وداد بنموسى - أهلا إديث بياف، أنا غاضبة.. شعر

Je ne regrette rien

أهلاً اديث بياف..
أنا غاضبة..
غاضبة جدًا،
ولكني لست يائسة
غاضبة مني، ولكني لست نادمة على شيء
غاضبة من العالم، لكن شره لم يؤذني بما فيه الكفاية كي أنتحر
غاضبة من طفولتي لم تكن مشتلاً ولا رياضًا للعشاق،
كانت خلاء
غاضبة لأني لم أنسَ بما فيه الكفاية
ولم أتذكر حتى يهزمني التذكر
بل بقيت طوال سنواتي الذابلة واقفة هنا بين بين
أتقفى أثر النمل الذي سيلتهم جثتي بعد الموت
غاضبة لأني لست ذكرَا،
الذكورة كان بوسعها أن تجعلني ملكًا،
أو راعي قطيع،
أو صائد نعام،
أو تاجر أسلحة،
بينما الأنوثة لم تهبني سرّها إلا في القصيدة
حيث كلما وصلت إلى الرحابة لسعتني حقيقة حب جديد
ولكني رغم ذلك أدرك أن الأنوثة برزخ،
وأنني بحران لا يلتقيان
بحر الشك وبحر اليقين
بحر الحب وبحر الكراهية
بحر الحيرة وبحر التبصر
إيديث،
يا جرحك يا غيابك يا لوعتك يا كل التجربة المرة تجرعتيها في كأس الخيبة يُتْمًا تلوَ ضياع فقرًا تلو ابتزاز استغلالاً تلو جريمة وحبًا تلو حب تلو حب انتهى في السماء
تفجّرت مواعيده في أفق غيور وأنا أرتِّق صرخاتك كي أبتكر موالاً لقلبي، يكون دليلاً له على الحزن العالي وأنا أسافر فيك كي أتعرف على «ميلور» نسي شاله الحرير فوق روحك دخل مملكتك كي يسكر بالضحكات، فإذا به يخرج ثملاً من فرط ما تلاشيت في حُجب الهوى
أعبرك كي أتهجى حروف الخسارة كي أضيء فوق سطح البيت كأني نيزك فاته أن يكون تاجًا فوق رأسك
أسير على ركام دمعاتك، كأنما لأفرح تعشقك فكيف كنت تصدحين بكل تلك الأوجاع وكل الكنائس، كيف أخطأتك صلواتها؟
أجلس على حافة قبرك يا إيديث، وألمس الرخام كأنه جسدك، وأنتظر أن تستيقظي وتعانقيني، كأني أخت لك تأخرت في الوصول، كأني شبيهتك في الموت وفي الحياة الميتة، وفي الموت الحي، كأني أنا..


* نقلا عن:
http://kataba.online/أهلاً-إديث-بيا...QW4PdOPrkV_sfExAEzMZWRiRzhkiKnEboFb6mrYleBupg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...