وداد بنموسى

أَتَدَفّقُ أفيضُ أنْـهَمِرُ تَخرُجُ مِني كلُّ السُّلالاتِ التي تتالتْ عليَّ وأنا الروح أتنقل من بَرزَخٍ إلى حَصاة من مَلَكوتٍ إلى جَناح من َ يَدٍ إلى رصيف من عُشبَةٍ إلى قيثارة يُخجلُني أحيانا ألاَّ أشتهي إلا صوته وألا أحْلُمَ إلا بروحه تهْوي عَليَّ بالصواعق والزلازل وكل ِّ ما أوتِيَت من ضَجيج...
شريط طويل من الآلام تتخلله لُحيظاتُ فرح عابر، ثم بعد ذلك ستجلسين قبالة المدفأة سيشيخ الحب في عينيك ستذبلين، سيتكرر الوقتُ رتيبا ومفزعا حولك لن تطاوعك الذاكرة وستنسين أسماء الأشجار والأحفاد والمدن ستقعين في الحيرة ذاتها التي لازمتك طويلا منذ أول الدرب ستمدين يدك إلى أحدهم ولن يجيبك، فالكل يصارع...
شارل، أخذناك إلى حافّة الأرض لقد حدستَ: البؤسُ هناك أخفُّ إيلاماً أقلُّ ضراوةً كنا نردّد وصيتَك: Emmenez moi au bout de la terre رفعنا الصوتَ في نشيدٍ جماعيٍّ وبكاء، أخذناكَ محمولاً على ريحٍ رَعْناء. الذين جاؤوا بلا أسماء ولا جراحٍ في الروح ولا دمعٍ يفيض... الذين لا يعرفون عن ضحكتك شيئاً ضحكتِك...
من قال إن السماء لا تسمع لا تُحِسُّ لا تتْعَبُ لا تشتاقُ لا تحْزَنُ لا تُحِبُّ من قال إنها لا تستيقِظُ على شوقٍ وعلى وَلَهٍ تنام؟ من قال إن صَدْرَها ليْسَ آهلا بغَصَّةِ الفِراق بهَديرِ الوداع من قال إن ليلها لم يعُدْ كنهارها: ليلٌ موجعٌ نهارٌ جريح تلك السماء شبيهتي، تلكَ أنا عاريا منكِ غالبا ما...
شيءٌ في الحلْقِ كأنما هو حسْرَةٌ أو سُؤال شيءٌ في القلبِ كأنما هو خوفٌ من مآل شيءٌ في الروحِ كأنما هو سِرٌّ لا يُقال شيءٌ لا أدْرِكُهُ لا أطمئنُّ إليهِ لي أن أهدَأَ الآن.. فثمَّةَ سماءٌ مُشْرَعَةٌ نهرٌ دافِقٌ وصحراءٌ تحْتفي بالسَّراب لي أن أحتفي بالسراب.. شيءٌ في الأفقِ أراهُ طالعا من فوهةِ...
1 لقد مشينا معاً مئات الكيلومترات من السهوب، المفازات والخلاء المفزع الفارغ الممل، لقد أُصِبْنا معا بِفرح مُهْوِل ظَنَنَّا أنه كآبة قاتلة، جلسنا نتحدث طويلا عن اختيار المَسْلك أو المَعبر أو النهر الذي سنجتازه كي نهرب إلى ضَياع أكثر طمأنينة.. ها أنت ترى يا ” ثِييو” أنت تُخيط بيَأس لَعين مِزقَ...
1 لا يأتي إلاَّ الذي يأتي محمَّلا بالذي لا يأتي 2 يا مُستقبلي، كن حاضري، حتى أُشْفى من ماضيَّ 3 الخوفُ من الذي يجيءُ يذوبُ في خوفي مِن أن لاَ يَجيء شيء 4 كُوني حَذِرة يا أنا: الآن ملكُكِ الغدُ ملك الغيبِ 5 أثقُ في اللحظة لا في ظلالها ثقتي في قلبي، وفي عشقه الأزلي 6 تعالى، أريدك الآن...
Je ne regrette rien أهلاً اديث بياف.. أنا غاضبة.. غاضبة جدًا، ولكني لست يائسة غاضبة مني، ولكني لست نادمة على شيء غاضبة من العالم، لكن شره لم يؤذني بما فيه الكفاية كي أنتحر غاضبة من طفولتي لم تكن مشتلاً ولا رياضًا للعشاق، كانت خلاء غاضبة لأني لم أنسَ بما فيه الكفاية ولم أتذكر حتى يهزمني التذكر...
(1) سرير «أسماء» كان سريري وسريري كان سريرها مثل عنزتين كنا نخرج إلى المدرسة بضفيرتين والبذلة الورد في المدينة «القصر الكبير» كنا نشرد في الزقاق المظلم أو في الدروب بحيّ «المرس» ونعبر الدكاكين تبيع القطاني والسكر وحلوى العيد ونعدو من غابة إلى غابة في ضاحية المدينة أسماء تذكر ذلك الجَنين،...
بيسوا أَبْحَثُ ... لاَ أَجِدُ* : فِي النَّهْرِ ... أَغرسُ أُصْبُعي لأَقيسَ حَرَارَة عواطِفِهِ ذَلِكَ المَاء ... في النَّهْرِ أَرْمِي شِبَاكِي أَظَلُّ أَرْقُبُ أيَّ حُلْمٍ سَيَعْلَقُ بها قَبْلَ أن يقْتُلَنِي ضَجَرُ الضِّفَاف ... في النَّهْرِ ... أَقْرَأُ سورة وجهي ...... لَيْسَ لِوَجْهِي سورة...
نحنُ جيل تربّى على تحية العلم الوطني كل صباح، رافعين الصوت عاليا في الأصباح الباردة أو الحارة: "بالروحِ، بالجسدِ، هبّ فتاك لبّى نِداك".. ببذلة مدرسية موحدة، وبانضباط ومواظبة.. نحن جيل أول ما حفظناه هو البيتُ الشعري العبقري: قُم للمعلم وفِه التبجيل، كاد المعلم أن يكون رسولا المعلم الذي من فرط...
كان في دفتر الحياة ما لا يحصى من خيانات: راديو ينقل أخبار الحرب بينما يد ترفع الراية البيضاء وقتلى من الأحلام دم يخرج من جسد الصبوات بيت بعيد تصعد إليه من زاوية يحرسها النهر...يخون صالون تتوسطه مائدة عليها تنام القصائد سكرى...تخون ستارة بيضاء يدخل منها الضوء ويسطو على وِضْعَةِ الحب...ضوء يخون...

هذا الملف

نصوص
12
آخر تحديث
أعلى