محمد أبودومة - صدى للغبار.. شعر

هي الريحُ وردٌ,
يهدهدُ حزنَ المرايَا
وينثرُ هذي البقايا
ليقترح الدمعُ
ليلاً
لذكرى مضتْ...
.. في انتصافِ النهارْ
ليسألَ هذَا الغيابُ
الذي يتوارى وراءَ المدارْ
أهذا هو البحرُ....
يطوِي أغانيهِ
باكيةً في السحابْ
وينكرُ أنِّى منحتُ لآلِئَهُ
كلَّ هذي النجومِ
ليمنحني كلَّ هذا العذابْ
هي الريحُ آخرُ ما قَدْ
تبقَّى من القلبِ
وهو يسائلُ
بعض الوجوهِ
التي غمرتها الأشعةُ
وسْطَ بهاءِ الظلالْ
أرى النَهرَ منحسرًا
هابطًا من أعالي الجبالْ
يتلمس أين القرى
عبر عشبِ الحقولِ
التي صوحتْ
واصطفاها الزوالْ
وكيف أنا غيرُ ذكرى
لما كُنتُه
والليالي التي عشتُها
غير حلمٍ
مضَى في انتظارْ
ولم يأت طيفٌ
يراودُ زهرَ الحدائقِ
يمطرُ عبر المدَى الاخضرار
ولم يبق إلا دخانٌ
تصاعدَ
من حسرةٍ
وبقايا جدارْ
تهدَّمَ في لحظةٍ من جنونٍ
هنا منحنى هوة
غابةٌ من أفاعٍ
وأنهارُ نارْ
وأمواجُ عمرٍ طوتْهُ
رمالُ المتاهةِ
ذكرى بِحَارْ
تظلُ ملامحُها في انهمارْ
هي الريحُ وردٌ
كذا الوقتُ ريحٌ
تبدَّدَ في حانةٍ للشجارْ
أرَى الأرضَ منفَى
وأسرَى
وأرواحُنا
تتسلَّلُ مِنَّا
كهذَا البُخارْ
هي الريحُ معنًى
لما قد تبقَّى
وهل نحن إلا صدًى للغبارْ

[SIZE=3]محمد أبودومة مجلة العربي يوليو 2005[/SIZE]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...