بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم التنزيل { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ
الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ
مُّبِينٍ } (195) أحمده سبحانه وتعالى حمدا يوافي نعمه ، ويدافع نقمه ويكافئ
مزيده بمنه ، وكرمه والصلاة والسلام ، على من أعطي جوامع الكلم ، وكان
أفصح من نطق بالضاد وعلى آله وصحبه خير العباد ، وعلى من ترسم
خطاهم ، ونحا نحوهم إلى يوم الدين أما بعد
فهذه نبذة مختصرة عن نشأة النحو جمعتها من عدة مصادر، وتشتمل على
ظهور اللحن، وجهود أبي الأسود الدؤلي مؤسس هذا العلم وأذكر المذهب
البصري والكوفي، ومنهج كل منهما مع بيان أسباب الخلاف بينهما
فأقول وبالله التوفيق
إن مكة المكرمة كانت مزارا يحج إليها العرب كل عام وكانت لقريش السيادة
في الجاهلية بسبب ما آل إليها من السقاية والرفادة أي سقاية الحجاج
وإطعامهم والقيام بخدمة البيت
وفي مكة المكرمة وما والاها تقام الأسواق التي كان من أشهرها ( سوق
عُكاظ ) موقع بين نخلة والطائف و ( سوق ذي الْمَجاز ) ويقع في شرق مكة
المكرمة ويبعد عنها مسافة – 21 كم – تقريبا و ( سوق مَجِنَّة ) هي بفتح
الميم وكسر الجيم وتشديد النون كما في فتح الباري ( 3 / 594 ) وقد تكسر
ميمها كما في القاموس المحيط ( 4/212 ) و يقع في مر الظهران – وادي
فاطمة قرب جبل يقال له الأصغر وأنها على أميال يسيرة من مكة وقيل سوق
بأسفل مكة على بريد منها – وكانت القبائل تجتمع في هذه الأسواق كل سنة
للتجارة ففي صحيح البخاري حديث رقم ( 1770 ) قال عمرو بن دينار قال
ابن عباس رضي الله عنهما ” كان ذو المجاز وعكاظ متجرَ الناس في الجاهلية
فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت { لَيْسَ عَلَيْكُم جُنَاحٌ أَنْ
تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُم } في مواسم الحج ” اهـ
وفي مسند الإمام أحمد ( 3/322 ) عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه
قال : ” مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس
في منازلهم بعكاظ ومَجِنَّة وفي المواسم بمنى يقول من يؤويني من ينصرني
حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة “ من حديث طويل صححه الألباني كما
في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 93-94/ رقم 63 ) وكان الشعراء
يلتقون في هذه الأسواق للتفاخر والتهاجي ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر
ففي هلال ذي القعدة يقام ( سوق عكاظ ) ثم يقام ( سوق مَجِنَّة ) ثم يقام
سوق ( ذي الْمَجاز ) وكانت العرب ترحل إليه بعد فراغها من ( سوق مَجِنَّة )
لقربه من جبل عرفات حيث يقيمون فيه حتى يبدأ موسم الحج فيدخلون مكة
لحج البيت الذي يعظمه جميع العرب .
قال ابن حجر في الفتح ( 3/594 ) وروى الزبير بن بكار في ” كتاب
النسب ” من طريق حكيم بن حزام أن سوق عكاظ كانت تقام صبح هلال
ذي القعدة إلى أن يمضي عشرون يوما ، قال : ثم يقام سوق مَجِنَّة عشرة
أيام إلى هلال ذي الحجة ، ثم يقوم سوق ذي المجاز ثمانية أيام ، ثم يتوجهون
إلى منى للحج .
فأصبحت لغة قريش أغنى اللغات العربية وأشملها وأعذبها وأقدرها على
تصوير المعاني المختلفة بسبب توافد القبائل العربية من شتى البلدان كل عام
بعضهم للتجارة والبعض الآخر للتفاخر والتهاجي وتسابق الخطباء والشعراء
في استعمال لغة قريش ونقلوا الكثير منها إلى قبائلهم فانتشرت في الجزيرة
العريبة وسادت بتلك اللغة المنتقاة ولم يختلط العرب بغيرهم من العجم قبل
الإسلام إلا النزر القليل من أجل بيع أو شراء وكانت الألفاظ التي يستعملونها
لا تخرج عن أسماء السلع وأدوات القتال وغيرها من الألفاظ التي لا تأثير لها
في لغتهم التي تجري في كيانهم مجرى الدم في العروق وحين نزل القرآن
الكريم على نبي الرحمة والهدى محمد بن عبد الله – صلوات الله وسلامه
عليه – كانت لغتهم جميعا أي العرب في الجاهلية عربية فصيحة صافية نقية
من الشوائب فلما سطع نور الإسلام وانتشر خارج الجزيرة العربية ودخل
الناس في دين الله أفواجا اضطر العرب للإختلاط بغيرهم من الأعاجم في
سائر الأمصار وتطلب هذا أن يفهم بعضهم بعضا من أجل التجارة والمنافع
والتعليم وغير ذلك فسمع العرب من الأعاجم والعكس فنتج عن هذا التخاطب
والإصغاء بين الطرفين فساد في اللغة وظهر اللحن وشاع بين أوساط الناس
فهب ألوا الأمر من المسلمين ينظرون في اللحن ويحذرون منه
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ” سمع النبي صلى الله عليه وسلم
رجلا قرأ فلحن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدوا أخاكم “ صححه
الحاكم ووافقه الذهبي كما في المستدرك (2/439) وضعفه الألباني كما
في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 2/315 ) رقم ( 914 ) لجهالة من روى
عن أبي الدراء
وفي معجم الأدباء أيضا ( 1/23 ) “وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يضرب أولاده على اللحن “ وروى الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لأخلاق
الراوي ( 2/28 ) رقم ( 1081 ) ” أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
كان يضرب الحسن والحسين على اللحن ” وكان ابن عمر رضي الله عنه
يضرب ولده على اللحن “ صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد
صفحة ( 328 ) رقم ( 676 ) وفي معجم الأدباء للحموي ( 1/23 ) ( عن
الخليل بن أحمد، قال: سمعت أيوب السختياني يحدث بحديث فلحن فيه فقال
أستغفر الله ؛ يعني : أنه عد اللحن ذنبا ) إهـ
فهذه الأمثلة تدل على أن الأوائل كانوا ينظرون في اللحن ويحذرون منه
