عند منحنى العتمةِ حسناءُ أضاعتْ مفاتيحَ البهجةِ ودربَ الخلاصِ ، تناشدُ الغيمَ الرحمةَ ، و ترقُبُ أزرارَ الغدَ بمقلِةِ الأملِ، تزيِّنهُ بأحلامٍ لازورديَّةٍ ، تعانقهُ بالَّلهفةِ ، وتمضغُ موبقاتِ الواقعِ الأليمِ بحسرةٍ ، تتنقَّلُ بين محطِّاتٍ الأخبارِ العالمية وكتبِ السَّماءِ، لعلَّها تجدُ ترياقاً مجدياً ، يرفعها فَوْقَ وحولِ الحاجةِ، و يقيها ابتياعَ الذلِ
تنهضُ وراءَ ضلوعها شجرةُ تينٍ ناضجة ، تقتحمُ
نضارتُها أسوارَ الخريفِ الشَّاحبِ ، وتحيكُ إطلالتها السَّنيةَ شالَ الألقِ ، يضاجع جسدها الخواءُ الموجعُ ، ويسترُ مفاتنها الَّليلُ الصامتُ ، سريرُ الحرمانِ شديدُ الملوحةِ ، مرُّ المذاقِ ، تتغلغلُ فيه عناكبُ الجهلِ وتعلوهُ الأسقامُ العضالُ الحنظلُ لايغادرُ إناءها الزجاجيُّ المترعُ بالخيباتِ ، و كنارٌ شجي من وراءِ الأسلاكِ يغريهِ جسدها المزروع باللوز والحبقِ ، يتسللُ ، البابُ مواربٌ ، يضمُّ ليمون خصرها بين جناحيهِ ، يوقدُ الوجدَ ، يحرقَ الوصايا ، فجأةً تصفعتهُ الريحُ ،لأنه خالف عرف القبيلةِ وطقوسُ الخريف الشتوي ، بئس شرائعا شرائعُ سنَّها الثَّلجُ للنار والحجارةُ للينابيعِ ، و كرَّستها مناسكُ الإهمال و تقاليدُ اليبابِ
نعم آمنتُ بكلِّ ماقالهُ لي خليجُ الأوجاعِ : أنْ ليسَ للزمنِ قلبٌ ولا للشوقِ خطايا في بلادِ الخرافةِ والموتِ
يشتغلُ الحنينُ في صدرها لذاكَ الكنارِ الطربِ ، يطربُها ، يسقيها نبيذَ شفتيهِ ، يتذوَّقُ عرجونها الذي يسيلُ حلاوةً ، يغازلُ حسانَها اللائي ارتدينَ الحياءَ ، وتقنَّعنَ بألواحٍ خشبيةٍ ، يخشينَ عيونَ العاذلين الشائكةَ
شجرةٌ عاشقةٌ تطرقُ أبوابَ الرحمة ، تناشدها إطلاقَ كنارٍ مهيضِ الجناحِ صفعتهُ الريحُ ، ريحٌ صرصرٌ رمتهُ مستنقعاتُ التقاليدِ في خيامِ التعاسةِ البائسةِ تبلغهُ أقاليمَ الأحزانِ ؛ فيكفُّ عن التحليقِ ختمَ المساءِ .
المواعيدُ الخضراءُ المسكونُة بالشَّوقِ تنشجُ يتناهى أنينُها إلى السَّواقي القريبةِ من موطنها فتخاتلها بابتسامةِ الوردِ وتنهيدةِ الصباحِ .
لا بارقةَ أملٍ تطلُّ، أو غيمةَ لقاءٍ تلوحُ في الأفقِ القريبِ ، تبكي ، تخبرُ نوارسَها المتكئةَ على ضفافِ التلاقي بغزو الصيفِ لأحلامها فتعزفُ سمفونيةً شجيَّةً على أوتارِ الانتظارِ .
تنهضُ وراءَ ضلوعها شجرةُ تينٍ ناضجة ، تقتحمُ
نضارتُها أسوارَ الخريفِ الشَّاحبِ ، وتحيكُ إطلالتها السَّنيةَ شالَ الألقِ ، يضاجع جسدها الخواءُ الموجعُ ، ويسترُ مفاتنها الَّليلُ الصامتُ ، سريرُ الحرمانِ شديدُ الملوحةِ ، مرُّ المذاقِ ، تتغلغلُ فيه عناكبُ الجهلِ وتعلوهُ الأسقامُ العضالُ الحنظلُ لايغادرُ إناءها الزجاجيُّ المترعُ بالخيباتِ ، و كنارٌ شجي من وراءِ الأسلاكِ يغريهِ جسدها المزروع باللوز والحبقِ ، يتسللُ ، البابُ مواربٌ ، يضمُّ ليمون خصرها بين جناحيهِ ، يوقدُ الوجدَ ، يحرقَ الوصايا ، فجأةً تصفعتهُ الريحُ ،لأنه خالف عرف القبيلةِ وطقوسُ الخريف الشتوي ، بئس شرائعا شرائعُ سنَّها الثَّلجُ للنار والحجارةُ للينابيعِ ، و كرَّستها مناسكُ الإهمال و تقاليدُ اليبابِ
نعم آمنتُ بكلِّ ماقالهُ لي خليجُ الأوجاعِ : أنْ ليسَ للزمنِ قلبٌ ولا للشوقِ خطايا في بلادِ الخرافةِ والموتِ
يشتغلُ الحنينُ في صدرها لذاكَ الكنارِ الطربِ ، يطربُها ، يسقيها نبيذَ شفتيهِ ، يتذوَّقُ عرجونها الذي يسيلُ حلاوةً ، يغازلُ حسانَها اللائي ارتدينَ الحياءَ ، وتقنَّعنَ بألواحٍ خشبيةٍ ، يخشينَ عيونَ العاذلين الشائكةَ
شجرةٌ عاشقةٌ تطرقُ أبوابَ الرحمة ، تناشدها إطلاقَ كنارٍ مهيضِ الجناحِ صفعتهُ الريحُ ، ريحٌ صرصرٌ رمتهُ مستنقعاتُ التقاليدِ في خيامِ التعاسةِ البائسةِ تبلغهُ أقاليمَ الأحزانِ ؛ فيكفُّ عن التحليقِ ختمَ المساءِ .
المواعيدُ الخضراءُ المسكونُة بالشَّوقِ تنشجُ يتناهى أنينُها إلى السَّواقي القريبةِ من موطنها فتخاتلها بابتسامةِ الوردِ وتنهيدةِ الصباحِ .
لا بارقةَ أملٍ تطلُّ، أو غيمةَ لقاءٍ تلوحُ في الأفقِ القريبِ ، تبكي ، تخبرُ نوارسَها المتكئةَ على ضفافِ التلاقي بغزو الصيفِ لأحلامها فتعزفُ سمفونيةً شجيَّةً على أوتارِ الانتظارِ .