد في مؤلَّفه المسطور بمقاس كبير على وزن السالف ذكره، يتجاهل الإفلاس المريع والمفجع بنتائجه للنظام العربي ومنذ مطلع القرن الحادي والعشرين" الألفية الثالثة "، مسلّطاً عنف مكبوته على الذين يشكّلون – ربما – الطابور الخامس والهائل الضخامة، على مدى قرنين من الزمان، وربما من ينتمون إلى خانة المعاصرة تاريخياً، لتعرية مزعومة لتلك الطريقة الاستتباعية في التفكير، حيث الانضواء تحت راية الخطاب الغربي الامبريالي، وعبر بوابة خطيرة، غير مستوعَبة من قبل هؤلاء جرّاء جهلهم الفعلي للثقافة الفعلية، هي: الجنس .
وكما نوّهنا سابقاً، فإن الإطار التاريخي الذي ولِد فيه " اشتهاب العرب " كان شاهداً على مأساة مضاعفة، حيث إن نظيره السالف كان مشفوعاً ببعض الأمل، مهما كان وهمياً، بينما الحال مع مؤلَّف مسعد، فليس سوى هناك الرعب من القادم: من جهة النظام " أبيه السياسي " ومجمل التنظيمات السياسية القائمة على العنف الدموي، أكثر من ذلك، يكون " اشتهاء العرب " وليد هذا " الخارج " الأميركي، ويُسجَّل تاريخاً قيموماً في سجل مفاخرة القومي – الديني العربي.
أذكّر هنا، بكتاب أثار، وما زال يثير سخط المتماهين مع إرادة الأب الطاغية، وهو لكنعان مكية العراقي، وأعني به " القسوة والصمت: " الحرب والطغيان والانتفاضة في العالم العربي"، منشورات الجمل، كولونيا، ألمانيا،2005 "، وتركيزه على المثقفين الذين تواطؤوا مع نظام صدام بزعم مقاومته للامبريالية، وكونهم أعداء العروبة والإسلام. إنهم الجمهرة الكبرى من المثقفين العرب وذوي تيارات فكرية شتى، وضمناً كان ادوارد سعيد الذي كان له حضور كبير في مجال النقد ونقد النقد- ينظَر صفحة 229 وما بعد، وكذلك صفحة 276- 280....الخ ".
لا بد أن مسعد حين يقرأ هذه السطور الأخيرة، أن تتملكه ابتسامة السخرية، وربما السخط من مكاشفة سافرة كهذه، من وجهة نظره، لأن معلمه لا يخطىء، وربيب معلمه لا يخطىء، لهذا كان الخطأ القاتل والمتجدد لمعلمه وله من بعده إلى هذه اللحظة، حيث فتح نيران حقده على من كان يجب عليه التأني في الحوار النقدي معهم، وليس اعتماد طريقة فضائحية تاريخياً !!