ومن هنا خاف أولوا الأمر أن يتسرب هذا اللحن إلى القرآن الكريم والحديث
النبوي الشريف ففكروا في وضع قواعد يهتدى بها لحفظ اللغة العربية من
خطر اللحن تكون نبراسا يرجع إليه فبرز إلى الوجود هذا النحـو
ومما لا شك فيه أن ظهور اللحن وانتشاره وزحفه إلى القرآن الكريم والحديث
النبوي هو الباعث على تدوين هذا النحو
اختلاف العلماء في من أشار بوضع النحو
أولا – قيل الذي ابتدأ هذا العمل هو أبو الأسود الدؤلي بإشارة عمر بن الخطاب
رضي الله عنه
ثانيا – وقيل بإشارة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنه دفع إلى أبي الأسود
رقعة كتب فيها ( الكلام كله اسم وفعل وحرف فالاسم ما أنبا عن المسمى
والفعل ما أنبئ به والحرف ما افاد معنى وقال له انح هذا النحو وأضف إليه
ما وقع إليك ) ومن حينها سمي بالنحو
ثالثا – وقيل بإشارة ( زياد بن أبيه ) وكان أبو الأسود معلم أولاده وهو والي
العراق حينئذ
وقيل إن أبا الأسود هو الذي بدأ هذا العمل بنفسه حين قالت له ابنته ( يا أبت
ما أحسنَ السماءِ ) فقال : أي بنية ( نجومها ) فقالت له ( لم أرد أي شيء
أحسن ؟ وإنما تعجبت من حسنها فقال إذن فقولي (ما أحسنَ السماءَ) وبسسب
هذا اللحن وضع كتابا
ومهما قيل فالنتيجة المؤكدة أن أبا الأسود ( ظالم بن عمرو الدؤلي ) هو
الذي بدأ هذا العمل سواء بإشارة من عمر ابن الخطاب أو علي بن أبي طالب
أو( زياد بن أبيه ) أم بتفكيره هو
لكن أبا الحسن القفطي في كتابه إنباه الرواة (1/39/41 ) يرجح أن أول من
وضع النحو هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال : (الجمهور من
أهل الرواية أن أول من وضع النحو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله
وجهه ثم قال : وأهل مصر قاطبة يرون بعد النقل والتصحيح أن أول من وضع
النحو علي بن أبى طالب – كرم الله وجهه – وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي) إهـ
ولعل ما نقله في إنباه الرواة ( 1/50 ) ( أنه قيل لأبي الأسود من أين لك هذا
العلم ؟ ـ يعنون النحو ـ فقال : لقنت حدوده من علي بن أبي طالب يرجح كفة
علي رضي الله عنه ) اهـ
وقال أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري في أول كتابه نزهة الألباء
في طبقات الأدباء : صفحة ( 17 ) ( اعلم أيدك الله بالتوفيق وأرشدك إلى
سواء الطريق أن أول من وضع علم العربية وأسس قواعده ، وحدّ حدوده
علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي ) إهـ
وكان أبو الأسود ( ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي ) من كبار
التابعين ومن القراء لبقا ذكيا حاضر البديهة كما كان شاعرا مفلقا قال ابن
الأنباري : في نزهة الألباء صفحة ( 19 ) ( وكان أبو الأسود ممن صحب
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان من المشهورين
بصحبته ومحبته ومحبة أهل بيته ) إهـ
قال القفطي في إنباه الرواة ( 1/53-55 ) ( واستعمله علي بن أبي طالب
رضي الله عنه على البصرة وتوفي فيها سنة تسع وستين وهو ابن خمس
وثمانين سنة ) إهـ
أين نشأ النحو
تجمع المصاد على أن العراق كان أسبق البلاد إلى تدوين ( النحو والصرف )
لعدة أسباب نذكر منها ما يلي
أولا – أن العراق إقليم خصب يقع بين نهري دجلة والفرات وهو من أقدم بقاع
الأرض عمرانا وهو قطر غني بخيراته ومياهه وقيل عنه أنه أعدل أرض الله
هواء وماء وكان ملجأ للعجم قبل الفتح فكان يسكنه كثير من الأمم
كـ ( الآشوريين ) و ( الفرس ) – والآشوريون هم مجموعة عرقية تسكن في
شمال ما بين النهرين في العراق وسوريا وهي من أقدم الشعوب التي اعتنقت
المسيحية – وبعد الفتح أقبل المسلمون على العراق عربا وعجما إذ أنها تمتاز
بأسباب الحياة الناعمة ورغد العيش
ثانيا – أدى هذا المزج بين العرب والعجم إلى كثرة اللحن وانتشاره في العراق
أكثر من غيره من الأمصار
ثالثا – تقع البصرة على مقربة من وادي نجد غربا والبحرين جنوبا والأعراب
يفدون إليها منهما فأخذ البصريون عن العرب الأقحاح الذين لم تفسد سليقتهم
العربية أما الكوفة فلبعدها عن البادية لم يفد إليها من العرب الأقحاح إلا القليل
وتُعد البصرة أسبق مدن العراق اشتغالا بعلوم النحو ، حيث احتضنت النحو
زهاء قرن من الزمان ، قبل أن تشتغل به الكوفة
فالبصرة هي التي شادت صرح النحو ورفعت أركانه بينما كانت الكوفة
مشغولة بقراءات الذكر الحكيم ورواية الشعر والأخبار ذكر ذلك جمع من
العلماء من ذلك قول ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء صفحة ( 29 )
( وكان لأهل البصرة في العربية قُدْمَة بالنحو وبلغات العرب والغريب
عناية ) إهـ
ويقول ابن النديم في الفهرست صفحة ( 96 ) قال محمد بن إسحق ( إنما
قدمنا البصريين أولا لأن علم العربية عنهم أخذ ولأن البصرة أقدم بناء من
الكوفة ) إهـ
ثم اشترك علماء البصرة والكوفة في النهوض بالنحو من عهد الخليل بن أحمد
شيخ الطبقة الثانية من البصريين ، وأبي جعفر الرؤاسي شيخ الطبقة الأولى
من الكوفيين حتى نمت أصوله ، وكملت عناصره في مستهل العصر العباسي
الأول على يد المبرد خاتم البصريين وثعلب خاتم الكوفيين
وهكذا أصبحت العربية من الدين ، وغدا تعلمها لفهم مقاصد الكتاب والسنة
قربة من أجلِّ القربات إلى الله عزوجل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم صفحة
( 469 ) ( فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن
فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب
إلا به فهو واجب ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على
الكفاية ) إهـ
مدرستا البصرة والكوفة ومنهج كل منهما وأسباب الخلاف
أدت العوامل والظروق السابقة إلى اختلاف منهج كل من الفريقين الكوفي
