المكّي الهمّامي - أُجَالِسُ صُورَتَهَا.. شعر

أُجَالِسُ صُورَتَهَا..
أَتَأَمَّلُهَا، ذَاهِلاً وَشَرِيدَ الرُّؤَى..
(هَكَذَا كُنْتُ، فِي وَحْدَتِي..!)
كُلَّمَا ابْتَسَمَتْ، تَتَقَهْقَرُ دَبَّابَةٌ..
يَتَجَمَّدُ سَاعِدُ قَنَّاصَةٍ، فَجْأَةً..
يَتَمَزَّقُ في الرُّكْنِ
خَيْطٌ مِنَ العَنْكَبُوتْ..

*

أُحَدِّثُهَا عَنْ عَذَابِي،
فَتُلْقِي عَلَى ظُلْمَتِي الفَجْرَ..
تُرْسِلُنِي شَجَرًا..
وَتُضِيفُ بِفَائِقِ خُضْرَتِهَا
(لاَ تُهَادِنْ عَدُوَّكَ..!
كُنْ فِي الكَلاَمِ وُرَيْقَةَ تُوتْ..!)

*

صَبَاحًا،
أُفَكِّرُ فِي وَجْهِهَا المَقْدِسِيِّ،
وَنَعْنَاعِ ضِحْكَتِهَا؛
فَيُفَتِّحُ فِي أُفُقِي أَلْفُ بَابٍ وَبَابِ..
وَيَتَّسِعُ المَلَكُوتُ السَّمَاوِيُّ
أَكْثَرَ،
أَكْثَرَ،
يَتَّسِعُ المَلَكُوتْ..

*

وَإِذْ أَتَوَغَّلُ فِي الحُلْمِ،
أَبْعَدَ مِنْ نَجْمَةٍ لاَ تُقَالُ،
وَيَشْتَعِلُ الشَّوْقُ؛
أُطْلِقُ قَافِيَتِي،
كَالرَّصَاصَةِ حَاسِمَةً،
فِي اتِّجَاهِ السُّكُوتْ..

*

أُصَوِّبُ قَلْبِي الطُّفُوليَّ
فِي وَجْهِهِمْ،
وَاحِدًا، وَاحِدًا..!
(عُصْبَة العُهْرِ فِي زَمَنِي)
وَأُحَاصِرُهُمْ بِدَمِي العَاطِفِيِّ،
وَإِيقَاعِ أُغْنِيَّةٍ لاَ تَمُوتْ..!


تونس- بنزرت/ 27 جوان 2018.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...