شواهد قبور بلا عدد، كأني في متاهة، أدور بينها بلا نهاية. ليس غير الصمت والظلام هنا، غير أني قادر على رؤية أسماء الموتى بوضوح، مكتوبة على بلاطات من رخام، لكل مقبرة بلاطة عليها اسم صاحبها.
رحت أقرأ الأسماء بصوت عالِ، وأظن، أنني كنت أخطيء الهجاء، حتى غمرني إحساس بالخجل من الولد والبنت اللذين يتبعاني، كانا يضحكان في كل مرة أخطيء الهجاء.
الآن أرى عمالاً يحفرون قبوراً جديدة، وخطاطين يكتبون الأسماء على بلاطات الرخام، وأخرين يثبتونها بعناية على القبور.
الولد والبنت مازالا يتبعاني، ويعرضان عليّ أن أكتب اسمي بقرش. كنت مندهشاً، كيف لشابين على هذا الرقي والهندام أن يتسولا في المقابر، لكني أعطيتهما قرشاً، فأشارا لي أن أتبعهما، فتبعتهما.
أنتهينا إلى مقبرة ذات زخارف ومقرنصات ملونة، تعكس فخامة تاريخية، كأنها لملك عظيم. في صدارتها بلاطة رخام كبيرة، يكسوها غبار كثيف، فتعذر عليً أن أقرأ الاسم عليها. هكذا اقتربت ورحت أمسحها بكفي، كلما مسحت الغبار محوت جزءاً من اسمي، أمسح الغبار فأمحو، وحين انتهيت، بدت البلاطة في أبهى مايكون بلا أسماء. عندئذ انفتح باب المقبرة.
رأيت بضع درجات تنزل لأسفل. وثم هواء بارد يغمرني حتى أقشعر له بدني، غير أن الولد والبنت راحا يحثاني على النزول، ويتقدماني، فتبعتهما وجِلاً، وهما يمضيان إلى دهليز مظلم، كلما تقدما بديا أصغر من سنهما، حتى صارا طفلين يتقافزان أمامي في مرح، ويتبادلان ضحكات مكتومة.
مازلت أتبعهما، حتى انتهينا إلى ميدان فسيح، كان مضيئا ومليئا بدكانين الحلوى ومحلات اللعب، فاشتريت للطفلين شيئًا على سبيل الامتنان. ثم عبرت وحدي إلى الجانب الآخر من الميدان.
اللعبة.. قصة قصيرة لسيد الوكيل
رحت أقرأ الأسماء بصوت عالِ، وأظن، أنني كنت أخطيء الهجاء، حتى غمرني إحساس بالخجل من الولد والبنت اللذين يتبعاني، كانا يضحكان في كل مرة أخطيء الهجاء.
الآن أرى عمالاً يحفرون قبوراً جديدة، وخطاطين يكتبون الأسماء على بلاطات الرخام، وأخرين يثبتونها بعناية على القبور.
الولد والبنت مازالا يتبعاني، ويعرضان عليّ أن أكتب اسمي بقرش. كنت مندهشاً، كيف لشابين على هذا الرقي والهندام أن يتسولا في المقابر، لكني أعطيتهما قرشاً، فأشارا لي أن أتبعهما، فتبعتهما.
أنتهينا إلى مقبرة ذات زخارف ومقرنصات ملونة، تعكس فخامة تاريخية، كأنها لملك عظيم. في صدارتها بلاطة رخام كبيرة، يكسوها غبار كثيف، فتعذر عليً أن أقرأ الاسم عليها. هكذا اقتربت ورحت أمسحها بكفي، كلما مسحت الغبار محوت جزءاً من اسمي، أمسح الغبار فأمحو، وحين انتهيت، بدت البلاطة في أبهى مايكون بلا أسماء. عندئذ انفتح باب المقبرة.
رأيت بضع درجات تنزل لأسفل. وثم هواء بارد يغمرني حتى أقشعر له بدني، غير أن الولد والبنت راحا يحثاني على النزول، ويتقدماني، فتبعتهما وجِلاً، وهما يمضيان إلى دهليز مظلم، كلما تقدما بديا أصغر من سنهما، حتى صارا طفلين يتقافزان أمامي في مرح، ويتبادلان ضحكات مكتومة.
مازلت أتبعهما، حتى انتهينا إلى ميدان فسيح، كان مضيئا ومليئا بدكانين الحلوى ومحلات اللعب، فاشتريت للطفلين شيئًا على سبيل الامتنان. ثم عبرت وحدي إلى الجانب الآخر من الميدان.
اللعبة.. قصة قصيرة لسيد الوكيل