والبصري فنشأ الخلاف بينهما في أمور عدة
أولا – البصريون
أقاموا نحوهم على القرآن الكريم والشعر الجاهلي والإسلامي الموثوق بصحته
وسلامة لغة قائله ولهذا اختاروا من بين القبائل التي اعتمدوا على لغتها قيسا
وتميما وأسدا وأخذوا من هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيين لأن لغة هؤلاء لم
يصبها داء اللحن ولم تفسد بالاختلاط بالأعاجم والبصريون يتحرون عن
الرواة فلا يأخذون إلا برواية الثقات الذين سمعوا اللغة من الفصحاء عن طريق
الحفظة
ثانيا – الكوفييون
لم يتحروا صحة ما نقل إليهم فقد قبلوا كل مسموع ولم يبالغوا في التحري
والتنقيب ورأوا احترام جميع ما ورد عن العرب وأجازوا استعماله ولو لم يجر
على تلك القواعد التي وضعها البصريون وتساهلوا في التثبت من صحة
المسموع وأمانة راويه وسلامة قائله
ثالثا – البصريون
لم يأخذوا عن حضري ولا ممن كان يجاور الأمم الأخرى كلخم وجذام
لمجاورتهم أهل مصر ولا من نمر لمجاورتهم اليونان ولا من بكر لمجاورتهم
النبط والفرس ولا من عبد قيس ولا أزد عمان لمجاورتهم الفرس ولامن أهل
اليمن لمخالطتهم الهند والحبشة
رابعا – الكوفييون
أخذوا عن أهل الحضر ممن جاور المتحضرين من الأعراب يقول القفطي في
أنباه الرواة ( 2/274) ( قال أبو زيد الأنصاري قدم الكسائي البصرة فأخذ عن
أبي عمرو بن العلاء وعن يونس بن حبيب وعيسى بن عمر ثم خرج إلى بغداد
وقد قدم أعراب الْحُطْمة – بطن من قيس – وأخذ عنهم شيئا فاسدا فخلط هذا
بذاك فأفسده ) إهـ
خامسا – البصرييون
لا يستشهدون ببيت شعر لم يعرف قائله
فهم متشددون في قبول ما يروى من الشعر ولا يعترفون إلا ببعض القبائل
الموثوق بشعرها
سادسا – الكوفيون
يحتجون بالشاهد المجهول قائله يقول أبو الطيب اللغوي في كتابه مراتب
النحويين صفحة ( 74 ) ( والشعر بالكوفة أكثر وأجمع منه بالبصرة ولكن
أكثره مصنوع ومنسوب إلى من لم يقله وذلك بين في دواوينهم ) إهـ
سابعا – البصريون
اشترط البصريون فيما ينقل عن العرب الكثرة الكاثرة فيقعدون على الأكثر
والا فعلى الكثير والا فعلى القليل والا فعلى الأقل وإلا فعلى النادر والا قاسوا
الأشباه والنظائر على النظائر اذا لم يتناقض مع الوارد ولا يستجيبون لكل
مسموع
ثامنا – الكوفيون
لم يشترطوا للقياس كثرة كاثرة بل قاسوا على الشاهد الواحد ولو جاء مخالفا
للكثرة الكاثرة المتفق على القياس عليها فما اعتبره البصريون شاذا او ضرورة
قبله الكوفيون وجعلوه مقيسا عليه
تاسعا – البصريون
لا يقيسون على الشاذ قال السيوطي في الإقتراح في أصول النحو صفحة
( 156 ) ( اتفقوا على أن البصريين أصح قياسا لأنهم لا يلتفتون إلى كل
مسموع ولا يقيسون على الشاذ والكوفيون أوسع رواية ) إهـ
عاشرا – الكوفيون
يستنبطون بعض القواعد بالقياس النظري من غير حاجة إلى شاهد وربما
جعلوا من الشواذ أساسا نقل السيوطي في الإقتراح في أصول النحو صفحة
( 157 ) عن الأندلسي في شرح المفصل قوله ( الكوفيون لو سمعوا بيتا
واحدا فيه جواز شيء مخالف للأصول جعلوه أصلا وبوبوا عليه بخلاف
البصريين ) إهـ
وقال السيوطي في بغية الوعاة ( 2/164 ) ( قال ابن درستويه ( كان الكسائي
يسمع الشاذ الذي لا يجوز إلا في الضرورة فيجعله أصلا ويقيس عليه فأفسد
بذلك النحو ) إهـ
من علماء البصرة
الأول – نصر بن عاصم بن أبي سعيد الليثي البصري رحمه الله ( ت 89 هـ )
من التابعين وهو أول من أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي وأخذ عنه
أبو عمرو بن العلاء وغيره
الثاني – أبو عمرو زبان بالزاي وقيل بالراء بن العلاء بن عمار المازني رحمه
الله ( ت 154هـ ) أحد القراء السبعة وهو من المشهورين أخذ النحو عن نصر
بن عاصم الليثي وأخذ عنه الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب وغيرهما
الثالث – الخليل بن أحمد الفراهيدي هو أبو عبد الرحمن بن أحمد بن عمرو بن
تميم الفرهودي اليمني رحمه الله ( ت 175هـ ) منشؤه ومرباه وحياته في
البصرة يقول ثعلب إن الأصول وأمهات المسائل النحوية والصرفية من عمل
الخليل وهو أستاذ سيبويه والنضر بن شميل وغيرهما وما في كتاب سيبويه
المعروف مأخوذ عنه ذكر ذلك جمع
رابعا – أبوعبد الرحمن يونس بن حبيب بن عبد الرحمن الضبي رحمه الله
( ت 182هـ ) لزم أبا عمرو بن العلاء وأخذ عنه سيبويه كما أخذ عنه
الفراء والكسائي
خامسا – سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي رحمه الله
( ت 188 هـ ) إمام النحو حجة العرب ، ولد بقرية من قرى شيراز يقال لها
البيضاء من قرى فارس وفي شيراز تلقن دروسه الأولى ثم قدم إلى البصرة
فطلب الفقه والحديث مدة ، ثم أقبل على العربية ، والتحق بحلقات العلم
فلزم حلقات النحويين واللغويين وفي مقدمتهم عيسى بن عمر والأخفش
الكبير ويونس بن حبيب ولزم الخليل بن أحمد الفراهيدي وأخذ منه النحو
والصرف فبرع وساد أهل العصر ، وألف فيها كتابه الكبير الذي عم نفعه
السادس – الأخفش الكبير هو أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد رحمه
الله ( ت 172 هـ ) وشهرته الأخفش الأكبر أخذ عن أبي عمرو بن العلاء
وأخذ عنه سيبويه وأبوعبيدة معمر بن المثنى
السابع – أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي ثم البصري رحمه الله
( ت 211 هـ ) وشهرته الأخفش الأوسط فارسي الأصل من تلاميذ سيبويه
وهو الذي روى عنه كتابه وهو أعلم تلاميذ سيبويه وعنه أخذ المازني
والجرمي كتاب سيبويه وأخذ عنه أيضا علماء الكوفة وعلى رأسهم
إمامهم الكسائي والفراء وهو أكبر أئمة النحو البصريين بعد سيبويه
الثامن – المازني هو ابو عثمان بكربن محمد بن بقية من بني مازن الشيباني
رحمه الله ( ت 247 هـ ) من أهل البصرة لزم الأخفش وأخذ عنه كتاب
