عبد الله البقالي - خارج الحكايات

لا يعشق الغرابة، لكنه يبحث بإصرار عن مكان خارج منطق كل الحكايات في محاولة للعيش بلا تفاصيل و لا جزئيات.
يبحث عن مكان خال من كل حركة، لا تعبره الريح. و لا تسطع فوقه الشمس. و لا تصله الأصوات حتى لو كانت مجسدة في تغريدة طائر حزين.
كل شئ يجده قد تخلى عن ثباته. و الحكايات نفسها ما عاد يجدها كجرد بساط يؤثثه الزمن و الكلام و الحركات لرسم تنافر او تقاطع. و المساحات هي الأخرى صارت تبدو متواطئة و فاقدة لحيادها فيما يخصه هو.
ينظر لكل ما حوله بريبة. و الحكايات نفسها يحدها ككل الآدميين الأشرار. تتآمر. و تنعم بالسكون لتعد له أثناءه ما يكفي من الصدمات، و ترسم له مسالك تدفع به صوبها لتأزمه اكثر من خلال مفاجأته بمواقف صعبة. و تقلص من مساحاته الخلفية التي يحتاجها عادة من اجل التقاط انفاسه.
ينظر حواليه. يرى ان كل شئ يضيق ويزداد تقلصا لدرجة يشعر معها بالاختناق، فلا يتبقى امامه سوى بواطنه و أغواره الدفينة.يسأل نفسه: كيف يمكن أن يعيش خارج التفاصيل التي تجعل ما يحياه يصنف على انه حكاية؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...