سيبويه وكان المبرد من أشهر تلاميذه
التاسع – المبرد هو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الكبر الأزدي البصري
رحمه الله ( ت 285 هـ ) لزم أبا عمرو الجرمي وأبا عثمان المازني وهو من
أواخر أئمة المدرسة البصرية
العاشر – الزجاج هو أبو إسحق ابراهيم بن السري بن سهل رحمه الله
( ت 310 هـ ) وسمي الزجاج لأنه كان في حداثته يخرط الزجاج فنسب إليه
لزم المبرد ودرس النحو عليه
الحادي عشر – ابن السراج هو أبو بكر محمد ابن السري درس النحو على
المبرد ودرس على الزجاج ( ت 316 هـ ) رحمه الله
من علماء الكوفيين
الأول – أبو جعفر محمد بن الحسن الرؤاسي رحمه الله ( ت 175 هـ ) سمي
بالرؤاسي لكبر رأسه أخذ عن عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء وكان
أستاذا للكسائي والفراء
الثاني – معاذ بن مسلم الهراء رحمه الله ( ت 187هـ ) والهراء نسبة للأثواب
الهروية لأنه كان يبيعها وهو عم أبي جعفر الرؤاسي أخذ عنه الفراء
الثالث – الكسائي هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان
الكسائي رحمه الله ( ت 189هـ ) من أصل فارسي لزم حلقة حمزة بن حبيب
الزيات ويعد الكسائي إمام مدرسة الكوفة وهو أحد القراء السبعة المشهورين
وسمي الكسائي لأنه أحرم في كساء وكان يختلف إلى حلقات أبي جعفر
ومعاذ الهراء وعيسى بن عمر والخليل بن أحمد يدرس النحو
الرابع – الفراء هو أبو زكرياء يحي بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي
رحمه الله ( ت 207 هـ ) من أصل فارسي ولقب بالفراء لأنه كان يفري
الكلام أخذ العربية عن الكسائي وأبي جعفر الرؤاسي وتتلمذ هلى يونس بن
حبيب
الخامس – هشام الضرير هو أبو عبد الله هشام بن معاوية الضرير رحمه
الله ( ت 209 هـ ) من تلاميذ الكسائي
السادس – ابن السكيت هو أبو يوسف يعقوب بن إسحق السكيت رحمه الله
( ت 244 هـ ) أخذ عن أبي عمرو الشيباني والفراء وابن الأعرابي
السابع – ثعلب هو أبو العباس أحمد بن يحي النحوي بن زيد رحمه الله
( ت291 هـ ) لزم حلقات تلامذة الفراء أبي عبد الله الطوال ومحمد بن قادم
وسلمة ابن عاصم ولزم حلقات ابن الأعرابي ولزم حلقات تلامذة الأصمعي
أبي نصر أحمد بن حاتم ولزم حلقات الأثرم تلميذ أبي عبيدة وأخذ عن عمرو
ابن أبي عمرو الشيباني
الثامن – أبو بكر الأنباري هو أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار
الأنباري رحمه الله ( ت 328 هـ ) أخذ النحو عن ثعلب
وما زال النحو منذ نشأته الأولى إلى عصرنا هذا مادة حية في المعاهد
والجامعات والمدارس وسيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأن
اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ، قال الله تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا
عَرَبِيًّا } وقال تعالى { وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى
قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } وقد تكفل الله عز وجل بحفظ
كتابه العزيز قال الله تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والحمد لله رب العالمين
المصادر
الأول – القرآن الكريم
الثاني – طبقات الشعراء
لأبي عبد الله محمد بن سلام الجمحي رحمه الله ( ت 231 هـ ) مع دراسة عن
المؤلف والكتاب للمرحوم الأستاذ طه أحمد ، دار الكتب العلمية
بيروت / 1422 هـ
الثالث – مراتب النحويين
لأبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي الحلبي رحمه
الله ( ت 351 هـ ) تحقيق وتعليق محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة نهضة
مصر
الرابع – المستدرك على الصحيحين
لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري رحمه الله ( ت 405هـ ) مع
تلخيص المستدرك للذهبي ، دار الباز للنشر والتوزيع
الخامس – الفهرست
لأبي الفرج محمد بن إسحاق النديم رحمه الله ( ت 438 هـ ) دار المعرفة
بيروت
السادس – الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع
للحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي رحمه الله ( ت 463 هـ ) تحقيق
الدكتور محمود الطحان مكتبة المعارف
السابع – نزهة الألباء في طبقات الأدباء
لأبي البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد الأنباري رحمه
الله ( ت 577 هـ ) تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي ، مكتبة المنار الأردن
الثامن – انباه الرواة على أنباه النحاة
لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي رحمه الله ( ت 624هـ ) تحقيق محمد
أبو الفضل إبراهيم دار الفكر العربي ، الطبعة الأولى/ 1406هـ
التاسع – معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب لياقوت بن عبد الله
الحموي الرومي رحمه الله ( ت 626هـ ) تحقيق الدكتور إحسان عباس ، دار
الغرب الإسلامي ، الطبعة الأولى / 1993 هـ
العاشر – اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم
لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله ( ت 728 هـ ) تحقيق الدكتور ناصر
بن عبد الكريم العقل مكتبة الرشيد
الحادي عشر – فتح الباري شرح صحيح البخاري
للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه
الله ( ت 852 هـ ) تحقيق الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
المطبعة السلفية
الثاني عشر – الإقتراح في أصول النحو
للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي رحمه الله ( ت 911 هـ ) ضبط
وتعليق عبد الحكيم عطية دار البيروتي
الثالث عشر – بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة
للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي رحمه الله ( ت 911 هـ ) تحقيق
محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة عيسى الحلبي وشركاه
الحمد لله القائل في محكم التنزيل { وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ
الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ
مُّبِينٍ } (195) أحمده سبحانه وتعالى حمدا يوافي نعمه ، ويدافع نقمه ويكافئ
مزيده بمنه ، وكرمه والصلاة والسلام ، على من أعطي جوامع الكلم ، وكان
أفصح من نطق بالضاد وعلى آله وصحبه خير العباد ، وعلى من ترسم
خطاهم ، ونحا نحوهم إلى يوم الدين أما بعد
فهذه نبذة مختصرة عن نشأة النحو جمعتها من عدة مصادر، وتشتمل على
ظهور اللحن، وجهود أبي الأسود الدؤلي مؤسس هذا العلم وأذكر المذهب
البصري والكوفي، ومنهج كل منهما مع بيان أسباب الخلاف بينهما
فأقول وبالله التوفيق
إن مكة المكرمة كانت مزارا يحج إليها العرب كل عام وكانت لقريش السيادة
في الجاهلية بسبب ما آل إليها من السقاية والرفادة أي سقاية الحجاج
وإطعامهم والقيام بخدمة البيت
وفي مكة المكرمة وما والاها تقام الأسواق التي كان من أشهرها ( سوق
عُكاظ ) موقع بين نخلة والطائف و ( سوق ذي الْمَجاز ) ويقع في شرق مكة
المكرمة ويبعد عنها مسافة – 21 كم – تقريبا و ( سوق مَجِنَّة ) هي بفتح
الميم وكسر الجيم وتشديد النون كما في فتح الباري ( 3 / 594 ) وقد تكسر
ميمها كما في القاموس المحيط ( 4/212 ) و يقع في مر الظهران – وادي
فاطمة قرب جبل يقال له الأصغر وأنها على أميال يسيرة من مكة وقيل سوق
بأسفل مكة على بريد منها – وكانت القبائل تجتمع في هذه الأسواق كل سنة
للتجارة ففي صحيح البخاري حديث رقم ( 1770 ) قال عمرو بن دينار قال
ابن عباس رضي الله عنهما ” كان ذو المجاز وعكاظ متجرَ الناس في الجاهلية
فلما جاء الإسلام كأنهم كرهوا ذلك حتى نزلت { لَيْسَ عَلَيْكُم جُنَاحٌ أَنْ
تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُم } في مواسم الحج ” اهـ
وفي مسند الإمام أحمد ( 3/322 ) عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه
قال : ” مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين يتبع الناس
في منازلهم بعكاظ ومَجِنَّة وفي المواسم بمنى يقول من يؤويني من ينصرني
حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة “ من حديث طويل صححه الألباني كما
في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 93-94/ رقم 63 ) وكان الشعراء
يلتقون في هذه الأسواق للتفاخر والتهاجي ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر
ففي هلال ذي القعدة يقام ( سوق عكاظ ) ثم يقام ( سوق مَجِنَّة ) ثم يقام
سوق ( ذي الْمَجاز ) وكانت العرب ترحل إليه بعد فراغها من ( سوق مَجِنَّة )
لقربه من جبل عرفات حيث يقيمون فيه حتى يبدأ موسم الحج فيدخلون مكة
لحج البيت الذي يعظمه جميع العرب .
قال ابن حجر في الفتح ( 3/594 ) وروى الزبير بن بكار في ” كتاب
النسب ” من طريق حكيم بن حزام أن سوق عكاظ كانت تقام صبح هلال
ذي القعدة إلى أن يمضي عشرون يوما ، قال : ثم يقام سوق مَجِنَّة عشرة
أيام إلى هلال ذي الحجة ، ثم يقوم سوق ذي المجاز ثمانية أيام ، ثم يتوجهون
إلى منى للحج .
فأصبحت لغة قريش أغنى اللغات العربية وأشملها وأعذبها وأقدرها على
تصوير المعاني المختلفة بسبب توافد القبائل العربية من شتى البلدان كل عام
بعضهم للتجارة والبعض الآخر للتفاخر والتهاجي وتسابق الخطباء والشعراء
في استعمال لغة قريش ونقلوا الكثير منها إلى قبائلهم فانتشرت في الجزيرة
العريبة وسادت بتلك اللغة المنتقاة ولم يختلط العرب بغيرهم من العجم قبل
الإسلام إلا النزر القليل من أجل بيع أو شراء وكانت الألفاظ التي يستعملونها
لا تخرج عن أسماء السلع وأدوات القتال وغيرها من الألفاظ التي لا تأثير لها
في لغتهم التي تجري في كيانهم مجرى الدم في العروق وحين نزل القرآن
الكريم على نبي الرحمة والهدى محمد بن عبد الله – صلوات الله وسلامه
عليه – كانت لغتهم جميعا أي العرب في الجاهلية عربية فصيحة صافية نقية
من الشوائب فلما سطع نور الإسلام وانتشر خارج الجزيرة العربية ودخل
الناس في دين الله أفواجا اضطر العرب للإختلاط بغيرهم من الأعاجم في
سائر الأمصار وتطلب هذا أن يفهم بعضهم بعضا من أجل التجارة والمنافع
والتعليم وغير ذلك فسمع العرب من الأعاجم والعكس فنتج عن هذا التخاطب
والإصغاء بين الطرفين فساد في اللغة وظهر اللحن وشاع بين أوساط الناس
فهب ألوا الأمر من المسلمين ينظرون في اللحن ويحذرون منه
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : ” سمع النبي صلى الله عليه وسلم
رجلا قرأ فلحن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدوا أخاكم “ صححه
الحاكم ووافقه الذهبي كما في المستدرك (2/439) وضعفه الألباني كما
في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 2/315 ) رقم ( 914 ) لجهالة من روى
عن أبي الدراء
وفي معجم الأدباء أيضا ( 1/23 ) “وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يضرب أولاده على اللحن “ وروى الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لأخلاق
الراوي ( 2/28 ) رقم ( 1081 ) ” أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
كان يضرب الحسن والحسين على اللحن ” وكان ابن عمر رضي الله عنه
يضرب ولده على اللحن “ صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد
صفحة ( 328 ) رقم ( 676 ) وفي معجم الأدباء للحموي ( 1/23 ) ( عن
الخليل بن أحمد، قال: سمعت أيوب السختياني يحدث بحديث فلحن فيه فقال
أستغفر الله ؛ يعني : أنه عد اللحن ذنبا ) إهـ
فهذه الأمثلة تدل على أن الأوائل كانوا ينظرون في اللحن ويحذرون منه
ومن هنا خاف أولوا الأمر أن يتسرب هذا اللحن إلى القرآن الكريم والحديث
النبوي الشريف ففكروا في وضع قواعد يهتدى بها لحفظ اللغة العربية من
خطر اللحن تكون نبراسا يرجع إليه فبرز إلى الوجود هذا النحـو
ومما لا شك فيه أن ظهور اللحن وانتشاره وزحفه إلى القرآن الكريم والحديث
النبوي هو الباعث على تدوين هذا النحو
اختلاف العلماء في من أشار بوضع النحو
أولا – قيل الذي ابتدأ هذا العمل هو أبو الأسود الدؤلي بإشارة عمر بن الخطاب
رضي الله عنه
ثانيا – وقيل بإشارة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنه دفع إلى أبي الأسود
رقعة كتب فيها ( الكلام كله اسم وفعل وحرف فالاسم ما أنبا عن المسمى
والفعل ما أنبئ به والحرف ما افاد معنى وقال له انح هذا النحو وأضف إليه
ما وقع إليك ) ومن حينها سمي بالنحو
ثالثا – وقيل بإشارة ( زياد بن أبيه ) وكان أبو الأسود معلم أولاده وهو والي
العراق حينئذ
وقيل إن أبا الأسود هو الذي بدأ هذا العمل بنفسه حين قالت له ابنته ( يا أبت
ما أحسنَ السماءِ ) فقال : أي بنية ( نجومها ) فقالت له ( لم أرد أي شيء
أحسن ؟ وإنما تعجبت من حسنها فقال إذن فقولي (ما أحسنَ السماءَ) وبسسب
هذا اللحن وضع كتابا
ومهما قيل فالنتيجة المؤكدة أن أبا الأسود ( ظالم بن عمرو الدؤلي ) هو
الذي بدأ هذا العمل سواء بإشارة من عمر ابن الخطاب أو علي بن أبي طالب
أو( زياد بن أبيه ) أم بتفكيره هو
لكن أبا الحسن القفطي في كتابه إنباه الرواة (1/39/41 ) يرجح أن أول من
وضع النحو هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال : (الجمهور من
أهل الرواية أن أول من وضع النحو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله
وجهه ثم قال : وأهل مصر قاطبة يرون بعد النقل والتصحيح أن أول من وضع
النحو علي بن أبى طالب – كرم الله وجهه – وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي) إهـ
ولعل ما نقله في إنباه الرواة ( 1/50 ) ( أنه قيل لأبي الأسود من أين لك هذا
العلم ؟ ـ يعنون النحو ـ فقال : لقنت حدوده من علي بن أبي طالب يرجح كفة
علي رضي الله عنه ) اهـ
وقال أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري في أول كتابه نزهة الألباء
في طبقات الأدباء : صفحة ( 17 ) ( اعلم أيدك الله بالتوفيق وأرشدك إلى
سواء الطريق أن أول من وضع علم العربية وأسس قواعده ، وحدّ حدوده
علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي ) إهـ
وكان أبو الأسود ( ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي ) من كبار
التابعين ومن القراء لبقا ذكيا حاضر البديهة كما كان شاعرا مفلقا قال ابن
الأنباري : في نزهة الألباء صفحة ( 19 ) ( وكان أبو الأسود ممن صحب
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان من المشهورين
بصحبته ومحبته ومحبة أهل بيته ) إهـ
قال القفطي في إنباه الرواة ( 1/53-55 ) ( واستعمله علي بن أبي طالب
رضي الله عنه على البصرة وتوفي فيها سنة تسع وستين وهو ابن خمس
وثمانين سنة ) إهـ
أين نشأ النحو
تجمع المصاد على أن العراق كان أسبق البلاد إلى تدوين ( النحو والصرف )
لعدة أسباب نذكر منها ما يلي
أولا – أن العراق إقليم خصب يقع بين نهري دجلة والفرات وهو من أقدم بقاع
الأرض عمرانا وهو قطر غني بخيراته ومياهه وقيل عنه أنه أعدل أرض الله
هواء وماء وكان ملجأ للعجم قبل الفتح فكان يسكنه كثير من الأمم
كـ ( الآشوريين ) و ( الفرس ) – والآشوريون هم مجموعة عرقية تسكن في
شمال ما بين النهرين في العراق وسوريا وهي من أقدم الشعوب التي اعتنقت
المسيحية – وبعد الفتح أقبل المسلمون على العراق عربا وعجما إذ أنها تمتاز
بأسباب الحياة الناعمة ورغد العيش
ثانيا – أدى هذا المزج بين العرب والعجم إلى كثرة اللحن وانتشاره في العراق
أكثر من غيره من الأمصار
ثالثا – تقع البصرة على مقربة من وادي نجد غربا والبحرين جنوبا والأعراب
يفدون إليها منهما فأخذ البصريون عن العرب الأقحاح الذين لم تفسد سليقتهم
العربية أما الكوفة فلبعدها عن البادية لم يفد إليها من العرب الأقحاح إلا القليل
وتُعد البصرة أسبق مدن العراق اشتغالا بعلوم النحو ، حيث احتضنت النحو
زهاء قرن من الزمان ، قبل أن تشتغل به الكوفة
فالبصرة هي التي شادت صرح النحو ورفعت أركانه بينما كانت الكوفة
مشغولة بقراءات الذكر الحكيم ورواية الشعر والأخبار ذكر ذلك جمع من
العلماء من ذلك قول ابن سلام الجمحي في طبقات الشعراء صفحة ( 29 )
( وكان لأهل البصرة في العربية قُدْمَة بالنحو وبلغات العرب والغريب
عناية ) إهـ
ويقول ابن النديم في الفهرست صفحة ( 96 ) قال محمد بن إسحق ( إنما
قدمنا البصريين أولا لأن علم العربية عنهم أخذ ولأن البصرة أقدم بناء من
الكوفة ) إهـ
ثم اشترك علماء البصرة والكوفة في النهوض بالنحو من عهد الخليل بن أحمد
شيخ الطبقة الثانية من البصريين ، وأبي جعفر الرؤاسي شيخ الطبقة الأولى
من الكوفيين حتى نمت أصوله ، وكملت عناصره في مستهل العصر العباسي
الأول على يد المبرد خاتم البصريين وثعلب خاتم الكوفيين
وهكذا أصبحت العربية من الدين ، وغدا تعلمها لفهم مقاصد الكتاب والسنة
قربة من أجلِّ القربات إلى الله عزوجل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم صفحة
( 469 ) ( فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن
فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب
إلا به فهو واجب ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على
الكفاية ) إهـ
مدرستا البصرة والكوفة ومنهج كل منهما وأسباب الخلاف
أدت العوامل والظروق السابقة إلى اختلاف منهج كل من الفريقين الكوفي
والبصري فنشأ الخلاف بينهما في أمور عدة
أولا – البصريون
أقاموا نحوهم على القرآن الكريم والشعر الجاهلي والإسلامي الموثوق بصحته
وسلامة لغة قائله ولهذا اختاروا من بين القبائل التي اعتمدوا على لغتها قيسا
وتميما وأسدا وأخذوا من هذيل وبعض كنانة وبعض الطائيين لأن لغة هؤلاء لم
يصبها داء اللحن ولم تفسد بالاختلاط بالأعاجم والبصريون يتحرون عن
الرواة فلا يأخذون إلا برواية الثقات الذين سمعوا اللغة من الفصحاء عن طريق
الحفظة
ثانيا – الكوفييون
لم يتحروا صحة ما نقل إليهم فقد قبلوا كل مسموع ولم يبالغوا في التحري
والتنقيب ورأوا احترام جميع ما ورد عن العرب وأجازوا استعماله ولو لم يجر
على تلك القواعد التي وضعها البصريون وتساهلوا في التثبت من صحة
المسموع وأمانة راويه وسلامة قائله
ثالثا – البصريون
لم يأخذوا عن حضري ولا ممن كان يجاور الأمم الأخرى كلخم وجذام
لمجاورتهم أهل مصر ولا من نمر لمجاورتهم اليونان ولا من بكر لمجاورتهم
النبط والفرس ولا من عبد قيس ولا أزد عمان لمجاورتهم الفرس ولامن أهل
اليمن لمخالطتهم الهند والحبشة
رابعا – الكوفييون
أخذوا عن أهل الحضر ممن جاور المتحضرين من الأعراب يقول القفطي في
أنباه الرواة ( 2/274) ( قال أبو زيد الأنصاري قدم الكسائي البصرة فأخذ عن
أبي عمرو بن العلاء وعن يونس بن حبيب وعيسى بن عمر ثم خرج إلى بغداد
وقد قدم أعراب الْحُطْمة – بطن من قيس – وأخذ عنهم شيئا فاسدا فخلط هذا
بذاك فأفسده ) إهـ
خامسا – البصرييون
لا يستشهدون ببيت شعر لم يعرف قائله
فهم متشددون في قبول ما يروى من الشعر ولا يعترفون إلا ببعض القبائل
الموثوق بشعرها
سادسا – الكوفيون
يحتجون بالشاهد المجهول قائله يقول أبو الطيب اللغوي في كتابه مراتب
النحويين صفحة ( 74 ) ( والشعر بالكوفة أكثر وأجمع منه بالبصرة ولكن
أكثره مصنوع ومنسوب إلى من لم يقله وذلك بين في دواوينهم ) إهـ
سابعا – البصريون
اشترط البصريون فيما ينقل عن العرب الكثرة الكاثرة فيقعدون على الأكثر
والا فعلى الكثير والا فعلى القليل والا فعلى الأقل وإلا فعلى النادر والا قاسوا
الأشباه والنظائر على النظائر اذا لم يتناقض مع الوارد ولا يستجيبون لكل
مسموع
ثامنا – الكوفيون
لم يشترطوا للقياس كثرة كاثرة بل قاسوا على الشاهد الواحد ولو جاء مخالفا
للكثرة الكاثرة المتفق على القياس عليها فما اعتبره البصريون شاذا او ضرورة
قبله الكوفيون وجعلوه مقيسا عليه
تاسعا – البصريون
لا يقيسون على الشاذ قال السيوطي في الإقتراح في أصول النحو صفحة
( 156 ) ( اتفقوا على أن البصريين أصح قياسا لأنهم لا يلتفتون إلى كل
مسموع ولا يقيسون على الشاذ والكوفيون أوسع رواية ) إهـ
عاشرا – الكوفيون
يستنبطون بعض القواعد بالقياس النظري من غير حاجة إلى شاهد وربما
جعلوا من الشواذ أساسا نقل السيوطي في الإقتراح في أصول النحو صفحة
( 157 ) عن الأندلسي في شرح المفصل قوله ( الكوفيون لو سمعوا بيتا
واحدا فيه جواز شيء مخالف للأصول جعلوه أصلا وبوبوا عليه بخلاف
البصريين ) إهـ
وقال السيوطي في بغية الوعاة ( 2/164 ) ( قال ابن درستويه ( كان الكسائي
يسمع الشاذ الذي لا يجوز إلا في الضرورة فيجعله أصلا ويقيس عليه فأفسد
بذلك النحو ) إهـ
من علماء البصرة
الأول – نصر بن عاصم بن أبي سعيد الليثي البصري رحمه الله ( ت 89 هـ )
من التابعين وهو أول من أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي وأخذ عنه
أبو عمرو بن العلاء وغيره
الثاني – أبو عمرو زبان بالزاي وقيل بالراء بن العلاء بن عمار المازني رحمه
الله ( ت 154هـ ) أحد القراء السبعة وهو من المشهورين أخذ النحو عن نصر
بن عاصم الليثي وأخذ عنه الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب وغيرهما
الثالث – الخليل بن أحمد الفراهيدي هو أبو عبد الرحمن بن أحمد بن عمرو بن
تميم الفرهودي اليمني رحمه الله ( ت 175هـ ) منشؤه ومرباه وحياته في
البصرة يقول ثعلب إن الأصول وأمهات المسائل النحوية والصرفية من عمل
الخليل وهو أستاذ سيبويه والنضر بن شميل وغيرهما وما في كتاب سيبويه
المعروف مأخوذ عنه ذكر ذلك جمع
رابعا – أبوعبد الرحمن يونس بن حبيب بن عبد الرحمن الضبي رحمه الله
( ت 182هـ ) لزم أبا عمرو بن العلاء وأخذ عنه سيبويه كما أخذ عنه
الفراء والكسائي
خامسا – سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي رحمه الله
( ت 188 هـ ) إمام النحو حجة العرب ، ولد بقرية من قرى شيراز يقال لها
البيضاء من قرى فارس وفي شيراز تلقن دروسه الأولى ثم قدم إلى البصرة
فطلب الفقه والحديث مدة ، ثم أقبل على العربية ، والتحق بحلقات العلم
فلزم حلقات النحويين واللغويين وفي مقدمتهم عيسى بن عمر والأخفش
الكبير ويونس بن حبيب ولزم الخليل بن أحمد الفراهيدي وأخذ منه النحو
والصرف فبرع وساد أهل العصر ، وألف فيها كتابه الكبير الذي عم نفعه
السادس – الأخفش الكبير هو أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد رحمه
الله ( ت 172 هـ ) وشهرته الأخفش الأكبر أخذ عن أبي عمرو بن العلاء
وأخذ عنه سيبويه وأبوعبيدة معمر بن المثنى
السابع – أبو الحسن سعيد بن مسعدة البلخي ثم البصري رحمه الله
( ت 211 هـ ) وشهرته الأخفش الأوسط فارسي الأصل من تلاميذ سيبويه
وهو الذي روى عنه كتابه وهو أعلم تلاميذ سيبويه وعنه أخذ المازني
والجرمي كتاب سيبويه وأخذ عنه أيضا علماء الكوفة وعلى رأسهم
إمامهم الكسائي والفراء وهو أكبر أئمة النحو البصريين بعد سيبويه
الثامن – المازني هو ابو عثمان بكربن محمد بن بقية من بني مازن الشيباني
رحمه الله ( ت 247 هـ ) من أهل البصرة لزم الأخفش وأخذ عنه كتاب
سيبويه وكان المبرد من أشهر تلاميذه
التاسع – المبرد هو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الكبر الأزدي البصري
رحمه الله ( ت 285 هـ ) لزم أبا عمرو الجرمي وأبا عثمان المازني وهو من
أواخر أئمة المدرسة البصرية
العاشر – الزجاج هو أبو إسحق ابراهيم بن السري بن سهل رحمه الله
( ت 310 هـ ) وسمي الزجاج لأنه كان في حداثته يخرط الزجاج فنسب إليه
لزم المبرد ودرس النحو عليه
الحادي عشر – ابن السراج هو أبو بكر محمد ابن السري درس النحو على
المبرد ودرس على الزجاج ( ت 316 هـ ) رحمه الله
من علماء الكوفيين
الأول – أبو جعفر محمد بن الحسن الرؤاسي رحمه الله ( ت 175 هـ ) سمي
بالرؤاسي لكبر رأسه أخذ عن عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء وكان
أستاذا للكسائي والفراء
الثاني – معاذ بن مسلم الهراء رحمه الله ( ت 187هـ ) والهراء نسبة للأثواب
الهروية لأنه كان يبيعها وهو عم أبي جعفر الرؤاسي أخذ عنه الفراء
الثالث – الكسائي هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان
الكسائي رحمه الله ( ت 189هـ ) من أصل فارسي لزم حلقة حمزة بن حبيب
الزيات ويعد الكسائي إمام مدرسة الكوفة وهو أحد القراء السبعة المشهورين
وسمي الكسائي لأنه أحرم في كساء وكان يختلف إلى حلقات أبي جعفر
ومعاذ الهراء وعيسى بن عمر والخليل بن أحمد يدرس النحو
الرابع – الفراء هو أبو زكرياء يحي بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي
رحمه الله ( ت 207 هـ ) من أصل فارسي ولقب بالفراء لأنه كان يفري
الكلام أخذ العربية عن الكسائي وأبي جعفر الرؤاسي وتتلمذ هلى يونس بن
حبيب
الخامس – هشام الضرير هو أبو عبد الله هشام بن معاوية الضرير رحمه
الله ( ت 209 هـ ) من تلاميذ الكسائي
السادس – ابن السكيت هو أبو يوسف يعقوب بن إسحق السكيت رحمه الله
( ت 244 هـ ) أخذ عن أبي عمرو الشيباني والفراء وابن الأعرابي
السابع – ثعلب هو أبو العباس أحمد بن يحي النحوي بن زيد رحمه الله
( ت291 هـ ) لزم حلقات تلامذة الفراء أبي عبد الله الطوال ومحمد بن قادم
وسلمة ابن عاصم ولزم حلقات ابن الأعرابي ولزم حلقات تلامذة الأصمعي
أبي نصر أحمد بن حاتم ولزم حلقات الأثرم تلميذ أبي عبيدة وأخذ عن عمرو
ابن أبي عمرو الشيباني
الثامن – أبو بكر الأنباري هو أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار
الأنباري رحمه الله ( ت 328 هـ ) أخذ النحو عن ثعلب
وما زال النحو منذ نشأته الأولى إلى عصرنا هذا مادة حية في المعاهد
والجامعات والمدارس وسيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأن
اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ، قال الله تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا
عَرَبِيًّا } وقال تعالى { وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ * عَلَى
قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } وقد تكفل الله عز وجل بحفظ
كتابه العزيز قال الله تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والحمد لله رب العالمين
المصادر
الأول – القرآن الكريم
الثاني – طبقات الشعراء
لأبي عبد الله محمد بن سلام الجمحي رحمه الله ( ت 231 هـ ) مع دراسة عن
المؤلف والكتاب للمرحوم الأستاذ طه أحمد ، دار الكتب العلمية
بيروت / 1422 هـ
الثالث – مراتب النحويين
لأبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي الحلبي رحمه
الله ( ت 351 هـ ) تحقيق وتعليق محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة نهضة
مصر
الرابع – المستدرك على الصحيحين
لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري رحمه الله ( ت 405هـ ) مع
تلخيص المستدرك للذهبي ، دار الباز للنشر والتوزيع
الخامس – الفهرست
لأبي الفرج محمد بن إسحاق النديم رحمه الله ( ت 438 هـ ) دار المعرفة
بيروت
السادس – الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع
للحافظ أحمد بن علي الخطيب البغدادي رحمه الله ( ت 463 هـ ) تحقيق
الدكتور محمود الطحان مكتبة المعارف
السابع – نزهة الألباء في طبقات الأدباء
لأبي البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد الأنباري رحمه
الله ( ت 577 هـ ) تحقيق الدكتور إبراهيم السامرائي ، مكتبة المنار الأردن
الثامن – انباه الرواة على أنباه النحاة
لأبي الحسن علي بن يوسف القفطي رحمه الله ( ت 624هـ ) تحقيق محمد
أبو الفضل إبراهيم دار الفكر العربي ، الطبعة الأولى/ 1406هـ
التاسع – معجم الأدباء إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب لياقوت بن عبد الله
الحموي الرومي رحمه الله ( ت 626هـ ) تحقيق الدكتور إحسان عباس ، دار
الغرب الإسلامي ، الطبعة الأولى / 1993 هـ
العاشر – اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم
لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله ( ت 728 هـ ) تحقيق الدكتور ناصر
بن عبد الكريم العقل مكتبة الرشيد
الحادي عشر – فتح الباري شرح صحيح البخاري
للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه
الله ( ت 852 هـ ) تحقيق الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
المطبعة السلفية
الثاني عشر – الإقتراح في أصول النحو
للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي رحمه الله ( ت 911 هـ ) ضبط
وتعليق عبد الحكيم عطية دار البيروتي
الثالث عشر – بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة
للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي رحمه الله ( ت 911 هـ ) تحقيق
محمد أبو الفضل إبراهيم ، مطبعة عيسى الحلبي وشركاه